الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مناشدة كنيسة لمسيحيي العالم....حمادة فراعنة
مناشدة كنيسة لمسيحيي العالم....حمادة فراعنة

 

 كنائس القدس وسائر فلسطين يحتجون، يتماسكون ويتوحدون ضد الاحتلال وسطوه عبر الغش والخداع والتزوير على عقار وحقوق الكنائس وممتلكاتها في القدس، فهو يعمل بلا تردد على تهويد القدس وأسرلتها وتطهيرها من ماضيها العربي الإسلامي المسيحي، بالمصادرة والتخريب والاستيلاء وتزوير التاريخ والمعالم وجعل تاريخها يهودياً إسرائيلياً، بلا رادع وبدون حق معتمداً على منظمات إسرائيلية متطرفة تتلقى الإسناد التمويلي من بعض الطوائف اليهودية في العالم، والدعم العملي من قوة الاحتلال وعساكره وأنظمته وأدواته، من أجل تغيير المعالم بعد الاستيلاء عليها.

الخميس 11 تموز نظم بطاركة ورؤساء كنائس القدس وسائر فلسطين مسيرة احتجاجية بدءاً من باب الخليل وجابت العقارات المسيحية المهددة بالسطو والاستيلاء من قبل جمعية عطيريت كوهائيم العصابة المتفرغة لتنفيذ برنامج تهويد القدس وأسرلتها وخاصة داخل أسوار القدس القديمة، بشكل منهجي مبرمج وتدريجي.

بطريرك الطائفة الأرثوذكسية ثيوفيلوس الثالث ناشد مسيحي العالم للوقوف إلى جانب كنائس القدس وسائر فلسطين في نضالها لوقف إعتداءات المستوطنين الاستعمارية التوسعية وبرنامجهم للاستيلاء على ممتلكات الكنيسة وقال خلال خطبته أمام الحشد من المقدسيين ورجال الدين « ندعو مسيحيي العالم للانضمام إلينا في الصلاة، كما ندعو في أيلول 2019 في اليوم العالمي للصلاة من أجل المجتمع والحي المسيحي في القدس، نتطلع إلى الترحيب بالقيادات الدينية المسيحية والمصلين من جميع أنحاء العالم، بينما نواصل كفاحنا للحفاظ على وحماية المجتمع المسيحي هنا في الأرض المقدسة «، فهل تتجاوب كنائس العالم مع أشقائهم وامتداداتهم في فلسطين ؟؟ هل تنتفض كنائس العالم وتتوحد ضد الاحتلال والعنصرية ؟؟ إلى متى تبقى الكنيسة في أماكن عديدة من العالم مرتجفة ومنافقة، وهي تلمس وتشهد وترى التطاول على كنائسها وممتلكاتها وعقاراتها في فلسطين من قبل مؤسسات الاحتلال وأدواته ؟؟ .   

لقد حقق المقدسيون بوحدتهم الإسلامية والمسيحية، نجاحات تراكمية ذات مغزى وقيمة كبيرة عندما هزموا نتنياهو في تموز 2017 وأجبروه على التراجع وإزالة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية عن بوابات الحرم القدسي الشريف، ونجحوا وأجبروه على التراجع وتجميد قرارات التطاول على حقوق الكنائس وفرض الضرائب على ممتلكاتها في شباط 2018، وتجميد قرار إزالة قرية الخان الأحمر في شهر تشرين أول 2018، ومعركة مسجد باب الرحمة مازالت طرية متواصلة في فرض هيبة مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس وحرمة المسجد الأقصى وتوابعه، تم ذلك بوحدة المقدسيين وتضامن فلسطينيي مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة معهم، لذلك يجب على قادة الكنائس الذين سجلوا بوحدتهم وتماسكهم موقفاً مشرفاً، مشاركة قادة المجتمع الإسلامي في القدس وسائر فلسطين ما أمكن في معركتهم ضد الاحتلال والاستيلاء والمصادرة .

توجهات الاحتلال وسلطاته وأجهزته ومستوطنيه الأجانب، ضد الكنيسة إدانة صارخة له، وفرصة لتمكين الكنيسة والشعب الفلسطيني للوصول إلى مؤسسات المجتمع الدولي وخاصة الفاتيكان والأقباط في مصر وكنائس لندن وموسكو للتحرك وفضح ممارسات المشروع الاستعماري التوسعي وكشفه وتعرية عنصريته، فهو يُقدم السلاح السياسي لإدانته وعزله، وهي مرحلة ضرورية وهامة لكشف كل إدعاءاته في السلام والتعددية والديمقراطية .

قادة المجتمع الفلسطيني في القدس وسائر فلسطين مطلوب منهم إسناد كفاح الكنيسة في معركتها للحفاظ على ممتلكاتها وعدم المساس بها، فهل نشهد تطور ملموس في الوحدة أرقى وأقوى مما هو موجود، فالمسيرة الاحتجاجية في باب الخليل يوم 11 تموز إقتصرت على قادة الكنائس على الأغلب وهذا لا يجوز وخلل في المشاركة سواء في التقصير نحو الدعوة أو التقصير في الاستجابة للدعوة !! . 

معركة فلسطين، معركة كل مكونات شعبها من المسلمين والمسيحيين والدروز، ومن الوطنيين والقوميين واليساريين ومؤسسات المجتمع، فهي معركة الكل ضد التمييز والعنصرية والاحتلال، ومن أجل الوجود الكريم الحر على أرض الوطن، الذي لا وطن لهم سواه.

[email protected]