الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطران عطا الله حنا : القدس تضيع من ايدينا يوما بعد يوم
المطران عطا الله حنا : القدس تضيع من ايدينا يوما بعد يوم


رام الله-الوسط اليوم:

قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في تصريحات صحفية صباح اليوم الخميس بأننا كفلسطينيين لن نألو جهدا في تذكير العرب بواجباتهم تجاه القدس .

نعلم ان هنالك تقصيرا وهنالك بعضا من الاقطار العربية المنخرطة في مشروع تصفية القضية الفلسطينية المسمى بصفقة القرن ونعلم ان مدينة القدس هي التي تدفع فاتورة هذا التقصير العربي وهي التي تدفع فاتورة ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي والذي هو في الواقع ربيع صهيوني امريكي يهدف الى تدمير المشرق العربي وتفكيك المجتمعات العربية في اطار سياسة تفكيك المفكك وتجزئة المجزء وفرق تسد، وخير شاهد على ذلك ما حدث في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وما يحدث في اليمن كما وفي غيرها من الاماكن .

فالقضية الفلسطينية هي التي تدفع الثمن والقدس هي التي تدفع فاتورة انهماك بعض العرب بصراعاتهم وخلافاتهم الداخلية ،هذه الصراعات التي وجدت بهدف حجب الانظار عن القضية الفلسطينية ومدينة القدس وبهدف ايجاد اعداء مفترضين لكي ينسى ويتناسى العرب عدوهم الحقيقي الذي يستهدف مقدساتهم واوقافهم ويستهدف الشعب الفلسطيني في هذه البقعة المقدسة من العالم .

ندرك ان واقعنا العربي في غاية السوء وندرك جيدا حالة الترهل التي نمر بها كعرب ولكننا على يقين بأن ما نمر به انما هي سحابة صيف سوف تزول ولا بد للامة العربية ان تعود اليها امجادها وان تفشل كافة الاطماع والمشاريع التي تستهدف امتنا العربية من المحيط الى الخليج كما انها تستهدف القضية الفلسطينية بشكل خاص.نذكر اخوتنا العرب ونذكر المسيحيين والمسلمين في كل مكان بأن القدس تضيع من ايدينا يوما بعد يوم ، والقدس التي نراها اليوم تختلف عن تلك التي كانت قبل ثلاثين او اربعين عاما فالبؤر الاستيطانية منتشرة في كل مكان والحفريات والانفاق تهدد البلدة القديمة من القدس وابنيتها التاريخية والتعديات على الاقصى مستمرة ومتواصلة اما اوقافنا المسيحية فهي مستهدفة وكان اخر هذا الاستهداف هو ما يحدث في باب الخليل حيث ان المستوطنون يستعدون للاستيلاء على ابنية ارثوذكسية عريقة بناها ابائنا واجدادنا وهي خير شاهد على عراقة وجودنا في هذه الارض المقدسة .

تحركوا يا ايها العرب قبل فوات الاوان ، تحركوا من اجل الحفاظ على ما تبقى من القدس لاننا لا نريد ان نصل الى مرحلة نبكي فيها على اطلال مدينة نسكن فيها وهي ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا .

القدس تمر بنكبة جديدة مستمرة ومتواصلة وهي بحاجة لكي تتظافر جهود الاحرار من ابناء امتنا العربية من اجل نصرتها والدفاع عنها وصون مقدساتها واوقافها المستهدفة والمستباحة .

البعض يقولون لنا بأنه لن تكون هنالك نتيجة عملية من مخاطبة العرب ونحن نقول مجددا بأنه من واجبنا دوما ومن قلب مدينة القدس الجريحة والمحاصرة والمتألمة ان نذكر العرب بمسؤولياتهم وان نذكر المسيحيين والمسلمين بواجباتهم تجاه القدس والتي هي امانة في اعناقنا جميعا .