الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حتى يكون السلام حقيقيا....تحسين يقين
حتى يكون السلام حقيقيا....تحسين يقين

لم يطل تفكير الفلسطينيين في التردد بين نذهب أولا..

كانت لا واحدة كبيرة..

لعل الأمور غير منعزلة؛ فأن نتابع قضايا مجتمعنا الفلسطيني التفصيلية، من تعليم وثقافة وزراعة، فمعنى ذلك أننا نتابع في العمق قضيتنا السياسية الوطنية بأبعادها القومية والعالمية.

وأن نتابع آخر تطورات القضية، سنجد أنفسنا متأملين حجارة المبنى-البناء؛ فلا يعقل أن يكون حديث عن سلام هنا وحرب هناك!

سؤال: هل فعلا هناك تفكير عميق أمريكي وغربي بحل الصراع هنا؟

ما الذي سيكون عليه الحال من بنى اقتصادية وعسكرية في اليوم الثاني للسلام؟ وهل فعلا تم الإعداد له؟

في ظل التحالفات هذه، لنا الحق ليس بالتشكيك في جزيئية "الورشة" فقط بل بما كان ويكون.

وحتى لا نتشتت، دعنا نتأمل باتجاه ليس القبول المطلق ولا الرفض المطلق، بل لتطوير القائم من منظور العدل الحقيقي.

لم يعد السؤال كما ذكرت: نذهب أو لا نذهب، فقد تم الحسم، ولم نذهب، لكن ذهب 39، منهم أشقاء!

ترى باختصار ما المطلوب موضوعيا، دولا كبرى: الولايات المتحدة بشكل خاص؟

وما المطلوب عربيا وعالميا ووطنيا؟

أمريكيا: تقتضي استحقاقات وشروط إنجاز سلام هنا، صنع سلام هناك، بمعنى أنه من غير المضمون تحقيق سلام هنا، في ظل النزاع القائم بين عدة دول عربية وإيران، بل حتى بين الأشقاء العرب أنفسهم.

السلام منظومة مشتركة، يصعب ضمان تحقيقها بدون وجود الكل، واتفاقية كامب ديفد مثال على السلام البارد، والذي خلاله حدثت عدة حروب وما زالت.

همسة: حتى يكون السلام حقيقيا، ويصل للأفراد يقطفون ثماره من عدالة ورفاهية وخبز، من المهم ضمان نظاما اقتصاديا يراعي طبقات البشر، لا نظاما يزيد هؤلاء وأولئك، وألا يكون مقتصرا على تأمين القوت اليومي.

النظام والتوزيع العادل هو الحل الجذري، لا الاستثمارات غير المضمونة، ولعل ذلك هو التمكين الحقيقي الذي يستمر ويحقق تنمية مستدامة.

فهلا بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بالسلام خارج نطاق التحالفات الذي مهما اتسع يظل ضيقا!

قوميا: حل النزاعات مع إيران، ولبعض الدول العربية، ومنها سلطنة عمان، ودول عالمية كروسيا، أن تسهم وغيرها في حل النزاع المصنوع.

في سياق ذلك، وحتى يكون الجهد القومي موحدا وفاعلا، معروف ما على أبناء العروبة فعله، من وقف التنازع والتقاتل ليس المجاني فقط بل والمدفوع من ممتلكاتنا.

فهلا، بعد ورشة البحرين، و3 قمم قبلها، نتجه فعلا للتصالح؟

مطلوب وقف الجروح العربية فوراااا! وإنجاز التسامح العربي!

المقصد: صعب تقبل إنجاز سلام عربي-إسرائيلي، في ظل النزاع العربي-العربي!

وطنيا: معروف ما المطلوب، إلا إذا أصبحت إدارة الأمور سرا نوويا!

في ظل الحكومة القائمة، بمرجعية منظمة التحرير، من الضروري الاعتناء "باللمة"، بمعنى التعاون بما يقتضيه العمل، دون نفي لجانب أو فرد، نحن بحاجة لنكون هنا فعلا حتى لا نشعر بالاغتراب.

فهلاّ ذكّر رئيس الوزراء زملاءه الكرام، ليذكروا زملاءهم في المؤسسات الرسمية، ومن هي في وضعها، بأن يؤكدوا بأن المسؤولين هم وكلاء الشعب، ووكلاء البناء والتغيير، فيطمئنوا فعلا بأن جوهر الإدارة هي العدل، والحفاظ على ماء وجوه متلقي الخدمة، حتى لا نكون في موقع الترجي!

الأمثلة موجودة ويوميا، فقط لينظر المسؤول في اختيارات من يساعده في ملفات العمل:

-       هل العمل جماعي؟

-       هل يتجه للكل في مجال العمل؟

-       أم هو فرد، محاط بأفراد مختارين، يختارون ما يشاؤون، تكون العدالة والموضوعية استثناء!

المقصد: كسر الاغتراب بين الشعب، والحكام، الشعب تحت الاحتلال والحكام قادة نضال.

عالميا: يدخل في البعد العالمي البعدين الإسلامي والإقليمي، لعل الدور العالمي يكون باتجاه الحد الأدنى من القرارات الدولية.

القصد: إنهاء الاحتلال بداية مهمة، يواكبها عمل اقتصادي وثقافي.

إن فعلنا ذلك جميعا: أشقاء وأصدقاء وأطراف صراع وحلفاء، يصبح للورشة وما يمكن أن يأتي بعدها مصداقية..

أما أن نصنع سلاما مصنوعا هنا، وحربا مصنوعة هناك، فإن ذلك لا يجدي..

نتصالح معا..

ثم نسالم معا..

تكرار ألا نسالم معا، هو مثل ألا نحارب معا..

مفارقة تثير السخرية؛ وسيخرج علينا إسرائيلي يوما، حينما يصبح هناك دفع لاستحقاقات السلام ليصيح: من نسالم منكم؟ أنتم لستم معا؟

المقصد: لنعد الاعتبار للعامل الوطني والعربي والإسلامي..والعالمي!

إن فعلنا، سيصبح التفكير بمستقبل كياناتنا القلقة هنا على جانبي النهر أكثر سهولة، خصوصا إن تخلص الإسرائيليون من العنصرية والاحتلال، ولغة التحالفات.

[email protected]