الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المصالحة الفلسطينية 'الفرص والتحديات'....خالد هنية
المصالحة الفلسطينية 'الفرص والتحديات'....خالد هنية

اتخذ  الرئيس الفلسطيني من اللجنة الإدارية التي شكلتها حركة حماس في الفترة الأخيرة، نتيجية الفراغ الإداري الذي نتج عن تخلي حكومة الوفاق الوطني من تنفيذ واجباتها، ذريعة لاتخاذ إجراءات إدارية وسياسية وفنية، والتي عرفت بالإجراءات غير المسبوقة تجاه قطاع غزة.

ومن أهمها: منع دخول الوقود الخاص بمحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة، بالإضافة لخصم ما نسبته 30% من رواتب موظفين السلطة في قطاع غزة، هذا الإجراءات كانت مدعاة لتأزيم الواقع في قطاع غزة، وزيادة حدة الإنقسام السياسي.

وهنا: ظهرت متغيرات جديدة على الساحة الفلسطينية، والإقليمية أدت إلي تحولات في المشهد السياسي الفلسطيني، ومن أهمها التقارب المصري الحمساوي، وكذلك التقارب الحمساوي مع النائب محمد دحلان، بالإضافة إلي واقع السلطة المأزوم سياسياً وواقع الضفة الغربية، كل هذه الأمور مجتمعة أهلت الواقع إلي إبراز تلك المتغيرات وتأثيرها على المشهد ككل.

وفي خظم هذه المتغيرات، أعلنت حماس حل اللجنة الإدارية ضمن إجراءاتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية، والتي أعلنت ذلك في جمهورية مصر العربية لإظهار حالة سيادية وتوجه حقيقي تجاه مصر، هذه اللجنة والتي أشرنا كانت شماعة فتح في تحقيق المصالحة.

إلي هنا: نقف على التوقعات في المرحلة المقبلة:

أولاً: على صعيد العلاقة مع مصر،،، حماس كسبت الثقة في العلاقة مع مصر بشكل حيوي وفعال ودبلوماسي، وعززت نقاط التقارب معها في أكثر من اتجاه، والذي كان أولها التفاهمات التي سبقت زيارة الوفد الأخير والتي تمخض عنها ضبط الحدود مع سيناء، وثانيها عقد المكتب السياسي للحركة في القاهرة وآخرها، استجابت حماس لمصر بأن تضع اللجنة الإدارية وديعة لديها.

ثانياً: على صعيد العلاقات الفلسطينية الفلسطينية

أتوقع تمكين الحكومة إلى حد معين، بالإضافة لرفع العقوبات التي فرضها رئيس السلطة، وعمل حرس الرئيس في معبر رفح لإدارته، هذا بالحد الأدني من التوقع.

لكن: ستبقي بعض القضايا العالقة والمعرضة للمماطلة، وهي قضية دمج الموضفين، وإدراجهم على سلم الرواتب لدي السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الحساس لكن بإعتقادي أن حماس لن تعطل اتفاق يري النور، دون إبداء مرونة في هذا الملف، بقدر ما ستديره بحرفية في سبيل وضع الحلول بعيداً عن التجاذبات لكن عبر بوابة المصالحة.

ثالثاً: على صعيد العلاقة مع التيار الإصلاحي

لن تغلق حماس الباب في علاقاتها، بل ستبقي تتعامل معه كمكون من مكونات الشعب الفلسطيني، بما ينسجم مع سياسة الحركة بالإنفتاح على الكل الفلسطيني، لتحقيق ضماناتها في أهلية المشروع الوطني الفلسطيني.

إلي هنا: كسبت حماس الثقة محلياً وإقليماً، سياسياً ودبلوماسياً وشعبياً، حول جديتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية ولم الشمل الفلسطيني، وكذلك تعزيز علاقاتها الإقليمية ومن أهمها جمهورية مصر العربية، في إطار وحدة الشعب الفلسطيني، وتعزيز حضوره في المنطقة.

فحماس اليوم تتبع سياسة أكثر براغماتية وأكثر مرونة وانفتاح في علاقاتها ويمكن أن يقيم سلوك حماس السياسي في العلاقة محلياً وإقليمياً وفق سياسة تصفير المشكلات، فهل ستنجح حماس في تحقيق هذه الإستراتيجية، وإلي أي مدي يمكن اختراق الملفات المغلقة.