الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ابا جهاد الوزير،تتبعته اجهزة استخبارت عالمية وإسرائيلية كظله....يوسف شرقاوي
ابا جهاد الوزير،تتبعته اجهزة استخبارت عالمية وإسرائيلية كظله....يوسف شرقاوي

ابا جهاد القائد الميداني،الذي لايعرف الهزيمة،وظل كذلك حتى الطلقة الاخيرة،وقت النهار والليل لايكفيه،تشكو له فيفتح امامك اكثر من افق،لايعرف الاستكانة،تراه متعبا في الليل،فيخرج اليك في الصباح حليق الذقن،مصففا شعرة،مرتديا بزته المتواضعة مابين المدنية والعسكرية،كانه ذاهبا الى احتفال،كيف لا والميدان كان مكانه المحبب،مكانه الاول والاخير.
ابا جهاد قال عنه الاعلام المعادي والصديق والحليف،القائد الانيق،رغم انه لايترك منظاره الحربي ابدا.
ان صادفته في الميدان قلما يبتسم،يكون جديا لابعد الحدود،يسألك بعد السلام مباشرة عن تفاصيل،ميدانية دقيقة،ثم يسألك عن العدد،ونوعية السلاح،يستدرجك الى الامام ببرودة اعصاب،يبتسم عندما يقول له مرافقيه :اخ ابوجهاد انت في نقطة رقابة لرصد حركة العدو.
اما إن صمع صوتك على جهاز اللاسكي،يطلب منك الموقف فورا وبدون مقدمات الا "كلمة مرحبا"التي تعودنا عليها وكررناها.
هنا ساسمح لنفسي ان اروي عنه الرواية التالية: وساستند الى معلومات "استخبارية إسرائيلية" كنت ارافقه في مكان ما في الجزائر،وكان على موعد هام في مدينة "وهران" كان ينتظر "الأخ محمود العالول" لينقله الى الاجتماع،مرت من امامنا "كميون لنقل الغاز المنزلي" قال لي: اسأله اين هو ذاهب؟
طبعا رغم اننا تمشينا على الاسفلت ذهابا وجيءة اكثر من عشر مرات،لم اسال ذلك السائق اذا كان يجلس جانبه مرافقا،لانزال الغاز الى المنازل.
بعد حوالي "15 دقيقة" قدم "العالول" بسيارة "هوندا رمادية اللون" لتقل ابا جهاد الى وهران.
السيارة تعود "لابي خليل ابو وافي" سفير المنظمة الاسبق في الجزائر.
قبل ان يصعد "ابا جهاد" اختطف من يدي مجلة ليقرأها، انطلق "محمود العالول"مسرعا سرعة جنونية،وانا في المعقد الخلفي،اطلب منه تخفيف السرعة،لان السيارة خفيفة.
باختصار وصلنا الى "مدينة وهران" وعند نزلونا من السيارة، قال موجها الكلام لي: "انا كنت خائفا اكثر منك لكني لا اتكلم"
بعد يومين علمنا من الاستخبارات الجزائرية ان الرئيس الامريكي "ريغان" سأل الرئيس الجزائري "الشاذلي بن جديد" ماذا يفعل "ابو جهاد" في الجزائر.
قبل حوالي سنتين قرأت في وسائل الاعلام الاسرائيلية ان "جهاز الموساد الإسرائيلي"كان ينوي تفجير عبوة زرعها في السيارة.
تتبعه اجهزة استخبارات عالمية واسرائيلية، "كظله" الى ان اصطادته في منزله لتوقف الانتفاضة الاولى.
ملاحظة: معلومة السيارة المفخخة على ذمة الاعلام الاسرائيلي"المقروء" من جهاز الموساد.