الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطران عطا الله حنا: القدس في خطر شديد وتتعرض لكارثة غير مسبوقة فكل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف
المطران عطا الله حنا: القدس في خطر شديد وتتعرض لكارثة غير مسبوقة فكل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف


استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا من لجنة حقوق الانسان في جنيف والذين قاموا صباح اليوم بجولة في البلدة القديمة من القدس كما وتفقدوا عددا من الاحياء المستهدفة والتي تعرض عدد من سكانها لاخطارات بهدم منازلهم ومن ثم استقبل سيادة المطران الوفد في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف يطال البشر والحجر كما يطال المقدسات والاوقاف الاسلامية والمسيحية كما وكافة ابناء شعبنا الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة .

اعرب سيادة المطران عن شجبه واستنكاره لسياسة هدم البيوت والمنشأت في القدس واستباحة الاوقاف والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، فكما ان المسجد الاقصى مستهدف ومستباح هذا هو حال اوقافنا المسيحية التي تُسرق من اصحابها الشرعيين بطرق غير قانونية وغير شرعية ومن قبل اشخاص غير مؤتمنين وهم يعتبرون ادوات مُسخرة في خدمة الاحتلال وسياساته وممارساته في القدس .

ان من قام ببيع وتسريب عقاراتنا للاحتلال انما قام بعمل غير قانوني لان الاوقاف في مدينة القدس ليست سلعة معروضة للبيع بل هي اوقاف يجب ان تصان وان تستثمر خدمة للمجتمع وخدمة لابناء القدس وتعزيزا للحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة.

لقد تم استهداف الحضور المسيحي العريق والاصيل في هذا المشرق العربي وكلكم تعلمون ماذا حدث في العراق وفي سوريا وما يحدث في اليمن وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن.

اما عندنا فيستهدف الانسان الفلسطيني مسلما كان ام مسيحيا من قبل سلطات الاحتلال الغاشمة القمعية والظالمة ، وقد وصلنا الى مرحلة في مدينة القدس نمنع فيها من اقامة اي نشاط ثقافي اوفني او تراثي او وطني يحمل رسالة الانتماء للوطن وللقدس .

الاحتلال يريدنا ان نشطب فلسطين وان نشطب مدينة القدس من ذاكرتنا ومن ثقافتنا، انهم سرقوا ارضنا ونكبوا شعبنا وسرقوا اوقافنا وها هم اليوم يستهدفون ثقافتنا والتي يريدونها ان تكون مبتورة ومنقوصة ومنسجمة مع اهوائهم واجندتهم وسياساتهم ولكن هذا لن يحدث .

فالفلسطينيون في هذه الديار متمسكون بالقدس عاصمة روحية ووطنية لهم وهم متمسكون ايضا بحق العودة ولن يتنازل الفلسطينيون عن حقهم المشروع في النضال والكفاح من اجل الحرية حتى يستعيدوا حقوقهم السليبة ويحققوا امنياتهم وتطلعاتهم وثوابتهم الوطنية .

المسيحيون في مدينة القدس يتعرضون لنكبة جديدة واستهداف جديد غير مسبوق ستكون له تداعيات تراجيدية غير مسبوقة على حضورنا المسيحي في هذه المدينة المقدسة ، فالمستوطنون يستعدون لاقتحام ابنية باب الخليل العريقة والتي بناها اباء ورهبان مناضلون ومجاهدون قبل مئات السنين خدمة للقدس واهلها ومن اجل صمود وثبات الحضور المسيحي العريق والاصيل فيها ، واليوم هذه الاوقاف والعقارات تباع بأبخس الاثمان من قبل اشخاص غير مؤتمنين خانوا الامانة وقبلوا ان يكونوا مرتزقة وعملاء وسماسرة لدى سلطات الاحتلال ولدى الجمعيات الاستيطانية المتطرفة بشكل خاص .

ان صفقة باب الخليل المشؤومة تحتاج الى جهود لكي يتم ابطالها ونحن نتمنى منكم ونناشدكم بأن يكون لكم دور في ابطال هذه الصفقة الغير قانونية والغير شرعية والتي تعتبر امتهانا لحضورنا وانتماءنا ولقدسنا ومقدساتنا .

نطالبكم بأن تضعوا مدينة القدس على اجندتكم وان يرتفع الصوت الرافض والمناهض لسياسات الاحتلال في القدس وخاصة سياسة الاستيلاء على العقارات وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة .

قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم بعض الاقتراحات والافكار العملية حول ما يجب ان تقوم به المؤسسات الحقوقية في عالمنا تجاه القدس بشكل خاص وتجاه شعبنا الفلسطيني بشكل عام