الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الأممُ المتّحدة تُحذّر من تفاقُم الوضع بفنزويلا: مادورو يمدّ يده للحوار والمُعارَضة ترفض
الأممُ المتّحدة تُحذّر من تفاقُم الوضع بفنزويلا: مادورو يمدّ يده للحوار والمُعارَضة ترفض

نيويورك-وكالات:حذرت الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافيّ عقده نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، يوم الجمعة، من تفاقُم الوضع و"خروجه عن السيطرة" في فنزويلا، كما حثت جميع الأطراف على إجراء محادثات فورية لـ"نزع فتيل الأجواء الحارقة المتزايدة".

وقال حق إن "مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، حثت جميع الأطراف في فنزويلا على إجراء محادثات فورية لنزع فتيل الأجواء الحارقة المتزايدة"، موضحًا أن "المفوضة طالبت بضرورة إجراء تحقيقات فعالة في العنف الذي أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى خلال احتجاجات هذا الأسبوع".

وأشار حق إلى أن "باشيليت أعربت عن قلقها من أن الوضع في فنزويلا قد يخرج بسرعة عن السيطرة بعواقب كارثية".

وذكر  أنها (باشيليت) تلقت أكثر من 350 تقريرًا حول اعتقالات في صفوف متظاهرين، حيث "وقعت 180 احتجاجًا على الأقل خلال أسبوع". 

مادورو: لستُ ضد الولايات المتحدة وإنما ضدّ الإمبرياليّة

بدوره، أوضح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال مؤتمر صحافي له في كراكاس، يوم الجمعة، أنه ليس معاديا للولايات المتحدة، إنما ضد الإمبريالية، إذ قال خلال كلمته: "يريدون أن يقدموا صورتنا كأننا ضد الولايات المتحدة، وأنا لست ضدها، أنا ضد الإمبريالية، وهذا شيء مختلف، والإمبريالية لابد أن تنتهي".

وأعرب مادورو عن تعاطفه مع الشعب الأميركي، مشيرا إلى أن قطع العلاقات ليس معه بل "مع حكومة الرئيس دونالد ترامب".

وذكر أن بلاده ستحافظ على العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وستواصل بيع نفطها هناك.

وأكد مادورو أنه على استعداد لحوار مع المعارضة في البلاد، كما أنه مستعد للقاء رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو.

وأشار إلى أن قنوات الاتصال مع المعارضة قائمة، وكانت موجودة دائما، قائلا "كانت هناك دائما قنوات للتواصل مع المعارضة التي كنا نعمل على تطويرها، تحت أي ظرف".

وذكر مادورو، أن فريدي بيرنال، المنسق الوطني للجان التموين والإنتاج، التقى غوايدو، أوائل كانون الثاني/ يناير الجاري، ورئيس الجمعية التأسيسية (هيئة تشريعية انتخبت في 2017) ديوسدادو كابيليو، التقاه الثلاثاء الماضي.

وأضاف أن "غوايدو، وعد كابيليو، أنه لن يعلن نفسه رئيسا"، مشيرا إلى أنه رغم عدم التزام غوايدو بوعده، إلا أنه لا يزال "ملتزما بالحوار الوطني".

وشدد "على استعداده للقاء هذا الشاب إذا احتاج الأمر، لأنه يؤمن بالسلام والديمقراطية والكلمة والحقيقة".

وكشف مادورو أن الخارجية الفنزويلية تعيد النظر حاليا في العلاقات مع كل الدول التي أعلنت اعترافها بغوايدو، رئيسا مؤقتا لفنزويلا، ووصفها بـ"أتباع" واشنطن.

وذكر أنه "أوفد وزير الخارجية خورخيه أرياسا، إلى نيويورك، لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، حول فنزويلا، السبت، بهدف حماية البلاد"، شاكرًا لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عقد هذا الاجتماع.

زعيم المعارضة يرفض الحوار

ويبدو أن غوايدو، ليس على قدر توقّعات مادورو الإيجابيّة منه، إذ  إنه أكد في تصريحات أدلى بها، خلال مؤتمر صحافي عقده في ساحة كراكاس بالعاصمة، ردا على إعلان مادورو عن استعداده لإجراء محادثات معه، أنه يرفض المشاركة في حوار وصفه بـ"الشكلي" مع  مادورو.

زعيم المعارضة غوايدو (أ ب)

وقال غوايدو، في إشارة ضمنية إلى مادورو، "عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلا من ذلك إجراء حوار شكلي"، مضيفا: ""أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام، أنه لا أحد هنا مستعد لإجراء حوار شكلي".

الحكومةُ لا تستبعدُ لجوء بعض الدول للخيار العسكري 

ولا تستبعدُ الحكومة الفنزويليّة لجوء بعض الدول المجاورة الحليفة للولايات المتحدة، للخيار العسكري، بحسب ما قال سفير فنزويلا في أنقرة، خوسيه براكو رييس، في مؤتمر صحافي بمقر السفارة بأنقرة، يوم الجمعة.

وقال رييس: "ما نراه هذه الأيام، ميدان جديد للحرب التي بدأت ضد الحكومة البوليفارية في فنزويلا، منذ عهد الرئيس السابق هوغو شافيز، من أجل الحيلولة دون استخدام الموارد الطبيعية للبلاد لصالح أهلها"، مضيفا أن "المحاولة التي تقوم بها الولايات المتحدة في فنزويلا تنتهك الدستور".

وقال السفير الفنزويلي، إن بلاده "تواجه منذ زمن طويل حرب سياسية، ودبلوماسية، وإعلامية، واليوم زادت حدة هذه الحرب، ووصلت لمستوى أكثر هجومية"، معتبرا أن الولايات المتحدة بدلا من أن تتدخل بشكل مباشر في فنزويلا، تستخدم حلفاءها من الدول المجاورة".

وتابع "لا نستبعد لجوء هذه الدول للخيار العسكري، لكننا نأمل بعدم حدوث ذلك، ونحن من جانبنا نتبنى دائما خيار السلام والحوار، ولابد أن تتم جميع الخطوات في اتجاه الحوار ضمن الإطار الدستوري".

وفي وقت سابق، الجمعة، اعتبر رييس، الأحداث الجارية في بلاده محاولة انقلابية ضد النظام الشرعي، ووصفها بأنها "إعلان حرب على نظام الحكومة البوليفارية في فنزويلا". 

الصين: على الجميع احترام اختيار الشعب الفنزويلي

ودعت الصين، خلال مؤتمر صحافي عقدته المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، يوم الجمعة، في العاصمة بكين، جميعَ الأطراف المعنية إلى احترام اختيار الشعب الفنزويلي، وأعربت عن معارضتها التهديدات بالتدخل العسكري، على خلفية الاضطرابات التي تشهدها البلاد.

وذكرت تشونينغ أن الشعب الفنزويلي وحده من يجب أن يختار ويقرر شؤون فنزويلا، قائلةً: "ندعو جميع الأطراف إلى احترام اختيار الشعب الفنزويلي، وندعم جميع الشرائح في السعي للتوصل إلى حل سياسي عبر الحوار السلمي داخل إطار الدستور".

وأعربت عن دعم بلادها للجهود التي تبذلها حكومة فنزويلا في التمسك بسيادة الوطن واستقلاله واستقراره، مردفةً: "يعارض الجانب الصيني التدخل الأجنبي في فنزويلا، وخاصة تهديدات التدخل العسكري".

روسيا تنتقد سياسات واشنطن إزاء فنزويلا 

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي عقده، الجمعة، مع نظيره

المغربي ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط، إن سياسات الولايات المتحدة تجاه فنزويلا والعديد من الدول الأخرى هدامة، وهذا لا يحتاج إلى دليل.

وأشار لافروف، إلى أن واشنطن تدعو إلى انقلاب في فنزويلا، بشكل سافر، معتبرا أن  "هذا السلوك غير مقبول ويقوض مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد العلاقات بين الدول، وبناء على هذا التقارب سنتحدث أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي".

ويخوض الرجلان صراعا على السلطة بعد أن أعلن غوايدو، وهو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تسيطر عليها المعارضة، الأربعاء، نفسه "رئيسا انتقاليا"، أنّ تنصيب مادورو، مؤخرا، لولاية جديدة مدتها 6 سنوات "غير شرعي".