الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الهاوية...روان صعابنة
الهاوية...روان صعابنة

أجلس في زاوية الغرفة لأستحوذ أفكاري اللعينة لأكون قادراً على التحكم بها ، أضع يداي على أذنيّ لأُخرس أصواتَك ...وعودَك وكَذباتُك ، أحشر أفكاري في هذه الحانة وأبدأ بضربها حتى أستيقظ من نوبتي لأرى دماءاً تملأ كفي بعد أن لاحظت أن الذي أضربه ليس سوى حائط مشقوق من بين آلاف الجدران في عالمي ، أفكاري المجنونة مثلك تكبُر ، لقد ترعرت منذ مجيئك ، بل زِدتها دلالاً حتى باتت تأتي دون موعد ، فالتشكروها يا سادة هي سبب الفجوة .

قضمت أظافري خمس مرات كعدد خياناتك ، طرقت رأسي بالحائط سبع مرات كعدد خيباتك لي ، هززت قدماي خمسون ألف دهراً كعدد كلماتك الجارحة ، إختبأتُ تحت سريري تكورتُ على نفسي ، تباً ما زلت أسمع صوت خطواتك ، خرجت من تحت سريري مسرعاّ ، حركت رأسي مرتان لأسمع طقطقة عنقي ، حككت فروة رأسي ليخرج مصباح الأفكار الكاذب على سبيستون ، لا شيء يفي بالغرض ، هرولت لخزانتي أخرجت ملابسي لكي أقشر جلدي بعد أن أقنعتني حبيبتي بأني أفعى .... لا أصدق ، نسيت أني في كل مرة كنت أعانقها .

حبيبتي تسبح في أكبر معارض عطور باريس ، ما زالت رائحتها عالقة في كل مكان ، خرجت من غرفتي ، كي أستنشق الهواء ، نظرت إلى القمر ، أبحث عن الأكسجين ، فعرفت أنها النهاية بعدما تذكرت أني قلت لها في موعدنا الرابع عشر أنها الهواء الذي أتنفسه وأنها قمري ، كيف نسيت أن القمر جميل لكنه مليء بالثقوب ، يمكن الوصول إليه بصعوبة ولا يصلح للعيش ، رجعت إلى بيتي مستسلماً لعلبتي الوردية التي وضعت بها الهيروين الخاص بي بعد أن حاولت بلع خاتم الألماس الذي كان بالعلبة التي تنازلت فيها عن كرامتي بعمل ليس له أي صلة بشهادتي الجامعية كي أشتريه لها ... الآن لقد صدّقتكِ عندما كنت تقولين لي سأنتقم بطريقتي الخاصة مع ابتسامة تملؤها الخبث ، حسناً لقد انتقمتِ مني بطريقتك التي ما زال عقلي لم يصدقها وبحجة انك بريئة كموعدنا الأول ، علمت أنك تقولين الحقيقة لأول مرة عندما تخليت عن نفسي ،عندما كنتِ رائعة وكنتُ مثيراً للشفقة ، لكن لا بأس ستبقين أجمل حرب خضتها طوال عمري يا قرحة الروح بل غصة العمر أنت ...

#روان_صعابنة ...