رام الله-الوسط اليوم:
ركزت وسائل الإعلام الغربية تغطيتها فى الفترة الأخيرة على مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران، ورغم إعلان الطرفين نيتهم خوض حرب حال استقرار الأوضاع، تتعالى الأصوات المحذرة من خطورة أن تتحول الحرب الكلامية إلى حرب باردة أو مواجهة عسكرية كاملة، خاصة فى ظل تزايد التوترات وغياب الحوار الفعال.
وعلى وقع تعرض ناقلات نفط أمام سواحل الإمارات لعمليات تخريب، قالت صحيفة «صنداى تلجراف» إن إيران تخوض حربا باردة عبر وكلائها فى الخليج، وتختبر عزيمة الولايات المتحدة، معتبرة أن الحادث خطير ويبعث على القلق، ولكنه ليس بالحجم الذى يفجر حربا.
وأوضحت الصحيفة أن الحرس الثورى الإيرانى يبحث عن طريقة لضرب المصالح الأمريكية والدول العربية الحليفة لها دون إثارة شبهة، وأيضا قد تلجأ إيران إلى استغلال المليشيا الشيعية فى العراق، التى يمكنها أن تقترب من القوات والمنشآت الأمريكية هناك.
بدوره، قال المحلل فى مؤسسة واشنطن، فيليب سميث إن «إيران جندت فى الأسابيع الأخيرة جماعتين هما عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله لشن هجمات فى بغداد».
وفى خطوة تعيد إلى الأذهان ذكرى حرب العراق، أرسلت الولايات المتحدة فى الأسبوعين الأخيرين حاملة طائرات «أبراهام لينكولن»، ونصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى المنطقة وسحبت دبلوماسيين من العراق. وحذر دبلوماسيون أمريكيون الطائرات المدنية العابرة لأجواء الخليج من مخاطر الخطأ فى تحديد هويتها.
من جانبها، قالت صحيفة «الأوبزرف»« البريطانية إنه عندما يتحدث صقور الإدارة الأمريكية عن «تهديد وشيك» دون دليل مادى على ذلك، فإنهم يذكروننا بالحرب على العراق عام 2003.
وسلطت الصحيفة الضوء على جدال بين فريقين فى واشنطن، يرغب الأول فى معاقبة إيران ومن بينهما جون بولتون مستشار الأمن القومى الذى دعم غزو العراق فى 2003، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ونائب الرئيس، مايك بنس.
والفريق الثانى يعترض على التصعيد ويضم زعماء الحزب الديمقراطى فى الكونجرس وعددا من المرشحين المحتملين للرئاسة، وبعض قادة الجيش وأجهزة الأمن، الذين لا يوافقون على تحليل بولتون ورؤيته.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل من يتذكر التضليل الإعلامى والكذب والتلفيق الذى سبق الحرب على العراق يجد شبها بما يحدث الآن مع إيران.
فيما، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن ترامب استدعى مؤخرا للتشاور نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكى سابقا الجنرال المتقاعد جاك كين، أحد الشخصيات المؤثرة فى واشنطن، على خلفية مخاوف من أن النهج الصارم الذى يتبعه بولتون، والذى قد يضر باستراتيجية ممارسة «أقصى ضغط» على إيران دون اللجوء إلى خيارات عسكرية.
غير أن الجنرال كين قال لـ«تايمز» إن اعتبار بولتون «المحرك الرئيسى» لسياسة البيت الأبيض تجاه إيران ليس أمرا صحيحا، موضحا أن ترامب نفسه يقود الآن هذه السياسة.
بدورها، نقلت مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن تشارلز فريمان، الدبلوماسى الأمريكى السابق، القول إن أى حرب لن تبدأ عن طريق الصدفة أو تبدأها إيران عن عمد، كما أن حدوث صراع عسكرى لن يأتى من جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الرغم من رغبته فى الظهور بمظهر «الرجل القوى»، مشيرا إلى أن الحرب قد تبدأ بفعل وجود أشخاص فى حاشية ترامب يستجيبون للروايات والحجج الإسرائيلية.