الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كاتب إسرائيلي : 'غدرنا بعباس وخذلناه وأخطأنا بحقه '
كاتب إسرائيلي : 'غدرنا بعباس وخذلناه وأخطأنا بحقه '

القدس المحتلة-الوسط اليوم:

دعا الكاتب الإسرائيلي، ران أدليست، في صحيفة معاريف القيادة الإسرائيلية إلى ما وصفها "إجراء محاسبة مع الذات، بسبب خذلانها للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأخطأت بحقه وغدرت به كثيرا، وأصابها العمى في قراءة المشهد الفلسطيني".


وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "عباس يعمل بصورة صارمة ضد العمليات المسلحة، وأجهزته الأمنية منعت في الآونة الأخيرة هجمات كبيرة ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، ورغم ذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يدير مفاوضاته مع حماس، هذه خطيئة، تستوجب التكفير عنها".


وأشار الكاتب ذو الميول اليسارية، إلى أن "القضية الفلسطينية باتت بنظر كل من يقرأ الأحداث بجدية ورصانة، القضية الأكثر أهمية أمام إسرائيل أكثر من إيران، التي تحولت فجأة لتصبح تهديدا استراتيجيا، رغم أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى الدعم الإيراني لتنفيذ عمليات وهجمات ضد الإسرائيليين".

وأوضح أن "إسرائيل تُعتبر المشجع والمحرض الأول للفلسطينيين على سلوك الطريق الدامي ضدها، من خلال منظومة الاحتلال التي تديرها ضدهم، وذلك يستوجب ويتطلب إجراء محاسبة مع الذات، وطرح أسئلة حساسة وجدية على أنفسنا: إلى أي أحد أخطأنا مع الفلسطينيين، وكيف يمكن اتهامنا، ولماذا غدرنا بشركائنا الحقيقيين في الساحة الفلسطينية؟".


وأكد أدليست أن "ما يردده بعض الصحفيين الإسرائيليين عن تراجع عباس في صحته، وأنه يقترب من نهايته، ولم يعد يتذكر من حوله، ليس دقيقا، وبضاعة لا يشتريها أحد، لأن عباس ما زال يبدو يمسك بزمام المبادرة، ولا يبدو أن أخذها منه سهل لذلك الحد الذي يتصوره بعض الإسرائيليين".


واستدرك بالقول: "صحيح أن بعض الأوساط الطبية تتحدث عن صعوبة الوضع الصحي لعباس، لكن مسألة تراجع ذاكرته أمر يدعو للضحك والسخرية، ولعل آخر ما طرحه أمام إسرائيل ما اشترطه على موافقته على الكونفدرالية مع الأردن أن يعلن نتنياهو موافقته على الانضمام إليها، لتصبح كونفدرالية ثلاثية: فلسطينية أردنية إسرائيلية".

وأكد أن "عباس يعلم أن تل أبيب لا تريد حل الكونفدرالية الثلاثية مع السلطة الفلسطينية والأردن، وإنما تريد الاستمرار في تقطيع أوصال الضفة الغربية، وإقامة المزيد من المستوطنات، وعباس وحده الذي يقرر إذا ما كان الفلسطينيون يقبلون ذلك الحل الهراء أم لا، لأنه يدير أمام الإسرائيليين صراعا نحو الاستقلال، وليس "مسخرة".


وختم بالقول أن "اللقاء الأخير لعباس مع عدد من الإسرائيليين من حركة ميرتس، السلام الآن، المعسكر الصهيوني، وبعض نشطاء حزب الليكود، والتقوا به في رام الله للحديث عن تطلعاته نحو السلام، استمر أكثر من ساعة، وكانت الانطباعات عنه مغايرة عما يتردد في الصحافة الإسرائيلية، فقد بدا متماسكا جدا، لكن الفرق عن اللقاءات السابقة أنه لم يدخن كثيرا، واكتفى فقط بشرب الماء".