الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سُلْطَانَ العُهُودِ وَالوَفَاءِ....سميرة الزغدودي
سُلْطَانَ العُهُودِ وَالوَفَاءِ....سميرة الزغدودي

تُلاَطِمُنِي أَمْوَاجَ هَجْرِكَ عَلَى شَطْآنَ بِلا مرسى

رميتني بسهام أصابت وتين القلب جرحا
طعنتني بسيفك البتار فمزّقت الحشى
ألقيت بي في تيه سراب الصّحاري بهتانا
تركتني أتخبّط في ويلات أوجاعي رهقا
تجلدني سياط السّقم أنازع حتفي عذابا
أنا الأبيّة بنت الجود سليلة البوادي سخاء
لمحتك ورجالك الفرسان على الخيول ركبانا
فارتجف القلم بين أناملي وانحنت الحروف سجدا
خانتني سجيّتي وخرت أبجديّاتي عجزا
في مجلس حضورك سجدت كلماتي خُشَّعََا
وإن حالفت القدر وجرّعتني زعاف الجفاء
فاعلم أنّني على العهد باقية ولن أقابلك بالنّوى
سأثملك حتّى فنائي من غيث حبّي زلالا عذبا
يكفيني وعدا أن تهنأ بالا وتقرّ عينا
فالروح قد هامت في دجاك حبّا ووجدا
والقلب غرق في لجّ هواك عشقا
استباح العصيان وتمرّدت نبضاته بوحا
فجّرت بداخلي بركانا حممه جحيما مستعرا
ويلي من همساتك الحارقة زادت ليالينا سحرا
هناك في برزخ نيّر نرتشف من أقداح السّمر طيبا
نناجي فيها الكواكب ونسامر البدر المكتمل
فأنتشي في سكراتي من القوافي لهفة وولعا 
تهدهدني نسمات الغزل وتحتضنني دفئا
تغريني جرأتي فأحترق لوعة وشوقا
ولحسن الدّلال من طيف خليّ أذوب عبقا 
فأنتشي من ولاء الرضاب والأنفاس عطرا
يراودني صدق وجداني فأشتعل جنونا
هذا هو العشق سلطان العهود والوفاء
فلا يصونك إلّا عزيز والذَنْبُ لمن ينكر عهدا
لَعَمْرِي ماعلى العشق من حرج
وإنّما الجُرم لمن خان زمن الصفاء


بقلمي الشّاعرة سميرة الزغدودي  -

   Samira Zaghdoudi