الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطالب الفلسطيني، لحظات فرح تكسوها سنين حزن وندم؟!....علم الدين عبد الرحمن ديب
الطالب الفلسطيني، لحظات فرح تكسوها سنين حزن وندم؟!....علم الدين عبد الرحمن ديب

 تابعنا في الأيام المنصرمة أجواء الفرح والاحتفال أحتِفاءً بالطلبة الناجحين في الثانوية العامة ونوصف هنا أهالي وأحبة الناجحين الذين عبر كل منهم عن فرحته بطريقته الخاصة والتي كانت ملؤها كل معاني الفرح والسرور والبهجة وكانت تظهر الأمل في عيون الطلبة والأهل.

بعد تلك الفرحة كما العادة يكون أمل الطالب الإلتحاق بالمجال الذي يرغبه والجامعة التي يطمح لها، وكذلك أيضا أمنيات الأهل والأحبة. ولكن سرعان ما إختلطت دموع فرحة النجاح بدموع الحزن وقلة الحيلة، ولأن الذي كُتب على أهل غزة هو الخنوع للظروف وعدم القدرة على الإلتحاق بركب المرفَّهيين ولا حتى العيش بإستقرار إقتصادي وسياسي وإجتماعي، فبعد تلك الفرحة خيَّمت سحابة من الحزن وأوشك تيه الأمل على الإستقرار وبدأ الطالب يتحسر وكاد أن يلعن كل دقيقة أمضاها بالدراسة والإجتهاد ندم على ضياع الفرصة وتعثر الحال.

نعم أنه حال الطالب الغزي الذي زج به وسط بيئة يتعثر معها القوي ويضعف أمام صعوبتها، فالخلافات السياسية يتم تصديرها للتعليم وكل شئ أضحى يسير وفق مصالح بعض الساسة والمتنفذين، وفي وسط كل تلك المعيقات ونحن على أعتاب عام دراسي جديد وإستعداد الجامعات الفلسطينية لإستقبال الطلبة الجدد والتي أغلبها أصبح يعمل وفق مبدأ التجارة ليس إلا، يبقى الهم الأكبر لدى رب الأسرة توفير لقمة العيش لفلذات كبده وفي ذلك الحين يَنسى كافة المتطلبات الأخرى وتدنو قيمة التعليم ليصبح من الكماليات. أما عن الطالب الجامعي المسجل على قيود الدراسة والمتراكم عليهم ديون ولم يعد قادراً على دفع رسوم الفصل الجديد ولا حتى سداد الديون المتراكمة في حسابه للجامعة وتبعاً لذلك حُرم من دخول قاعة الإمتحان وهذا ما يحدث في بعض الجامعات الفلسطينية.

كُل ذلك وليد إنقسام سياسي وإقليمي سافر أضرَّ بالقضية الفلسطينية وقدم العديد من الويلات على طبق من ذهب للإحتلال فلم يحلُم الإسرائيليين يوماً بذلك الواقع السيئ الذي أضحى كخيبة أمل وسبب للنكسات تلو النكسات، حتى وصل الأمر إلى تجهيل الشعب وكأنه مخطط مدروس يهدف لتهديم الشعب وإضعاف المناعة الثقافية لدي الفلسطينيين في حين أن كلنا يعلم قطعاً أنه بالعلم ترقي الأمة وتنهض وأن الجهل هدَّام ساخط يلعن كل أهله وكما قال الشاعر العلم يبني بيوت لا عماد لها ... والجهل يهدم بيوت العز والكرم " لا أحد ينكر بأن الوضع الفلسطيني مختلف تماماً لوقوعنا تحت الإحتلال على خلاف الدول التي نالت الحرية والإستقلال، ولكن ذلك ليس مبرر لجعله شماعة يحلو للكثيرين إستغلال ذلك كقالب جاهز لتمرير العديد الخيبات وصفقات الفشل.