الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لَكِ شَغَفُ الود!!....محمود كعوش
لَكِ شَغَفُ الود!!....محمود كعوش

لَكِ شَغَفُ الود!!

"لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلّمَا"

رسالةٌ لَمْ يَصِلْ جوابُها بعد!!

 

بقلم: محمود كعوش

 

قال لها:

صَباحُ الهوى الموعودِ والجمالِ الفتان،

والوفاءِ والطُّهرٍ والعودِ الرنان،

صَباحُ عِشقِ الوطنِ والقوافي والبديعِ والبيان،

وقواريرِ العِطْرِ والحُبِ، والقواريرِ الحِسان،

صباحُ الرومانسيةِ والعزفِ على النايِ والمِزمارِ والكمان،

والتفاؤلِ والسعدِ والسعادةِ والهناءِ، يا كُلَ الحنانِ،

صباحُكِ أنتِ يا فألَ الخير والسعدِ، ويا مبعثَ الطمأنينةِ والأمنِ والأمان.

 

صَباحُكِ جناتُ عَدْنٍ ورياضٌ غناءُ ومروجٌ تموجُ بالحُسْنِ والجمالِ،

وتقطرُ عِطراً، وتتفتق من بينِ ثناياها آلاف الينابيعِ، التي تتدفقُ بغنجٍ ودلال.

 

صباحُكِ حُزَمٌ مِنَ الأحلامِ، وَدُجىً غُرُدٌ يذوبُ رِقَةً لِنِداكِ،

ونسماتٌ تحملُ مَعَ الآهاتِ طِيْبَ شذاكِ،

وأصداءُ نغمةٍ تصدحُ مَعَ القِيثارِ في عَلياكِ،

وخاطِرٌ عذبٌ يُحَلِقُ عاطِراَ بِسماكِ،

وانسيابُ دلالٍ، وأعطافُ ورىَ تميدُ بِهُداكِ.

لكِ في ضِفافِ الشمسِ رَفْرَفَ خافقا،ً وعلى تُخومِ المَجْدِ شِيدَ عُلاكِ،

ناغيتِ أوتارَ الهوى فتمايلَتْ، صورُ الجَمالِ تطوفُ في مَسْراكِ،

خَلَّدتِ لِلْحُبِ الرفيعِ كِيانَهُ، وَبَعَثْتِ آياتٍ تَجوسُ رباكِ!!

 

صباحُكِ فرحَةُ ثُغْرٍ باسمٍ، هوَ ثغرُكِ يا ابنةَ الأصلِ النبيل،

وهمساتُ شوقٍ عارمٍ في يومِ جميل،

ﻭَرائحةُ ندىً مُعَتَقٌ ﺑﻤﺎﺀِ ﺍﻟﺴﻨﺴﺒﻴﻞ،

صباحُكِ باقاتٌ مِنَ الوردِ الجوري والبنفسجِ، وهَباتٌ مِنَ النسيمٍ العليل،

وحفناتُ فُلٍ وياسمينَ وجاردينيا، وموجاتٌ مِنَ الهواءِ في ظِلٍ ظليل.

 

صباحُكِ زهورٌ تَمْرَحُ بالخَمِيلَةِ حامِلةً صِوَرَ الجَمالِ بِأعْذَبِ القَسَماتِ،

وتختالُ في غَنَجٍ كَأنَ خَيالَها حُلُمٌ تَهادَى سَارِحَ الصَبَواتِ.

 

ﺷُﻜﺮاً لَكِ لأنكِ أنتِ،

شُكراً لفيضِ الرقةِ والحنانِ والدفءِ منكِ أنتِ،

شكراً ﻷنكِ جعلتي الفؤادَ يفرحُ، والثغرَ يبتسمُ لَكِ أنتِ،

لَكِ ﺷﻐﻒُ ﺍلودِ يا مالِكَةَ القلبِ والروحِ...يا أنتِ،

بوركتِ أنتِ يا أنتِ.

 

لطالما داعبتْ رسالتُكِ الأخيرةُ خلَجاتَ الصدرِ، وعزفتْ على وترِ الأماني والآمالِ لحونَ العشقِ وأغاريدَ الوجدِ، وأجَجَتْ الشوقَ الذي لم يهدأ ولم تنطفئ شعلتُهُ بعد، ولا أخاله يهدأ أو أخالُها تنطفئ،

ويشهدُ على هذا أنني ومنذ أن استلمتُ رسالتك وحتى الآن وطيفُك يداعبُ أحلامي ولا يبرَحُها لحظةً واحدة،

لذا لا تبخلي بفيض مشاعرِكِ وأحاسيسكِ، ولا تُقَطِري في الحُبِ أبداً، وجودي عليَ كما لَمْ تجودي،

جودي وجودي وجودي.

 

حبيبتي،

الشوقُ يَعْصِفُني وأنتِ بعيدةٌ وحنينُكِ الموعودُ حوليَ حُوَّما،

في أذنيكِ هَمْسِي فاسمعي نَجْوايَ يَخْتَرِقُ الفؤادَ تألُمّا،

جودي بوصلِكِ تُسعفينَ مَشاعِري فَلَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَّما،

جودي لأظَلَ في شَجَني أروحُ وأغتدي وأفْصِحُ عن غرامي ضارعاً مُتبتلا.

 

ﻣﺴﺎﺅﻙِ كَصَباحَكِ وكلِ أوقاتكِ ﻃُﻬْﺮٌ ﻭﻃﻴﺐٌ واطمئنانٌ وإشراقةُ ابتسامةٍ عذبةٍ وحبور،

ﻣﺴﺎﺅﻙِ كَصَباحَكِ وكلِ أوقاتكِ بسماتٌ مُفعَمَةٌ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓِ والهناءِ والسرور،

مساؤكِ كَصَباحَكِ وكلِ أوقاتكِ همساتٌ ﺗُﻤﻄﺮُ ﻗﻠﺒﻚِ بالرحمةِ والصحةِ والجمالِ وأطيبِ الأمور،

ﻣﺴﺎﺅﻙِ كَصَباحَكِ وكلِ أوقاتكِ شهدٌ وعنبرٌ وبخورٌ وعطور.

 

رويْدَكِ يا هذي الجميلةُ إنني أرتجي وصلاً لدى أُختِ القمر،

ما رأتْ عيني على وجهِ الثرى مثلَ هذا الحسنِ ما بينَ البشر،

تُرى هلْ أُلاقي يا فتاتي موضعاً في ديارِ السِحْرِ يُقْريني الخبر؟

 

طالَ الغيابُ كَما لَمْ يَطُلْ مِنْ قَبْل،

وتظافرَ الحَنينُ فبَلَغَ حَدَ اللظّى،

تُرى متى تُقْبِلي لِتُطفئيهِ بشَهْدِ الرِضاب؟

هيا أقْبِلي وجودي علي بوصلِكِ تسعفينَ مشاعري،

أقْبِلي وجودي عليَ، جودي وجودي وجودي،

كُلُ الودِ لَكِ وكُلُ الحُبِ لَكِ، مَعَ هَمَساتٍ دافئةٍ وحالمةٍ تتواصَلُ ولا تنقطع.

 

قَلِقٌ عَلَيْكِ كثيراً وراغبٌ بالاطمئنانِ عليكِ ليستريحَ القلبُ فَأريحيه

ﺃﺷﺘﺎﻗكِ ﺑﻌﻤقِ ﺍﻵﻫاتِ ﺍﻟتي ﺗﺴْﻜُﻨَﻨﻲ مِنْ طولِ الغياب

ﺃﺷﺘﺎقكِ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑُ ﺗﻤﺎﻡَ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔِ ﺃﻥّ الوحدةَ ستقتُلُني وﺍﻟﻈّﻼﻡُ سيأكُلُني مِنْ طولِ الانتظار، فمتى يا تُرى الإياب؟

 

ألفُ تحيةٍ وسلامٍ مني لكِ في غُرْبَتَكِ التي أرجو أنْ لا تَطول!!

ألا يُضنيكِ الغيابُ مثلما يُضنيني؟

وأتراني استوطنتُ الآنَ السَطْرَ والصَدْرَ أمْ أنني لَمْ أزلْ نزيلَ السَطْرِ دونَ الصَدْر؟

 

ملاحظة:

على ما عرفت من بعض أصدقائهما المقربين فإنها لَمْ تُجِبْهُ على الرسالة حتى لحظة نشري لها،

ترى هل تعمدت هذا عن سابق إصرارٍ وترصد؟

أم أن شيئاً مِنَ الضَرِ قد أصابها، لا قَدَرّ الله، بحيث لَنْ يَصِلَهُ الجوابُ أبداً؟

وهل ما زال ينتظرُ الجواب؟

وإذا ما كان الوضع كذلك، فهل سيطول انتظاره أكثر؟

أمْ أنهُ حزمَ أمرهُ ووضعَ كُلَ شيءٍ وراءَ ظهره ونحى منحىً آخرَ في حياتِه؟

كانَ الله بالعون!!

 

محمود كعوش

[email protected]