الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اللواء ماجد فرج: من أهم عند الله؟ الإنسان أم الكعبة؟....د. فهمي شراب
اللواء ماجد فرج: من أهم عند الله؟ الإنسان أم الكعبة؟....د. فهمي شراب

 

  سيادة اللواء ماجد فرج:

شخصياً لدي جواز وهوية فلسطينية. ولا ينقصني شيء، ولكن فطرت قلبي مئات القصص لفلسطينيين محرومين من كثير من الحقوق الأساسية.. فعلى أي أساس تقررون تهميش أكثر من  2 مليون فلسطيني من هذا الشعب المناضل؟  كيف لأي فلسطيني أن يُسلب من جنسيته؟ كيف يحرم من الشعور بفلسطينيته؟ وكيف هو الشعور بان هذا الفلسطيني مربوط في وتد داخل بقعة جغرافية محدودة يدور في فلكها ولا يغادرها؟ ماذا سقط من أبجديات تاريخنا وقواعد وطنيتنا لكي نهوي لأسفل هذا القعر ولهذا المستنقع الآسن؟  بأم عيني رأيت أقواماً  حصلوا  في زمن أبي عمار على جوازات سفر فلسطينية. منهم الأمريكان ومنهم الألمان وشتى صور الإفرنج وباقي بني الأصفر. وحصل في فترة أبي مازن الأشقاء العرب من الفنانين والمطربين ومن المتعاطفين من الجنسيات العربية الأخرى على الجنسية وعلى الجواز الفلسطيني. فلماذا يحرم الفلسطيني في غزة؟ أحرام على بلابله الدوح.  حلال للطير من كل جنس؟

يا سيادة اللواء..ما فائدة الأرض والجدران والعَلَم إذا الإنسان فقد كرامته وفقد حريته وفقد حياته؟ الوطن هو الإنسان. وهو القيمة و الهدف.. فكيف سيدافع الإنسان عن وطنه إذا كان فقيرا مكسورا ضعيفا بدون أدوات التحضر والتقدم و السفر والتنقل؟

هل احتجاز الإنسان الفلسطيني على طبوغرافية وبين تضاريس بقعة جغرافية صغيرة –غزة- يوفر له المدارك ويتيح له المعارف المتعددة والثقافات المنفتحة ويبعده عن التشدد والتطرف وأسباب الكره والحقد؟ إن منع كثير من سكان قطاع غزة من الحصول على جوازات سفر وحرمانهم من التنقل والتحرك والتعرف على ثقافات الدنيا يجعلهم أسرى لواقعهم المرير الذي لم يروا غيره. فتضيق عليهم الرؤى ويضيق معها الأفق، ويجعلهم ذلك أيضاً فريسة سهلة للاحتلال وبراثنه وحبائله.

إن الإنسان عند الله أكثر قداسة وأهمية وأولوية من المسجد الأقصى بل من الكعبة نفسها. وذلك مترجما في الحديث الشريف " لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل المسلم". وفي غزة مات الكثير بسبب عدم القدرة على شراء الدواء او إجراء العملية الجراحية في مستشفى إنوفا بولاية فيرجينيا الأمريكية، أو حتى  في مستشفى معهد ناصر الطبي في جمهورية مصر العربية!

يا سيادة اللواء..أعلم بالأسماء أن كثير من أبناء القيادات في رام الله حصلت على هوية زرقاء "إسرائيلية" إضافة إلى جوازات سفر فلسطينية وجنسيات أخرى من أمريكية وكندية، فهل حرام على أبناء قطاع غزة  أن يحصلوا على جنسية بلدهم؟ وجواز سفره؟

 إن كثير من أبناء توجيهي المتفوقين يحصلون على منح دراسية في الخارج، ولكن تذهب هذه المنح أدراج الرياح، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على جوازات. وإن كثير من المرضى يموتون بسبب عدم قدرتهم على السفر للعلاج في الخارج  حتى ولو على نفقتهم الخاصة. وإن التجارة توقفت بسبب عدم قدرة البعض على السفر وعقد الصفقات. وان عائلات كثيرة تبعثرت وتشتتت، ونساء كثيرات تطلقن بسبب التباعد الجغرافي وعدم القدرة على التلاقي، ألا يكفي بان المعبر نفسه لا يفتح إلا 20 يوما في السنة؟ هل هناك معاناة أكثر من ذلك؟ إذا كانت الإجابة نعم يوجد. فنرضى بما قسمتم انتم لنا من واقع. أما إذا اقتنعتم بما اسأل واطرح فإننا نستبشر خيرا وننتظر بوارق  الأمل المعقودة بناصيتكم.

وفي همسة عتاب دعني أنوه لحضرتكم.. هل يعقل أن تصدقوا جميع التقارير التي تصلكم وغالبيتها الساحقة كيدية (تجار دفعتهم المنافسة غير الشريفة للكتابة ضد بعضهم البعض، أو مشاكل عائلية وثارات بغيضة أو على ميراث أو حسد معيشي الخ...) وتعرفون أن بيئة غزة خصبة لهذه الأمراض النفسية التي خلفتها سنوات الحصار البائسة..

سيادة اللواء.. هناك كثير من سكان غزة محرومون من الحصول على الجوازات وأرفق لكم عينة،  وهي محرومة من ابسط حقوقها لعلها الان قد وصلت إليكم لتساعدوها وترفعوا الظلم الواقع عليها. ونأمل كريم تدخلكم وإنهاء معاناتهم التي طالت سنوات وسنوات.

عماد شحدة محمد طباسي (مطلوب هوية)// غسان زعل سليمان الحسنات (مطلوب هوية)// ريما أحمد حسن داود (مطلوب هوية)/ عبد الله جمعة شعبان وافي (هوية)// عماد عبد  المحسن محمد أبو الروس (مطلوب جواز) // ساهر عدنان عبد القادر ناجي (مطلوب جواز)//محمد مصطفي محمد فروانه (مطلوب جواز) // معاذ إسماعيل هنية (محجوز جوازه في رام الله) // أيمن عمر البطنيجي (مطلوب جواز)

كاتب وإعلامي

فلسطين- غزة

[email protected]