الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معركة الوعي....وسام محمود المقيد
معركة الوعي....وسام محمود المقيد

 "جيش الهبد الإلكتروني" مُقاومة فلسطينية من نوع آخر وإنجازات مُفاجئة لا يُمكن لأحد، أن يتجاهل الثورة التكنولوجية، التي غيرت الكثير في العالم، ولعبت دوراً في خلق الرأي العام، وتوجيه القرار السياسي، وبالتالي لم تعد صناعة الإعلام مقتصرة على المفاهيم التقليدية القديمة. وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي أحياناً بديلة عن الإعلام التقليدي، لذا أُطلق عليه اسم الإعلام الجديد أو الإعلام البديل، والذي يكون حساساً في حال وقع في الأيدي الخاطئة، فهو خارج عن سيطرة التحكم بالمحتوى، لكنه في فلسطين بشكل عام، وفي غزة بشكل خاص، ظهر بشكل إيجابي جداً في أيدي مجموعة شباب، استطاعوا أن يُوجهوا الرأي العام لصالح وطنهم المُحتل. برز دور تلك المجموعة الشبابية التي تُطلق على نفسها اسم (جيش الهبد الإلكتروني)، فتقوم المجموعة برصد المنشورات والتغريدات المُسيئة أو المضللة، وتكثيف التعليق عليها لتوضيح الحقيقة للمشاهد غير المطلع، مما سيحثه على البحث عن الحقيقة من مصدر آخر مقاومة من نوع آخر وأثبتت هذه المجموعة أن الدفاع عن الوطن ليس بضرب الصواريخ فقط، بل بضرب رواية المحتل الإسرائيلي، الذي يحاول أن يقنع بها الدول الغربية، فقاموا بدورهم الوطني بالدفاع عن رواية فلسطين المتجذرة في الأرض والتاريخ، ومحاولة إحيائها في أذهان العالم الخارجي، وخصوصاً المجتمع الأوروبي، الذي يتجاوب مع الحوار والنقاش البناء المدعم بالوثائق والحقائق. ولأن أبرز أعضاء هذا الجيش، هم شباب واعٍ مُثقف، يحملون درجات علمية عليا، فقد أطلقوا حملة بعنوان #اهبد 194 تهدف إلى إثبات كذب الرواية الإسرائيلية أثناء التصعيد على غزة، ولم يكن اختيار الرقم 194 عبثياً، بل كان يحمل دلالتين، أولهما: القرار الأممي المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم التي شردوا منها عام 1948، والثانية: رقم عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة. يقول حسن الداوودي- وهو مترجم وباحث في الدبلوماسية الرقمية- وأبرز أعضاء جيش الهبد الإلكتروني: "مصطلح الهبد هو عملية مكافحة الخطاب الإعلامي المضلل والمستفز عبر منصات التواصل الاجتماعي، وينقسم إلى شقين الأول: يستهدف رواية الاحتلال ومنصاته التي تبث الأكاذيب للعالم بمختلف اللغات، والشق الثاني: يستهدف الإعلام المحلي صاحب الرواية الخادعة غير الموضوعية أو الجاهلة التي تسوق رواية الاحتلال". أن "الفكرة أوجدها نشطاء شباب معروفون، متسلحون بوعيهم وسعة اطلاعهم لتلبية ضرورة ملحة، وهي سد الفجوة بين الحقيقة والتضليل والرواية الفلسطينية والصهيونية، والتي وجدوا قصورًا لدى الإعلام الرسمي في التعامل معها". 25 لغة رسمية ويتباهى جيش الهبد الإلكتروني بأنهم ضربوا رقماً قياسياً في اللغات المستخدمة لنقل الرواية الفلسطينية للأحداث، حيث"تم استخدام 25 لغة مختلفة من قبل الهبيدة وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الرواية الفلسطينية، حيث تستخدم وزارة الخارجية الفلسطينية تسع لغات فقط في نقل الرواية". أن استعانة أفراد جيشهم بترجمة "جوجل" قليلة، حيث إن عدداً من "الهبيدة" يجيدون أكثر من لغة، خاصة أن أغلبهم من المُغتربين خارج فلسطين.