السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
استحالة نزول 'القيادة الفلسطينية' عن 'الشجرة' إلا بشروط امريكية إسرائيلية !.... يوسف شرقاوي
استحالة نزول 'القيادة الفلسطينية' عن 'الشجرة' إلا  بشروط امريكية إسرائيلية !.... يوسف شرقاوي

بعد (54 عاما) من عمر الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة،وبعد أكثر من (30 عاما) من فتح القنوات السرية للمفاوضات مع الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين، لا زلنا نكرر الإخفاقات ذاتها بمقارعة الاستعمار الإسرائيلي في الميدان وفي ملف المفاوصات العبثية والتي كانت لشراء الوقت منا لتقسم الضفة والأطباق على القدس ديمغرافيا وجغرافيا وتهويدها،وإسقاط حق العودة طوعا،واستخدام أبناء شعبنا كعمالة لتكملة بناءةمشروع إسرائيل المستعمرة،لافشال مشروعنا الوطني على مرأى ومسمع "م ت ف" الممثل الوحيد لشعبنا.

لابد أن يستنتج المتتبع أن "م ت ف" انجزت عمليا لإسرائيل أضعاف أضعاف ما أنجزته للشعب الفلسطيني لجهة الإعتراف بشرعية الإستعمار الإسرائيلي لفلسطين، وحماية اركانه"جيشه ومواطنيه،ومستوطنيه" كذلك يستنتج المتتبع ان اتفاقيات اوسلوا كانت المدخل لمشروع التصفية الحالي "صفقة القرن" القيادة الفلسطينية وافقت طوعا بأن الصراع لم يبدأ منذ ما قبل النكبة عام"1948" بل منذ عام "1967" أي عمليا إسقاط حق العود،وتقسيم الأرض الفلسطينية الانتدابية، وتقسيم القومية الفلسطينية،واعتبار فلسطين الأرض والشعب"الضفة وقطاع غزة" فقط. ويستنتج المتتبع ايضا أن القبول ب "صفقة القرن" لا مناص منه عمليا بفعل ركاكة أداء قيادة "م ت ف" إذ اصبح القبول هو الممر الإجباري الآمن والوحيد لتلك القيادة،وما الرفض اللفظي إلا مزيدا من الصعود إلى الشجرة،واستجالة النزول عنها إلا بشروط أمريكية إسرائيلية.

"القيادة الفلسطينية" أصبحت عاجزة عن قلب الطاولة على أعداء القضية الوطنية "أمريكا وإسرائيل وكل من يتسابق مع صفقة القرن" عبر سحب الاعتراف بإسرائيل والتنصل من "اتفاق اوسلو" وملحقاته وجوهر هذا الاتفاق "حماية الجيش والمواطنين والمستوطنين الإسرائيليين أي " التنسيق الأمني" مابين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية أمريكية. على "القيادة الفلسطينية" إن كانت جادة برفض "صفقة القرن" دفع استحقاق ذلك من "لحمها الحي" قبل يوم بدء فعاليات الشعب الفلسطيني لإسقاط "صفقة القرن" يومي انعقاد "ورشة المنامة" 25-26 يونيو الجاري. ويتمثل هذا الاستحقاق بتنفيذ قرارات المجلس المركزي للمنظمة،أي التنصل من اتفاق "اوسلو" وملحقاته ووقف التنسيق الأمني، وسحب الاعتراف بإسرائيل، وإلا ستكون الفعاليات يومي انعقاد ورشة المنامة منقوصة بامتياز ولا تلبي الغرض المطلوب منها،وهذا يعني تسهيل الطريق أمام "المدحلة" الأمريكية الإسرائيلية لفرض صفقة القرن. وأخيرا وليس آخرا نفق أوسلو لايزال يعشعش في الوعي الجمعي الفلسطبني.