الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عندما يكون العلم غلافا للخمج الفكري....بقلم جودت مناع
عندما يكون العلم غلافا للخمج الفكري....بقلم جودت مناع

ينظر المعارضون لاستقبال مؤسس مشروع الكونجرس الفلسطيني الاقتصادي في جامعة اليرموك بسخرية من عالم يسخر علمه لخدمة مصالح استعمارية في فلسطين المحتلة وحولها. هذه المحاولة التي ينشط بها الدكتور عدنان مجلي تعقب فشلا أمريكيا وإن لم يكن كاملا حتى الآن، في استراتيجيتها لتخريب دول عربية مستخدمة ادوات وجماعات ارهابية مرتزقة لإيداعها في مستودع الدول الفاشلة.

ويبدو للمراقبين بوضوح ان مشروع مجلي خطط له أمريكيا لنبني مشروعا اقتصاديا كبديل للحل السياسي في فلسطين المحتلة وهو ما رفضته منظمة التحرير الفلسطينية وجماهير الأرض المحتلة خلال العقود الماضية.

ومما يشد انتباه المراقبين هو سعي مجلي للتقارب من قيادات فلسطينية وأيضا مؤسسات جامعية لاتخاذها غطاء لتحركاته الخبيثة وتلبية أهداف مشروع الكونحرس.

ولا يتردد مجلي في انتهاز فرصة ضعف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية اللتان تتعرضان لضغوطات كبيرة لسببين؛

الأول: سياسة البيت الأبيض وانتقالها من سمة الداعم لإسرائيل إلى موقع التحالف الاستراتيجي سياسيا وعسكريا الذي قاد الى قطع العلاقات الدلوماسية والمالية مع المنظمة بما في ذلك .الانروا".

الثاني: الحالة المترهلة للسلطة والمنظمة ننيجة لاستجابتها لمشروع اوسلو من طرف واحد في غياب الشفافية مع استمرار المستعمرة الاسرائيلية بتعزيز قدراتها الهجومية لاحتلال ما تبقى من فلسطين بأدوات وخطط ترقى إلى جرائم الحرب.

من هنا برزت المعارضة لمشروع الكونجرس الفلسطيني الاقتصادي بعد ان رجحت كفة السبب الأول على الثاني كي لا تجد نفسها في صف الأعداء للمنظمة والسلطة في آن تزامنا مع قرب طرح ترامب وحاشيته ما يسمى ب" صفقة القرن:. والسؤال الذي ينتظر من مجلي الإجابة عنه أمام مستقبليه في جامعة اليرموك لتكريمه: لماذا استخدام الانتهازية من طبيب كان علينا أن نفخر بإنجازاته بدلا من المضي بمشروع تصفوي يقضي على مستقبل الشعب الفلسطيني ويتجاوز ممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية ! والأهم من ذلك كله هو أن د. مجلي أمريكيا من أصل فلسطيني يوزع الاستمارات في امريكا واوروبا ولبنان وفلسطينين وغير أماكن مرفقة بوعود لتنفيذ مشاريع اقتصادية دون أن يعود إلى ملفات المقاومة التي اجهضت مشاريع اقتصادية ترتدي ثياب المؤامرة ومنها مشاريع محاولة توطين الشعب الفلسطيني. فهل يمكنه تسخير الاموال التي استحوذ عليها في خدمة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي أم أنه يخشى من أن تصعه الولايات المتحدة على قائمة "الإرهاب"؟

لذلك نتساءل عن دوافع مشروعه الاقتصادي تزامنا مع مقاطعة "م ت ف" سياسيا وماليا!

لذلك أحسب أن الوعي لدى علمائنا ومثقفينا ونخبتنا الوطنية في أي مكان ممن لم بصببهم الضمور بعد الحذر من مساريع كهذه.

وأن هذه السكتة الوطنية الفكرية التي أصابت البعض ممن عليهم أن يكونوا في طليعة المتصدين لمشاريع االمستعمرة الاسرائيلية بدلا من الاسترخاء أمام خطاب غلافه علمي محشوا بالخمج الفكري.

خلاصة القول أن منظمة التحرير ليست فقاعة ماء كي نذيبها في الهواء، بل مشروع دولة فلسطينية لشعب طرد من وطنه منذ عقود واستثمر في الثورة بدماء أبنائه وسخر حرية الشجعان منهم في الأسر ويسهر على الألم الذي لا يبرح عشرات الآلاف ممن أصيبوا برصاص جيش العدو في المستعمرة الإسرائيلية والعائلات الثكلى القابضة على أحزانها.

بقي شيء أخير ... إن غياب التنوير الوطني سنح بالفرصة للمتسللين في الظلام كي يخدموا اسيادهم. لكننا نعلم أن ما زال لدينا القدرة ببعض مفكرينا وصحافيينا وعلمائنا على الانخراط في ازمات كهذه وفضحها باسلوب الحوار المتمدن نصرة للكفاح الوطني لشعب يستحق انتشاله من مستنقع ارهاب الصهيونية.