الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ثلاثة أسئلة تطرحها غارة الامس على سوريا فهل من إجابة مقنعة؟! .... محمد النوباني
ثلاثة أسئلة تطرحها  غارة الامس على سوريا  فهل من إجابة مقنعة؟! .... محمد النوباني

الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي مساء امس على مواقع عسكرية ومدنية سورية في ريف دمشق ومدينة حمص وأسفرت عن استشهاد اربعة مدنيين بينهم طفل رضيع واصابة ٢٢ مواطنا بجراح مختلفة بينهم اطفال ووقوع خسائر مادية في الممتلكات بسبب الضغط الذي نجم عن اختراق الصواريخ الاسرائيلية للاجواء حسب مصدر عسكري سوري وعن استشهاد ١٥شخصا بينهم ٦مدنيبن و تدمير مخازن أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني حسب المرصد السوري المعارض هي واحدة من مئات الغارات التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على اهداف سورية او اهداف في سوريا منذ العام ٢٠١١ و الثانية في غضون شهر .
ولكن اهمية وخطورة هذه الغارة انها حدثت في ظل أجواء كانت توحي بان هنالك مستجدات قد تشكل عوامل كابحة لاسرائيل عن الاستمرار في شن تلك الغارات وتحديدا في أعقاب اسقاط ايران لطائرة استطلاع امريكية متطورة كانت تحلق على ارتفاع يزيد عن عشرين الف متر بعد إصابتها بصاروخ ايراني متطور تضاهي قدراته قدرات ال اس-٣٠٠ الروسي وبعد تصريح لافت ادلى به مستشار الامن القومي الروسي نيكولاي بيتروشيف الذي كان يشارك في اجتماع أمني ثلاثي عقد في القدس مع مستشاري الامن القومي في الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وقال فيه بالحرف الواحد ان استمرار الغارات الاسرائيلية على سوريا هو امر غير مرغوب فيه 
كما لاحظ المراقبون السياسيون ان هذه الغارة جاءت بعد فشل مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي عقده صهر الرىيس الانريكي الصهيوني جاريد كوشنير بسبب الرفض الفلسطيني بحضورها ورفض الشعب الفلسطيني لمبدأ بيع وطنه مقابل كل تريليونات الارض.وبعد اصرار القيادة السورية على تحرير ما تبقى من ريف حماة ومحافظة ادلب رغم الرفض الامريكي وتدخل الجيش التركي في المعارك لصالح العصابات الارهابية المسلحة لمنع الجيش العربي السوري وحلفائه من استكمال الانتصارات التي حققتها بدعم روسي على امتداد الجغرافيا 
السورية وفي أعقاب الحدث الهام الذي تمثل بإسقاط الدفاعات الجوية الايرانية لطائرة الاستطلاع الامريكية المتطورة من طراز (جلوبال هوك) وعلى مبعدة ايام قليلة من اللقاء الأمني الثلاثي الذي عقد في القدس المحتلة بين مستشاري الامن القومي في روسيا والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والذي بحث فيه حسبما اعلن مستقبل التسوية السياسية في سوريا والتموضع العسكري الايراني هناك. .
وعليه فان هنالك ثلاثة اسئلة مشروعة تطرح نفسها وهي على الترتيب لماذا لم تستخدم منظومة ال اس-٣٠٠ التي زودت روسيا بها الجيش العربي السوري بعد غارة العام الماضي الاسرائيلية على اللاذقية واسقاط طائرة الاستطلاع الروسيةت-٢٢ ومقتل طاقمها المكون من ١٣ خبيرا روسيا؟! والثاني لماذا لم يستخدم الإيرانيون منظومة الصواريخ الايرانية في التصدي للطيران الاسرائيلي المعادي ؟ والثالث هل ان روسيا التي قال مستشار أمنها القومي انها تعارض الغارات الاسرائيلية على سوريا وبان اية تسوية سياسية هناك يجب ان تراعي ايضا مصالح ايران توافق في السر ومن وراء الكواليس غلى استمرار تلك الغارات وتتوافق مع اسرائيل حول لهدف اخراج القوات الايرانية من سوريا؟! 
هذه الأسئلة الثلاث ينتظر المواطن العربي المؤيد لمحور المقاومة الاجابة عليها على احر من الجمر من اعلى المراجع السياسية في دمشق وطهران وضاحية بيروت الجنوبية،فهو لا يدري ان كان عدم الرد هو من قبيل تفويت الفرصة على اسرائيل لاستدراج الجيش السوري لاستخدام منظومات ال اي-٣٠٠ المتطورة ضد الطيران الحربي الاسرائيلي لكسر فاعليتها في اي مواجهة كبرى شاملة او أن عدم الرد سببه تواطؤ روسي مع اسرائيل على حساب مصالح الحقيقين السوري والإيراني ومعها حزب الله 
وبصراحة فان المواطن العربي مل سماع تلك العبارات الممزوجة من طراز ان تلك الغارات الاسرائيلية تهدف الى تغيير قواعد الاشتباك او انها تاتي لنجدة العصابات التكفيرية المسلحة ومنع محور المقاومة من مواصلة انتصاراته الميدانية او لتعزيز الوضع الانتخابي لنتنياهو الذي تلاحقه وزوجته تتهم بالفساد والرشوة. الخ،فهذا كله صحيح. ولكنه لا يرد للمواطن العربي كرامته المهدورة ولا تمحوا مشاعر الإهانة والإذلال الناجمة عن استباحة ارض سوريا أسماءها ولسان حاله يقول لماذا غزة الصغيرة ومساحتها القوية مقاومتها ترد على اي عدوان اسرائيلي بالمثل ولا تتوقع عن قصف تل ابيب وما بعد تل ابيب فيما يعجز عن ذلك من هم اقوى من غزة بكثير . 
ولنقلها بصراحة انه عندما تعمل اسرائيل بكل حرية في سوريا من دون رد رادع فانها تكون بذلك قد غيرت قواعد الاشتباك لمصلحتها شاء من شاء وأبى من أبى. 
واخيرا فإننا نقول ذلك من باب محبتنا لسورياواقدامنا على رؤوس من يتشفون بها وهم لم يطلقوا في حياتهم طلقة واحدة على اسرائيل.