الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سنيوريتا...أحمد طه الغندور
 سنيوريتا...أحمد طه الغندور

  سنيوريتا

كم كان سعيداً وهو يتنفس البحر شهيا

ويرى انسياب النور سريالياً بين الحقول

وعبق البرتقال يعيد التاريخ حيا

في " الكنترا " لا حاجز بين البرتقال ونوارس المحيط

إلا عينيه وغرفته التي جمعت الشرق بالغرب

فتارة ينعم بكرنفال الحدائق والأزهار

وتارة تبحر عيناه في أعماق المحيط

لا هم له سوى ذكريات الفاتحين

وها هي لشبونة تكشف عن خباياها

لعله يعيدها إلى مجدها التليد

أغمض عينيه يتفحص وجوه الفاتحين

وأيقظها على جمال يمزج الحلم باليقين

شعر كستنائي أحتل الفضاء

ويعلو قميصها الزهري بلا حياد

تبدد الفجر وهو ينظر ما لا يعي

يسمع ضحكاتها كظلال الزيزفون

وذاك الكستنائي ينثر رائحة البندق والحناء

فتثمل الأجواء

يبحث عن ملامحها ... وجهها أو حتى سر ضحكاتها

وغابت !!!

هامَ صديقنا على وجهه

وكأن " البلازا " ألقى به بلا عتاب

يمم شطر البحر

عله يجد في عيون النوارس أي جواب

يقتله الفضول ... من تكون؟

يبحث بين أصداف الشواطئ عن أثر

لعل القلب يقف على خبر

ثانيةً!

يرى الكستنائي يضرب صفحة المحيط

وعروس البحر تسابق أحلام الفاتحين

تحط بقدمها على شاطئ ... تبدل في التو والحين

في " غينتشو " أزهر الياسمين

وصدح الصباح بجل أسراره للغريب

وصديقنا

بين شكه ويقينه لا يقرأ ما تبصر العين

يراها تردي الزهري ... وتفل

تنفلت بين الجموع

جموع ما جاءت إلا لتحجبها عن عيونه وأنفاس اللاهثين

بثقل هم التاريخ العربي في الأندلس

يفر إلى غرفته بوجع وأنين

آه يا سنيوريتا... من تكونين؟

أوجاع السرير قضت عليه

فكيف له أن يستبين

يدركه المساء وجوعه وشوق العاشقين

يمضي إلى الأسواق هائماً

عله يُسكت الشوق أو الجوع اللعين

يتعثر في خطاه ... ودون أي انتباه

يصطدم بالزهري كأنه اكتساه

يصحو من صدمته ... يصرخ عقله

من تكونين؟

ويأتيه صوتاً من خلفه

" فاليريا "

تمضي وتتركه كحاله دائماً

تائهاً بين الشك واليقين

يغادر الأندلس باكياً

فلا مجد ولا حق لمن لا يملك اليقين.