الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل ازفت ساعة رحيل عمر البشير؟!....محمد النوباني
هل ازفت ساعة رحيل عمر البشير؟!....محمد النوباني

لا يعرف بعد ان كان وقوف الجيش العربي السوداني الى جانب الجماهير ودفاعه عنها بالسلاح وسقوط شهداء من منتسبيه في اشتباكات مسلحة مع قوات القمع السودانية التي زج بها االطاغية عمر البشير في محاولة يائسة لاخماد وقمع الانتفاضة الشعبية المطالبة برحيل نظامه الديكتاتوري، هو تخلي عن نظام البشير الذي يغرق ام هو محاولة من البشير للالتفاف على المطالب الشعبية برحيله مستعينا بورقة الجيش او مجرد مبادرة فردية من ضباط وجنود وطنيين؟
ان كان هذا الموقف للجيش هو الكلمة الاخيرة فانه يعني بان ايام عمر البشير باتت معدودة وهو ايضا تاكيد بالافعال وليس بالاقوال فقط على انه جيش الشعب من ناحية وبانه قرر ان يثأر لنفسه من عار قيام النظام بتحويله الى (بلاك ووتر) سوداني اي الى جيش من المرتزق من خلال زجه واشراكه في حرب التحالف السعودي الاماراتي العدوانية ضد الشعب اليمني الشقيق من ناحية اخرى.
.اللافت ان اول من تخلى عن نظام البشير وهو يغرق هي السعودية التي اوهمته بان انضوائه في تحالف العدوان ضد اليمن سوف يؤدي الى تخلي امريكا عن المطالبة بتسليمه الى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور وايضا الى رفع اسم السودان من قائمة الارهاب الامريكية ولكنها لم تستطع الوفاء بما وعدت ليس لان ادارة ترامب لا تقيم لها وزنا قط بل ولان تلك الادارة لاحظت بان نظام البشير ايل للسقوط ايضاوبالتالي فان تبنيه والدفاع عنه ومحاولة انقاذه سوف تؤثر سلبا على علاقة امريكا مع النظام الذي سيخلفه بالحكم وبالتالي على المصالح الامريكية 
وانسجاما مع هذا الموقف "البراغماتي" الامريكي فقد سارعت السعودية للتخلي عن صنيعتها حيث تم التعبير عن ذلك من خلال جهد اعلامي مكثف تقوم به الفضائيات التابعة لها مثل العربية والعربية للايحاء للجماهير السودانية بانها تقف مع خياراته فيما هي في حقيقة الامر تسعى لضمان مصالحها في السودان في مرحلة ما بعد البشير..
ولكن ايا كانت حقيقة موقف الجيش السوداني فان الشىء المؤكد بان شعب السودان العظيم قد اتخذ قراره باسقاط عمر البشير وزبانيته ونظامه كما اسقط نظام جعفر النميري الذي اوغل في سفك دم السودانيين وقتل خيرة ابناء الشعب السوداني مثل عبد الخالق محجوب والشفيع وهاشم العطا عام ١٩٧١ من القرن الماضي، بالتعاون مع المقبور السادات وقوى الرجعية العربية وطعن الشعب الفلسطيني في الظهر حينما ساعد حكام اسرائيل على نقل يهود الفلاشا الى الكيان عبر الاراضي السودانية.
ان الشعب السوداني صاحب التاريخ المجيد والذي انجب الرئيس سوار الذهب الذي سجل له التاريخ بان من صفوفه خرج سوار الذهب اول رئيس عربي ينتازل عن كرسي الحكم بمحض ارادته كما واوفى بعد الاطاحة بالنميري سيطيح حتما ببشير الشؤم الذي فكك السودان وفرط بجنوبه وافقر شعبه وحرمه من توظيف طاقاته الكامنة وثرواته في عملية نهضوية ضرورية.
بقي القول ان بلدا عربيا مثل السودان بامكانه لو توفر له رئيس منتخب ومؤسسات منتخبة ان يصبح ليس سلة غذاء للوطن العربي برمته فحسب بل واحدا من اغنى دول العالم ايضا فهو يملك الذهب واليورانيوم والنفط وكل المعادن التي تمكنه من النهوض والتطورِ