الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القبيلة الدولة ...بين نظرية ابن خلدون وسقوط نوكيا....علي المكحل
القبيلة الدولة ...بين نظرية ابن خلدون وسقوط نوكيا....علي المكحل

  تعد فكرة القبيلة أقدم فكرة لتكوين كيان يقوم على العصبية و هي الدعامة الرئيسية لفكرة النشوء فأن زالت ذوت و اندثرت و تفرقت القبيلة ...والعصبية هي القيام على إدارة القبيلة القائمة على النسب و الانتماء إلى القبيلة ذاتها. و هي لا تختلف في الجوهرعن إدارة الدول والحركات الوطنية والدينية والأحزاب من حيث الشكل العام تحت مسميات وشعارات وطنية وقومية ودينية و التي هي في الحقيقة غطاء لعصبيات كامنة.... وبالتالي لم تكن أكثر من مجرد تنويع بمسمى دولة حيث تحكم الاغلبية و تقسم على دستورالولاء و الاخلاص للوطن و لرأس الدولة. غير ان نموذج الدولة وفق مفهوم العصبية و الذي حوى الأحزاب والنخب الوطنية و الدينية ما هو الا جينات النشوء الاول لها...و التي تحمل ايضاً أسباب تداعيها وسقوطها عند محاولة تغيير شكلها...فختزال علاقاتها وأهمال اتصالها بأسباب نشأتها ...فتبتعد عن مصالحهم فيغادرها الافراد التي قامت عليهم فتذوي و تسقط . ان عدم تحقيق اهداف الدولة العصبية التي لم تنضج بعد يجعلها تتكشف وتتعرى وهي في طور التحول لنظام جديد وذلك لخسرات اسباب قوتها التي قامت عليها اصلا فتفقد قشرتها الجامعه غير القادرة على سترعورتها في تكوين ما قبل الدولة فتصبح هشة ليهاجمها اعدائها التقليديين بقسوة لانها ابتعدت كثيراً عن اسباب منعتها بقواعد افرادها الذين فقدتهم والذين اقنعتهم لفترة طويلة بحمايتهم تحت اي سماء و فوق كل ارض . إن تحول المسار التاريخي للاحزاب لتصبح دول هو تاريخ الانتقال من حزب الأغلبية إلى دولة مواطنة ...و فشل التحول من شأنه ان يكون السقوط يكون مدوياً و هو بالضبط ما حدث لشركة نوكيا عملاق الهواتف عندما خسرت لصالح سامسونج وآبل و في النهاية اعلن رئيسها التنفيذي عن توقف نشاط الشركة وبيعها. فلا ينبغي الركون إلى الاسترخاء و اهمال القواعد و بترها قبل الانتقال الكامل الى دولة و قيامها و الا فتجربة نوكيا ماثلة للعيان عندما خسرت مستهلكيها لانها لم تلبي احتياجاتهم و بالتالي خسرت مركزها القيادي مع الإقرار بان هناك خطوات كان يمكن أن تتخذها لإطالة أمد نجاحها و التحول نحو نظام اندرويد المجاني. لتتطابق السياسة بالاقتصاد....