الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سعد إلى أين؟! تفاصيل استبدال السعودية بهاء الحريري بشقيقه.. !!
سعد إلى أين؟!   تفاصيل استبدال السعودية بهاء الحريري بشقيقه.. !!

وكالات-في الوقت الذي تضاربت فيه المعلومات عن عودة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل من السعودية إلى لبنان ليل الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، كانت جلبة أخرى تدور في أوساط منزل سعد الحريري بالعاصمة بيروت، حول أنباء جديدة قادمة من الرياض، تفيد بنية ولي العهد محمد بن سلمان، مبايعة بهاء الحريري زعيماً لتيار المستقبل بدلاً من سعد.

بهاء، الابن البكر لرفيق الحريري، عُرف كثيراً بمهاجمته سياسة أخيه سعد، التي انتهجها الأخير منذ أن سُلّم السلطة خلفاً لوالده الذي اغتيل عام 2005، فانشغل بهاء، الذي سُحب بساط السلطة من تحت رجليه على مدار السنوات الماضية، بالاهتمام بأعماله الخاصة وشركاته المتعددة في بلدان مختلفة، بينها السعودية والأردن والإمارات.

عائلة الحريري إلى الرياض لمبايعة الابن البكر

ولكن اليوم، ووفق ما كشفته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن المعلومات التي تحدّثت عن توجه السعودية لمبايعة بهاء، مصادرها متعددة، وأولها سيدة قريبة جداً من المدير العام للأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، الذي تلقى هذه الأنباء كشخصيات لبنانية أخرى.

كما علمت الصحيفة أن السفير السعودي المعيّن حديثاً في بيروت، وليد اليعقوبي، "أجرى اتصالات بأفراد من العائلة الكبرى للرئيس رفيق الحريري، شملت زوجته السيدة نازك، والنائبة بهية الحريري وولدها أحمد، وأبلغهم رسالة عاجلة، مفادها أن القرار اتُّخذ بتولية بهاء الزعامة، وأن عليهم الحضور إلى السعودية لمبايعته، إلى جانب سعد الذي وافق على الأمر مقابل إطلاق سراحه، على أن ينتقل للعيش في أوروبا ويعتزل العمل السياسي".

إلا أن آل الحريري وبعد تلقيهم هذه المعلومات، قرروا التريث في الإجابة، فأجابت نازك الحريري، زوجة الراحل رفيق، على المتصلين بها، عقب تداول هذه الأنباء، بأن "الوقت ليس للكلام وإن شاء الله خيراً"، في المقابل أقفل بهاء الحريري الموجود في الرياض هاتفه، بعدما كان قد أجاب على متصل به من بيروت بأنه "لا يعرف ما الذي يجري وغير معنيّ بأي نقاش الآن"، وفق ما ذكرته الصحيفة.

كما قررت العائلة إطلاق أوسع حملة اتصالات تشمل مصر والأردن والمغرب والسلطة الفلسطينية والرئاسة الفرنسية وشخصيات أميركية؛ بهدف الضغط على الرياض لإطلاق سراح الحريري، والتحذير من خطورة المشروع الذي يسير فيه ولي العهد السعودي.

وتتوافق هذه المعلومات مع التصريحات التي أعلنها، الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني، مسؤول لبناني رفيع لوكالة رويترز، قائلاً إن بلاده تعتقد أن السعودية تحتجز سعد الحريري، مضيفاً أن لبنان يتجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته.

وكشفت الصحيفة اللبنانية في هذا السياق، أن حالة من التوتر تسود فريق الحريري في لبنان؛ بسبب امتناع الرياض عن قبول أي وساطة، وهو أمر واجهته عائلة الوليد بن طلال من آل رياض الصلح في بيروت، خصوصاً أن وساطة خاصة أجراها الملك المغربي محمد السادس مع السعودية تتعلق بالوليد انتهت إلى الفشل، مع جواب سعودي رسمي بأن قضية الوليد "شأن سعودي داخلي". والجواب نفسه سمعه الجانب الفرنسي في محاولته الحصول على معلومات عن بعض الأمراء الموقوفين وحتى عن الحريري نفسه.

وذكرت وكالة رويترز أن مكتب سعد الحريري استقبل الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني، سفير فرنسا لدى السعودية في الرياض.

واجتمع الحريري -الذي أعلن استقالته في تسجيل مصور من السعودية يوم السبت ولم يعُد بعد إلى لبنان- مع دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في اليومين الماضيين بالعاصمة الرياض.

 

صدر "الأمر السامي" من السعودية

 

وبالعودة إلى موضوع المبايعة، وإن صحّت ما تنويه السعودية في الفترة المقبلة، فيبقى السؤال: كيف ستتم؟

تقول "الأخبار" اللبنانية إن الرياض منشغلة بالرد على قرار الرئيس اللبناني، ميشال عون، الذي رفض قبول استقالة الحريري، وترك الأمور على حالها حتى عودة رئيس الحكومة إلى لبنان.

وبحسب معلوماتها، فإن السعودية تبحث قيام سعد الحريري بزيارة خاطفة إلى بيروت لإعلان استقالته رسمياً والسفر مباشرة من دون عقد أي اجتماعات أخرى بذريعة التهديدات الأمنية.

وذكرت الصحيفة عن مصدر معنيّ لم تسمّه، أن "الأمر السامي السعودي" يقضي بألا يُبلَّغ أحد موعد قدوم الحريري، وأنه سينتقل فوراً إلى القصر الجمهوري حيث يتم إبلاغ المراسم هناك وهو في طريقه إلى بعبدا (مقر القصر الجمهوري)، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن السعودية تريد إبعاد الحريري عن أي اتصال بفريقه أو بقيادات لبنانية أخرى.

وتشير المعلومات إلى أن التوجه السعودي هو أن يحضر الحريري إلى بيروت، ويتوجه إلى القصر الجمهوري؛ لإعلان الاستقالة رسمياً وتبنّي مضمون البيان الذي تلاه في الرياض، ومن ثم المغادرة، بعد إعلان بيعته لشقيقه الأكبر بهاء.

وذكرنا سابقاً أن تعديلات طرأت على ظروف إقامة سعد الحريري في الرياض عقب يومين من إعلانه الاستقالة السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سُمح له بمغادرة مجمع ريتز-كارلتون والعودة إلى منزله بالرياض، في إطار إجراءات أمنية مشددة.

 

مشكلة الحريري الثانية مع بن سلمان: مالية

 

ولكن المعلومات التي ذكرتها صحيفة "الأخبار"، تشير إلى أن بن سلمان يصر على إنجاز الملف المالي المتعلق بقراره استعادة كل الأموال التي أُخذت من الحكومة السعودية باسم مشاريع وصفقات، يقول إنها تمت خلافاً للقانون.

وتضيف: "تأكد الجميع أمس أن مشكلة الحريري الثانية في السعودية (غير تلك السياسية)، تتعلق بملفات تعود إلى فترة حكم الملك عبد الله، خصوصاً عند مرضه الشديد وتولي رئيس ديوانه خالد التويجري إدارة الملفات؛ إذ إنه مع انكشاف أزمة (سعودي أوجيه)، توجه الحريري إلى التويجري، وهو صديق أيضاً لوالده الراحل رفيق الحريري، طالباً المساعدة".

وتابعت: "وبحسب شكوك إدارة بن سلمان، حصل الحريري من التويجري على شيكين بقيمة 9 مليارات دولار أميركي حُوّلت إلى حسابات للحريري في فرنسا. وتفاقمت الأزمة مع استمرار أزمة (سعودي أوجيه)، وبعدها تبيّن أن الحريري توجه إلى الإمارات طالباً دعماً على شكل دَين من ولي العهد محمد بن زايد. ولم يتمكن الحريري من سداد كامل الدين الذي بقي منه أكثر من 150 مليون دولار. وقد رفض بن زايد مقايضتها بحصص في شركات أو مصارف تابعة للحريري، ما خلق مناخاً من الغضب تمثل في امتناع الحريري عن الذهاب إلى الإمارات منذ توليه رئاسة الحكومة".

وعلمت الصحيفة أن زيارة الحريري، الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني، تمت بطلب ولي العهد السعودي على قاعدة تقديم الحريري اعتذاره إلى بن زايد وإعلان التزامه الخط السياسي، مع تأكيد أن الديون التي تنازل عنها الحريري ستساعد في حل مشكلته مع بن زايد.