الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
التاريخ لايعيد نفسه،بل الخطايا بحق الشعوب تتكرر....يوسف شرقاوي
التاريخ لايعيد نفسه،بل الخطايا بحق الشعوب تتكرر....يوسف شرقاوي

في مقابلته مع صحيفة " واشنطن اكزامينر" اليمينية قال "السفير التوراتي" حسب وصف الصحيفة له "ديفيد فريدمان" سفير امريكا لدى إسرائيل: قد يمنح الفلسطينيون حكما ذاتيا "موسعا" بدون القدس،ضمن شروط الأمن الإسرائيلية،ولن نداري احلام الخيال الفلسطينية،بأن القدس يمكن فصلها عن تاريخ الشعب اليهودي،وانتقد منظمة اليونسكو لتأكيدها أن التاريخ اليهودي لا علاقة له بتاريخ القدس،وأن مطالبة الفلسطينيين بحقهم بالقدس،يعتبر إهانة لإسرائيل.

قبل استعمار فلسطين من قبل الجيش البريطاني قال اللورد "شافتسبري" زعيم حزب الانجيليين في بريطانيا : ان فلسطين ارض بلا شعب،وان اليهود شعب بلا ارض،وربط ربطا "عضويا" مابين اليهود وتحديدا القدس في فلسطين،واعتبر هجرة اليهود الى فلسطين "موطئ قدم" للاستعمار البريطاني في فلسطين،وان هذه الهجرة ستدعم بدعم السياسيين البريطانيين،وبالقوة العسكرية البريطانية،وتنكر لحق الفلسطينيين في القدس تماما مثلما تنكر "فريدمان" لحق الفلسطينيين بالمدينة المقدسة دون غيرهم. "شافتسبري" تطرق كما تطرق "فريدمان" الى الأساطير اليهودية التي تتحدث عن "الوعد الإلهي للشعب المختار،والأرض القديمة للشعب القديم" وللتاريخ المقدس لليهود في القدس وفلسطين،وأكد على العلاقة العضوية مابين اليهود وبقعة جغرافية محددة في فلسطين اي القدس،وهذا ما يجب ان يكون لعودة المسيح "الثانية" لخلاص البشرية. السؤال هنا وبدون تجني على احد،اليس مابين سطور اتفاق "اوسلو" مصادقة على خرافة كل من "شافتسبري" قديما،وخرافة "فريدمان" حاليا؟ اليس الاعتراف بحق وشرعية إسرائيل في فلسطين دعما لخرافات من أنشأ ودعم ولايزال يدعم إسرائيل،بل ويعتبرها اداته في المنطقة لشن حروبه نيابة عنه؟

سيما أن المؤرخين "الجدد" في إسرائيل اصبحوا يتحدثون علنا عن مغالطات الماضي،وكذلك "الباحثين التوراتيين غير المتأثرين بالصهيونية،وقللوا من صوابية "الكتب المقدسة،ونفوا اي صلة لليهود الذين استعمروا فلسطين منذ مايزيد عن سبعين عاما،واليهود الذين طردهم الرومان من فلسطين قبل مايزيد عن الفي سنة، حيث كانوا مجتمعا بعيدا عن الدولة.

بل ذهب بعضهم الى ابعد من ذلك "شلومو ساند" في كتابه "اختراع الشعب اليهودي" و " اختراع أرض إسرائيل" وربط مابين هذا "الاختراع" بالابادة، والتطهير العرقي،والاضطهاد. وهذا ماورد في الكتاب الجديد للمؤرخ الجسور ايلان بابيه " عشر خرافات عن إسرائيل"