الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الغرب وجوائزه....بدوي الدقادوسي
الغرب وجوائزه....بدوي الدقادوسي

الغرب وجوائزه تتبعت باهتمام جميع الأعمال الأدبية للكتاب الشرقيين التي نالت جوائز عالمية أو حتى الأعمال التي تترجم ويتم توزيع ملايين النسخ منها فوجدت هناك خيط واحد يربطها وهو مدى وجع المجتمع والحضارة من الإرهاب المتمثل في المتطرفيين المسلمين المتجهمين الذين لا يقبلون الآخر أو رواية تتحدث عن ظلم المجتمع الشرقي ( الإسلامي ) للمرأة المضطهدة المتحرش بها او رواية تتبنى هجرة مثقف للشمال الأوربي وانبهاره بالحضارة الأوربية .

في المقابل فإن الجوائز المحلية لا تخضع لمعايير بل لأمور شخصية لا علاقة لها بالفكر والرسالة . وحين تنظر لمفكري الأصالة في الأدب العربي أولئك الذين حاولوا بلورة فكر عربي نابع من الدفاع عن القيم الإسلامية والحضارة العربية محاربين التغريب ودعاة الانبهار بالغرب تجد أنهم محاربين من الداخل والخارج فلا القائمين على الثقافة في بلادهم أنصفوهم ولا وجدوا طريقا لكتاباتهم في الخارج المتربص وماتت كتاباتهم وراح فكرهم .

و لعدم وجود رؤية جماعية للبلاد العربية التي تدين بالتبعية للغرب فلن تقوم للثقافة العربية النابعة من البيئة أي قائمة .

الأصالة في أزمة حقيقية في ظل انعدام الرؤية . لذلك لن يستقل الفكر العربي أبدا وطالما أننا لم نستقل فكريا فلن نستقل تربويا ولا اقتصاديا وسنتعمق التبعية الاستعمارية والتمزق ؛ فلا نحن مسلمون حقا ولا نحن غربيون حقا بل أذناب تلاحق جسد أسيادها حتى لو دخلوا جحر ضب .