الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
(( أَجِيءُ مِنْ قَمَرَيْنِ وَمَاء ))....ناصر قواسمي
(( أَجِيءُ مِنْ قَمَرَيْنِ وَمَاء ))....ناصر قواسمي

أَجِيءُ مِنْ قَمَرَيْنِ وَمَاء

مِنْ أَصَابِعِ الخَرُّوبِ تَحْلُو

مِن نايٍ قَد أَدمنَ الوَردَ وثَرْثَرَة الشَمَنْدَرِ

 مِنْ رَمْلِ الحَكَايا

مِنَ النَوَايا

مِنْ دلقِ العِطْرِ في الزَوَايا

مِن صَخَبِ الماءُ يَسقطَ مِنْ عَلُوُّهِ إذ تَنظُري

مِنْ وَجَعِ الخَائِفينَ مِنَ الذُبُولِ

مِنَ الوُصُولِ

مِنْ تُرَابٍ تَكَدَّسَ فِي الذُهُولِ

وَمِنْ مَرَايا القَادِمينَ مِنَ الجُرْحِ الأَخْضَرِ

إِنِّي أُحِبُّكِ

وَأَصُبُّكِ فِي دَمِي شَاياً

فِي فَمِي نَايَاً

وَعَلَى حُدُودِ الخَاطِرِ أَزْرَعُكِ لَيْمُوناً

وَشَتْلَاتِ زَعْتَرِ

أجِيءُ لِأَنَّكِ أُمِّي

وَلِدَتْنِي عَيْنَاكِ عَلى حَدِّ التَمْرِ

وَصَقَلَنِي الحَنِينُ اليْكِ فَذُبْتُ فِي وَجْهِكِ الأَسْمَرِ

بَعْضٌ مِنْ لَوْزِكِ البَرِّيِّ أَنَا

وَهِدَايَةُ النَرْجِسِ وَالسَوسنِ

وَإِنِّي أَجِيءُ اليومَ

كَيْ أُحِبَّكِ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ

وَأَعْجِنَكِ بِحِبْرِ دَمِي فَرداً

وَقَبِيلَةً مِنَ المَرْمَرِ

مُدِّي يَدَيْكِ إِلَيَّ

فَقَدْ أَضْنَانِي الماءُ يَنْحَدِرُ مِنْ مُقَلِي

وَأَتْعَبَنِي التَجَلِّي /

كَعَبْدٍ تَصَوَّفَ فِي الوَرْدِ المُعَطِّرِ

أَجِيءُ مِنْ سَمَاءٍ بَلا مَوَاعِيد

مِنْ عُشْبٍ فِي الوَرِيد

مِنْ كَنَائِسٍ تَبْتَكِرُ الصُعُودَ أَعْلَى فِي الأَحْمَرِ

مُصَابٌ بِكِ حَدَّ العَظْمِ / حَدَّ اللحْمِ

حَدَّ عِنَاقِ الزِرِّ فِي الكُمِّ

وَكَمْ

وَكَمْ

أُحِبُّ قَلْبَكِ

حِينَ يُكَمِّمُ فَمِي بِقُبْلَةٍ أَشْهَقُ مِنْ رَائِحَةِ الليمُونِ

فِي صَبَاحٍ مُسْكرِ

أَكْثِري

أَكْثِري منِ هَذَا اللثْمِ حَتَّى تَقْتُلِي أو تُحَرِّري

حَتى تَنْثُرِي دَمِي فِي الأَرْجَاءِ

فِي الأَضْوَاءِ

وَفِي كُلِّ رُكْنٍ مُعَطَّلٍ فِي شُعُورِي وَشِعْرِي

لُمِّي أَصَابِعِي مِنَ الرِيح

قَدْ يَتْعَبُ القَاتِلُ مِنَ القَتْلِ لا يَتْعَبُ الذبيح

وَسُدِّي الجِهَاتِ عَلَيَّ

حَتَّى أُكَنِّسَ عَنْ وَجْهِي المصَابِيحَ

وَأُسَافِرَ كَدُورِيٍ فِي عُشْبِ النَدَى المُعَطَّرِ

أَكْثِري أَكْثِري

هَدِّدِي حُصُونِي وَقِلاعِي

وَلا مِنْ دَاعِي

لا مِنْ داعٍ للإِعْتِذَارِ عَنْ ضَيَاعِي

فَمَا جِئْتُ اليكِ إِلّا مُبْتَدِئاً أَبْحَثُ عَنْ خَبَرِي

فَأَكْثِري / وَأَكْثِرِي

حَتّى تَقْتُلِي أَوْ تُحَرِّرِي