الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الاونروا: لا زالت صحة وكرامة لاجئي فلسطين عرضة للخطر
الاونروا: لا زالت صحة وكرامة لاجئي فلسطين عرضة للخطر

رام الله-الوسط اليوم:جنيف

أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم تقريرها السنوي الصحي عن عام 2018، والذي يؤكد على أنه وبالرغم من مواجهتها تحديات مالية غير مسبوقة في عام 2018 عملت على تهديد عملية تقديم خدمات الوكالة لما مجموعه 5,4 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، إلا أن توفير الرعاية الصحية الأولية وتسهيل خدمات الاستشفاء في سائر أقاليم عمليات الوكالة الخمسة في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، قد تواصلت بدون انقطاع. وتعزو الأونروا هذا الإنجاز إلى الالتزام اللافت للعاملين الصحيين ولبرنامج الإصلاح الصحي الجاري، بالإضافة إلى التبرعات السخية من الحكومات المضيفة والمانحة، وتحديدا إلى شراكتها الوثيقة مع منظمة الصحة العالمية. وعلى أية حال، فإن هذه الإنجازات والصحة والرفاه المستمرين لمجتمع لاجئي فلسطين تظل مهددة بالخطر بسبب أزمة الوكالة المالية المستمرة.

 

وطوال ما يقرب من 70 عاما، دأبت الأونروا على تقديم خدمات رعاية صحية أولية شاملة للاجئي فلسطين المسجلين، مع التركيز على حماية وتعزيز والمحافظة على صحتهم طوال كافة مراحل حياتهم من خلال نهج "دورة الحياة". وفي عام 2018، خدمت الوكالة ما يقارب من 23,000 مريض يوميا من خلال شبكتها من المراكز الصحية البالغ عددها 144 مركزا في أقاليم العمليات الخمسة.

 

ويشير التقرير إلى أنه، وخلال عام 2018، فقد تمت المحافظة على الخدمات الصحية الرئيسة، مثل المؤشرات القوية لصحة الأمومة والطفولة وما يقارب من 100% كمعدل تغطية للمطاعيم والتسجيل المبكر للرعاية الوقائية ونسبة النساء الحوامل اللواتي يقمن بما لا يقل عن أربعة زيارات قبل الولادة. وعلاوة على ذلك، وخلال عام 2018، فإن أنشطة الفحص والوصول للأمراض غير السارية قد تعززت. إن كافة البيانات لعام 2018 قد بقيت ثابتة أو تحسنت مقارنة بالسنة السابقة، وبالتالي فإن الأونروا قد استمرت بالمحافظة على تقديم رعاية صحية عالمية الجودة، وهو هدف أجندة 2030 وهدف التنمية المستدامة الخاص بالصحة والرفاه.

 

ولدى إعلانه عن التقرير ، قال الدكتور أكيهيرو سيتا مدير برنامج الصحة في الأونروا أنه "خلال عام 2018، واجه برنامج الصحة سلسلة من التحديات. وفوق كل تلك التحديات كانت الأزمة المالية غير المسبوقة والتي عملت على تهديد خدماتنا الرئيسة للرعاية الصحية الأولية وذلك بسبب نقص التمويل. وعلاوة على ذلك، فإن حالة الطوارئ الطبية في غزة والتي نجمت عن ما يطلق عليها مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" قد وضعت ضغطا متزايدا على النظام الصحي الذي يعاني أصلا من أعباء متزايدة؛ حيث استقبلت مراكزنا الصحية أكثر من 4,000 مصاب معظمهم كانوا مصابين بجراح ناجمة عن إطلاق النار". وأضاف الدكتور سيتا بالقول: "إن النزاعات الجارية في سوريا قد أثرت على سلامة وصول خدماتنا الصحية إلى بعض المناطق. كما أن شراء الأدوية الأساسية بجودة عالية قد كان أيضا تحديا لنا. لقد كان الوضع العام صعبا، إلا أننا لم نخضع أبدا للضغوط".

 

ولأبعد من المحافظة على الخدمات الجارية، واصلت خدمات الأونروا الصحية تقديم حلول مبتكرة لبرنامجها طوال عام 2018: فبرنامج الإصلاح الصحي المبني على نموذج فريق صحة العائلة وعلى النظام الصحي الالكتروني قد استمر وتوسع خلال عام 2018. وبحلول نهاية عام 2018، فإن مراكز الوكالة الصحية البالغ عددها 144 مركزا قد عملت على تنفيذ نهج فريق صحة العائلة، فيما قام 129 مركزا صحيا بتطبيق النظام الصحي الالكتروني الذي يفخر بأنه يضم ما يقارب من 3,5 مليون سجل للاجئي فلسطين المسجلين.

 

وقد تم إدماج الصحة العقلية والإسناد النفسي الاجتماعي في خدمات الرعاية الصحية الأولية للوكالة وتم توسعتها لتشمل ما مجموعه 88 مركزا صحيا بحلول نهاية العام. كما تم إدخال تطبيق الهواتف الذكية الخاص بصحة الأمومة والطفولة بنجاح في الأردن. وبتشجيع من كل هذا التقدم، تقوم الأونروا حاليا بتعميم التطبيق في أقاليمها الأخرى وتعمل على تطوير تطبيق جديد على الهواتف الذكية لمرضى الأمراض غير السارية.

                    

واختتم الدكتور سيتا حديثه بالقول: "إن الجهود المبذولة من أجل تحديث خدمات الأونروا الصحية لم تكن ممكنة لولا الدعم السخي من البلدان المانحة والسلطات المضيفة ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات المحلية والدولية إلى جانب موظفي الصحة المتفانين في عملهم على كافة المستويات. ومع ذلك، فإن الوضع المالي الصعب للوكالة لا يزال يعمل على تهديد عقود من الاستثمار في البنية التحتية للصحة الأولية وخدمات الرعاية الصحية التي يتم تقديمها لكافة لاجئي فلسطين عن طريق الأونروا، كما أن كافة المنجزات التي تم تحقيقها على صعيد القطاع الصحي عرضة لخطر الانحلال مما يتسبب بأثر مدمر على صحة مجتمع لاجئي فلسطين. إننا نؤمن أنه لا يوجد هنالك صحة بدون كرامة".