الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الوطن والمرأة في المجموعة القصصية _ ياسمين _ للكاتبة:'إسراء عبوشي'
الوطن والمرأة في المجموعة القصصية _ ياسمين _ للكاتبة:'إسراء عبوشي'

 الوطن والمرأة 

مسؤولية أخلاقية للأدب ورسالة الإنسانية
عمر الغوراني


صدرت مجموعة " ياسمين" القصصية، باكورة اصدارات الكاتبة "إسراء عبوشي" في الأيّام القليلة الماضية. وقد قدم المجموعة الكاتب المقدسي الكبير "جميل السلحوت" وتقع المجموعة التي حمل غلافها لوحة للفنّان الفلسطيني عماد أبو شتية وصممته من مصر وفاء صلاح في 162 صفحة من القطع المتوسط، عن دار الشامل للنشر والتوزيع -نابلس. 
لعلّ الرّوعة الأدبيّة، التي ربما انفردت بها هذه المجموعة القصصيّة، هي تلك الثّنائيّة المتلازمة الواعية، في قصصها الأربع، لرسالتين كبريين انطوت عليهما جميعا ً: الوطن، والمرأة.
لكنّ القاصّة الأديبة الشّاعرة، قد أدركت بعمق حسّ إنسانيّ موهوب، عِظـَم المسؤوليّة الأخلاقيّة للأدب ورسالته الإنسانيّة، حين راحت – بأسلوب قصصيّ شائق – تُزاوِج، بل تمزج، بين همّيِ ِ الوطن الفلسطينيّ والمرأة الشرقيّة عامّة، في الانعتاق من الظلم ؛ظلم احتلال بغيض، وظلم مجتمع بتقاليد جائرة ابتدعها . فكأنّ الظلمين – وإن اختلف لونهما – ظلم واحد ، وكأنّما الرّسالتان، في حقيقتهما، رسالة إنسانيّة واحدة.
وقد أدّت الأديبة قصصها، في ثوب زاهٍ من لغة شعريّة روائيّة أخّاذة، موائمة لسياق قصصيّ وحدث ملحميّ عاشه الإنسان الفلسطينيّ في الانتفاضتين (الأولى) و(الثّانية) توثيقاً ليوميّات قصّة تضحية وفداء، تقاسم بطولتهما، بالسويّة : الرجل والمرأة معا ً، ما يجعل من هذا العمل الأدبيّ بحقّ، أسطرا ً مضيئة مهمّة من أسطورة الملحمة الفلسطينيّة الكبرى.