السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل يحق للمسيحيين كما لليهود....حمادة فراعنة
هل يحق للمسيحيين كما لليهود....حمادة فراعنة

 في مقالته التي نشرتها الواشنطن بوست يوم 26/6/2019، لخص كاتبها إيشان ثاور مضمون صفقة فريق ترامب الصهيوني المتطرف عبر العنوان الذي وضعه لمقالته وهو : « إنسوا السلام ... ترامب وإسرائيل (المستعمرة )، يريدان الاستسلام الفلسطيني « هذا ما يتضح من قراءة كاتب المقال لمجمل تحركات فريق ترامب المندمج حتى نخاع العظم بخطط اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على بلع فلسطين لصالح مشروعهم الاستعماري التوسعي عبر :

1 – تهويد القدس وأسرلتها.

2 – شطب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها،

3 – شرعنة المستوطنات على أراضي الضفة الفلسطينية،

4 – شطب حدود 4 حزيران باعتبارها المدى المتاح لإقامة الدولة الفلسطينية في حدود جغرافيتها، إضافة إلى الإقرار بشرعية إقامة المستعمرة الإسرائيلية على مناطق 48 وكأنه أمر مفروغ منه لا نقاش فيه ولا أساس للتراجع عنه، وأنه تحصيل حاصل التسليم من قبل ستة ملايين لاجئ فلسطيني طردوا من مناطق 48 بعدم عودتهم إلى بيوتهم التي تشردوا عنها.
 

في معرض تأكيده للاستخلاص الذي وصل إليه إيشان ثاور في مقالته على صفحات الواشنطن بوست يستند في تحليله واستخلاصه إلى ما كتبه جيرالد فاير شتاين ويُعّرفه على أنه دبلوماسي أميركي سابق، ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، كتب عن نتائج ورشة كوشنير الاقتصادية يوم 25 حزيران 2019 ما يلي : « يغلب على المشاركين أنهم سيعودون، بعد اجتماع البحرين إلى شؤونهم الطبيعية، وسيتم إرسال هذا التمرين كله ( من النقاشات والعرض ) إلى سلة مهملات التاريخ «.

فإذا كان هذا تقدير خبراء أو باحثين أو متابعين أميركيين لما يحدث لنا وعندنا في العالم العربي بشأن فلسطين، فكيف يكون حال الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن التحالف الأميركي الإسرائيلي وأذاه وما يسببه من وجع يمس حياتهم وحقوقهم ووطنهم الذي تشردوا منه.

وكيف يكون حال باقي العرب الذين يشاركون الفلسطينيين معاناتهم وخاصة اللبنانيين والسوريين المحتلة أراضيهم من قبل جيش المستعمرة ويتحملون أعباء اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من فلسطين وينتظرون معالجة تشردهم من خلال عودتهم لوطنهم، ماذا يتوقع ترامب وفريقه ؟؟ وماذا يتوقع نتنياهو ومستعمروه من أكثر من ستة ملايين فلسطيني لهم حق وحيد وهو عودتهم إلى وطنهم في مناطق 48، وماذا يتوقع من ستة ملايين فلسطيني مقيمين على أرض بلدهم : هل يتوقع منهم الرحيل أو التسليم له ببقاء الاحتلال والتكيف مع سياسة الابرتهايد وإجراءات العنصرية والاحتلال ضدهم ؟؟.

تقول ميري ريغف الوزيرة في حكومة المستعمرة إن اليهود يتطلعون للعودة بعد ألفي سنة إلى فلسطين، ونحن نقول لها إن الفلسطينيين أحق بالعودة بعد سبعين سنة من طردهم عنوة وتعسفاً من وطنهم، وإذا كان لليهودي ارتباط بأرض فلسطين، فالمسيحي كذلك، لأن السيد المسيح ولد في بيت لحم، وبالتالي أسوة باليهود يحق لأتباعه من القوميات والجنسيات المختلفة أن يعودوا إلى فلسطين ويعيشوا على أرضها. فهل يعود المسيحيون إلى فلسطين طالما أن مقدساتهم الثلاثة : كنيسة المهد، وكنيسة القيامة، وكنيسة البشارة هي على أرض فلسطين، فالارتباط المعنوي والديني والأخلاقي مع المكان لا يعني مصادرته وطرد أصحابه منه وعنه، كما فعلت الصهيونية ومشروعها الاستعماري التوسعي على أرض الفلسطينيين والمساس بمقدساتهم الإسلامية والمسيحية، ولاتزال.

[email protected]