الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازي يحاور الشاعر السوداني متوكل زروق
صابر حجازي يحاور الشاعر السوداني متوكل زروق

 في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  

ويأتي هذا اللقاء رقم ( 100 )  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س : كيف تقدم نفسك للقارئ  ؟
من مدينة برام إلى الجنوب الأقصى من إقليم دارفور غرب السودان ، واسمي متوكل محمد أحمد زروق، الأصدقاء يلحقون اسمي بجدي، متوكل زروق_هكذا_ واشتهرت بهذا الاسم. 
وُلدت في العام ١٩٧٩م. 
تلقيتُ تعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدينة برام. 
تخرجتُ في جامعة النيل الأزرق _كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية _قسم إدارة الأعمال. 
ثم جامعة أمدرمان الإسلامية كلية التنمية البشرية _قسم الإعلام. 
فجامعة السودان المفتوحة _كلية العلوم الإدارية _قسم إدارة. 

س:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
ربما بدأت في السنين الأخيرة عملية تمليك القارئ مستنداً يمكنه من تقييم تجربتي والوقوف عليها لأن صدى ذلك يمكنني من معرفة المسافة التي أقفُ عليها من التي أريدُ إنجازها. 
فقد صدر لي :
ديوان اقتراحي للربيع عن مؤسسة علوم الأمة _جمهورية مصر ٢٠١٦م. 
ديوان مغرمٌ بيديك هذا العود الفائز بجائزة مهرجان الثقافة السادس عن وزارة الثقافة الخرطوم_السودان آخر عام ٢٠١٦م.
ديوان ربما أزرق اللون عن دار عزة_الخرطوم _السودان٢٠١٧م.
ديوان نعوش عن دائرة الثقافة _الشارقة _الإمارات ٢٠١٨م
ديوان ليس للحب أجنحةٌ عن دار العتيق _سوريا نفس العام. 

س:- من هم الادباء والشعراء الذين تاثرت بهم ؟ كقدوة ومثال لك ؟
لا أسمي شاعراً معيناً حتى لا أظلم آخرين، إنما كل من اتطلعتُ على عمله من التراث الشعري القديم منذ العصر الجاهلي والى الآن ترك أثراً معرفياً ووسع في قاموسي الشعري وفتح لي مدخلاً جديداً لعالم الشعر. 
ثم ان المشهد الشعري منذ الأزل غنيٌّ بالتجارب الفخمة الرائعة التي تُشرِّف، لذا كلهم عمله مقدر ومستفادٌ منه وهم قدوة. 

س:- كيف يمكن للكتابة الادبية ان تعالج الواقع السوداني وتعبر عنة ؟
الكتابة الأدبيةُ جانب من الحاجات التي تعالج مشكلات المجتمعات عموماً إذا كانت البيئة طبيعية وكل جانب يؤدي الدور الذي يليه فإنها أكثر هذه الجوانب قدرة على التأثير في حياة الناس، والواقع السوداني لا ينفصل عن الواقع العام بيد أنه غني بأشكال الكتابة الأدبية التي تخدم المجتمع تؤثر عليه ويجني منها قيمته الفنية بالتجربة والتعلم. 

س:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك  - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الاديب والمتلقي ؟
الحقيقةُ أني كسولٌ بعض الشيء في الوفاء بالغرض الذي من أجله أُضفتُ لهذه المنتديات الإسفيرية، لكنني بالقدر القليل الذي اتفاعل به مع موضوعات هذه المنتديات قد أفدّتُ منها لا شك فهي مكنتني من التعرف على تجربة جيلي في الأقطار المختلفة والتجارب الأكبر مني وحققت لي تواصلاً مقدراً مع قطاع كبير من الكتاب والشعراء والمهتمين ودلّتني على الكثير من مصادر المعرفة المهمة
وهذا رابط صفحتي . 
https://www.facebook.com/profile.php?id=100000711614038

س : ما هي مشاكل الكاتب السوداني  ؟ وما هي العاراقيل التي تواجهه في التواصل مع القارئ عبر الوطن العربي ؟ 
لأن المناخ الكتابي متأثرٌ بالمحيط الذي ينشط فيه والقرار السياسي مهمٌ في مساعدة الكاتب في الاستمرار في الكتابة وتطويرها من خلال القيام بعمل القوانين والقرارات الصحيحة والبنى التحتية والتمويل والإهتمام وهو _القرار السياسي_غير مستقر وفي الغالب ليس مهتماً بمسألة الإبداع عموماً فإن المشكلات التي تواجه الكاتب عديدة، منها سطحية الإعلام وتجاهل القرار السياسي وصعوبة النشر وندرة أو انعدام التجمعات الثقافية الحقيقية التي يلتقي فيها الكتاب موسمياً لتبادل الأفكار والثقافات، وهذا الوضع ليس في السودان وحده إنما في معظم البلاد من المحيط إلى الخليج وبصورة كربونية وهذا يؤكد أن المشكلات واحدة. 

س :- هل ترى أن حركة النقد علي الساحة الادبية  السودانية الأن - مواكبة للإبداع ؟
ربما هناك حركة نقدية سودانية كبيرة تمثلُ ارثاً تركه نقّادٌ عظماء كجمال محمد احمد ومعاوية محمد نور ومحمد محمد علي، وهي مستمرة.
لكن يجب علينا أن نعترف أن الحركة النقدية الآن ليست في مستوى النص الأدبي لكن هناك اسماء شابة الآن في الطريق الصحيح وهي مجتهدةُ واصلاً مدخلها للنقد هو الكتابة الإبداعية كالشعراء حاتم الكناني والحسن عبد العزيز والواثق يونس واستاذنا ابو عاقلة إدريس واسامة تاج السر وهم قادرون على تقديم تجربة نقدية موازية للنص الحالي ومواكبة له. 

 س : كيف يمكن ان تكون الكتابة الادبية  قادرة على المساهمة في صناعة رأي عام؟خصوصا في ظل الاحداث الجارية في الوطن العربي ؟
قلتُ لك سلفاً أن الكتابة الأدبية لا تعمل في مناخٍ معافى لذا لا يمكن لها أن تشكل رأياً عاماً، إنما القليل من التأثير، لأن الأدوار مختلة فإن السياسة هي التي تصنع الرأي العام من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام وتوجيهها حسب حاجتها. 

س :- احداث العراق وسوريا وليبيا واليمن ..هل هي نفس السيناريو الحادث في السودان  حاليا - وهل النتيجة هي نفسها - ما هي رؤايتك في ذلك ؟
مؤسفة هذه الأحداث ومحبطة فالبلدان التي ذكرت كانت عواصمها مراكزاً للإشعاع الأدبي ولا شك ما يحدث فيها يُلقي بظلاله على إنسان هذه البلدان وكل ما يؤدي من عمل. 
أما مقارنة ما يحدث فيها بالوضع في السودان فهي مقارنة بعيدة لما للسودان من خصوصية من حيث الموقع والإنسان على الرغم من أن الأيدي التي تعبثُ بتلك الدول هي نفس التي تحاول فعل ذلك في السودان. 
نحن أعلناها واضحة، أن ثورتنا سلميةٌ ليس لنا الا الحناجر العريضة والقلوب الكبيرة والصبر حتى النصر (يا حكومة مدنية يا ثورة أبدية). 

س :- لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع،.. فما هي أبرز محطات التأثر لديك،.. وهل هناك أب روحي؟
إن تجربة الشاعر بالنسبة لي هي مجموعةٌ من المحطات الحياتية، لكل محطة قيمتها وأثرها على تجربة الشاعر، وفي دربي إلى الآن محطاتٌ عديدة الا أن أعظم هذه المحطات هي المنتديات التي نذهب إليها راتباً مع الأصدقاء من أبنا جيلي وهوامش هذه المنتديات لما لها من رؤىً نقدية وافكار حول الشعر ونقاشات ثرّة. 
أما الأب الروحي فلم يكن سوى قدرتي من الله على تحمل قدر الشاعريةِ وتمثيل نفسي والحاضنات الاجتماعية التي أنتمي لها بصورةٍ جيدة ومشرِّفة . 

س :- ما أقرب قصائدك الي نفسك ؟ مع ذكرها ؟
كلها بالنسبة لي كدمي، ولا يمكن التفريق بين الدماء في مجراها لافتعالِ دورتها في الجسد. 

س :- مشروعك المستقبلي - كيف تحلم بة - وما هو الحلم الادبي الذى يصبو الي تحقيقة  ؟
مشروعي المستقبلي الذي أعمل عليه هو الكتابة من قاموسي الاجتماعي لثقتي في أنه غني بما يستحق التبشير به وعرضه على المشهد الشعري والمساهمة به في رفع قيمة الإنسانية بين الناس. 

س :- ارجو الا اكون قد ارهقتك بالاسئلة ؟ ولكني اظن انة كان حوار اكثر من رائع مع شاعر واديب مثقف وواعي - واخيرا  ما الكلمة التي تحب ان تقولها في ختام هذة المقابلة ؟
ربما كان رائعاً الاستاذ الاديب المصري صابر حجازي لأنك أدرته بطريقةٍ أروع، وأنا استمتعت به ولم يرهقني أبداً. 
وآخرُ كلامي إنِ الحمد لله على قدرِ الشاعريةِ. فالشعرُ رسالة حبٍ يكتبها الناس للناس وليس هناك شعرٌ لا يتوجه للإنسان. 
لك وللجميع المحبة والسلام
واختم بالشعر :-
لابدَّ
..............
للبلاد التي... 
كلما سال بعضُ دمٍ فوق عزتها
أنبتتْ رعشةً في دمِ المستبد
كلما زفَّ وهجُ سُلالاتها وشماً
أينعت أنجمٌ وواستوت
في عروقِ الظلامْ
أيها المستبدُّ، الصغار
وكلُّ الذين عصفت بأحلامهم للهلاك
وحطّمت آمالهم في الرحى
صصاعدونْ
فانتخب مخبأً في ظلامك
إن الشموس التي روحهم
مزقت كل ما سقفة من عراءٍ
وحائطه من حُطامْ
أيها الثائرون السلام
من دمي من صهيل الدَّليبِ الذي
صامدٌ للرياحِ السلامْ
للبلادِ التى طرَّزت شارعاً أخضراً بالرجالِ 
وهزَّت عروش الطغاةِ الضِخامْ 
كل شهقةِ روحٍ مضمَّخةٍ بالنشيدِ
لها كل دقةِ قلبٍ ولمعة روحٍ 
وكل احترامْ 
للذي عاريَ الصدرِ عيناه ساريتان 
وساعده مِعولٌ 
في أعالي الذرى مقعدٌ
ضده الوقتُ والريحُ والجاذبيةُ
رغم الذي ضدَّه واضعاً  قدماً في الثرى
صادحاً في الذي لم يزل ثائراً في المنامْ :
(لابدَّ من نبْشةٍ في الرُكامْ 
ولا بدَّ من حجرٍ في جبينِ الظلامْ 
لا بدَّ سيراً سريعاً بقلبِ الزحامْ 
ولابدَّ لابدَّ من ركزةٍ في الصدامْ
إلى آخر الصبرِ 
والنصرُ ساعة صبرٍ وبعضُ احتدامْ 
كُلُّنا جسدٌ مُرهقٌ 
إنما الرّوحُ شاخِصةٌ للأمامْ) 
 ————
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة