الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
التّراث الشّعبيّ في الحضارة العربية 'الأعياد والمناسبات الدينية'...د. روزلاند كريم دعيم
التّراث الشّعبيّ في الحضارة العربية 'الأعياد والمناسبات الدينية'...د. روزلاند كريم دعيم

تفتتحُ هذه الورقةُ مجموعةَ أوراقٍ وحواراتٍ حولَ الأعيادِ والمناسبات، ومكانِها في دورةِ الحياةِ ودورةِ الطّبيعة، وتتزامنُ هذهِ الورقةُ مع رأسِ السّنة الهجريّة 1441هـ، الموافق اليوم الحادي والثلاثين من آب 2019، ويتقاربُ هذا العامُ مع رأس السّنة العبريّة، والكنسيّة (انديقتون)، والزّراعيّة، وعيد النّوروز في الكنيسة القبطيّة. ولعلّ هذا التّزامُنَ وهذه التّعالقات، هي التّي تُضفي على أعيادِنا ومناسباتِنا شموليّتَها وعُمقَها.

     تبدأ الورقةُ بطرحِ عامٍّ حولَ مفهوم الدّين والعيد والمناسبات الدّينيّة بشكلٍ عامّ، وتنحو بعدَها نحوَ رأس السّنةِ الهجريّة، وما يرتبطُ بها مِن عواملَ وأسسٍ تاريخيّةٍ ودينيّةٍ وحضاريّة.

الدّين:

     يُعتبرُ الدّينُ أحدَ المكوّناتِ الأساسيّةِ لبُنيةِ الفردِ الحضاريّةِ والإنسانيّةِ والتّراثيّة، ومُركّبًا هامًّا مِن مركّباتِ الأنتروبولوجيا الثّقافيّة، وفي معظم الحالات، يُرافقُ الدّينُ الفردَ، منذُ لحظةِ ميلادِهِ وفي مراحلِ حياتِهِ المختلفة، ويُسهمُ في بَلورةِ تمتّعتِهِ الدّينيّةِ والقوميّة، والحضاريّةِ والإنسانيّة.

 

     العيشُ في مجتمعٍ تعدّديّ، لا يتعارضُ معَ انكشافِ الفئةِ الواحدةِ على الأخرى، شريطةَ ألّا يأتي هذا على حساب الهيمنةِتمتّع أو التّفضيل، فمِن معرفةِ الذّاتِ يمكنُ الانطلاقَ لمعرفةِ الآخر، فهمَهُ وتَقبُّلَه. ولعلّ إبرازَ الخصوصيّةِ التّي تتمتّعُ بها كلُّ فئةٍ يُعتبرُ أمرًا أساسيًّا، في سبيلِ رفعِ الوعيِ لدى الفرد، لِما يجمعُهُ بالفئات الدّينيّةِ المختلفة، ممّا يُسهمُ في تطويرِ مبدأ التّعدّديّة واحترامِهِ، خاصّة في عصرٍ مُشبَعٍ بالعنفِ السّياسيّ والاجتماعيّ والفرديّ.

     الدّينُ هو مصدرُ الإلهام الفكريّ والعاطفيّ بتراثِ الأجداد، وهو مصدرُ العديدِ مِن الأعيادِ والعاداتِ والتّقاليدِ، والمناسبات التّي تعودُ سنويًّا مع دورةِ الطّبيعة، حاملةً تراكُماتٍ فكريّةً وحضاريّةً ثابتةً ومُتجدِّدة.

 

الأعيادُ والمناسباتُ الدّينيّة:

     الأعيادُ هي أيّامٌ مرتبطةٌ بتاريخِ وثقافةِ الشّعوب، وهي نتاجٌ لوقائعَ تاريخيّةٍ أو اجتماعيّةٍ أو وطنيّة، توحِّدُ أفرادَ الأسرةِ الواحدة، وأبناءَ الدّين والشّعب الواحد.

تختلفُ الأعيادُ عن سائرِ الأيّام، بحيث يتوقّفُ فيها النّشاطُ العاديّ، وتُقامُ فيها الشّعائرُ والطّقوسُ الرّمزيّة، من أجلِ الإشارةِ إلى أحداثٍ تاريخيّةٍ تحملُ معنًى دينيًّا.

يُفيدُنا المنجدُ أنّ أصلَ الكلمة "عيد" مِن المصدر "عِوْدٌ"، وجمْعُها أعياد؛ والعيدُ هو الموسمُ، أي كلّ يومٍ فيهِ جمْعٌ أو تذكارٌ لذي فضلٍ أو حادثة، قيلَ إنّهُ سُمّيَ عيدًا، لأنّهُ يعودُ كلَّ سنةٍ بفرحٍ مُجدَّد.

 

     تتعدّدُ الأعيادُ والمناسبات؛ فمنها الدّينيّة، ومنها أعيادُ الطّبيعةِ ومواسِمِها، ومنها العالميّة والاجتماعيّة، والأعيادُ الخاصّة لدى البعض.

 

     تتطوَّرُ الممارساتُ المرتبطةُ بالأعيادِ، وتتغيَّر وِفقَ الحالةِ الفكريّةِ، والحضاريّة، والسّياسيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّةِ التّي يعيشُها الشّعبُ في حقبةٍ زمنيّةٍ محدَّدة. من هنا نجدُ التّشابهَ الكبيرَ في ممارساتِ واحتفالاتِ المسيحيّين والمسلمين والدّروز في بلادنا، نظرًا لكوْنِهم أبناءَ شعبٍ واحد، وبيئةٍ واحدة، وحضارةٍ واحدة، بالرّغم من اختلافِ المفهوم الدّينيّ لكلِّ عيدٍ أو مناسبة.

 

     للمؤسَّساتِ التّربويّةِ دوْرٌ هامٌّ في غرسِ وتعزيزِ القِيمِ الاجتماعيّة، والأخلاقيّة والقوميّة، لذلك عليها أن تولي أهمّيّةً خاصّةً لأعيادِ الفئاتِ المختلفةِ التّي تعيش في الجوار، مع التّأكيدِ على الرّوابط المشتركة، ممّا قد يُسهمُ مساهمةً فاعلةً في تنشئةِ جيلٍ سويّ، يَعي مفهومَ الحوارِ ويُجيدُه، لذلك؛ علينا التّعامل مع الأعياد ومضامينها بمسؤوليّةٍ جادّة، مَهما كانت مضامينُها وأسُسُها حادّةً أو حسّاسة، وغالبًا ما يمكنُ تجاوزُ الفلسفةِ وراءَ الطّقوس والممارسات، والتّركيز على قيمتِها وجوهرِها.

 

مفهومُ العيدِ في الثّقافةِ الدّينيّةِ الإسلاميّة:

     قد يعارضُ بعضُ رجال الدّين المسلمين استعمالَ كلمة "عيد"، لغير عيدَي الفطر والأضحى المبارَكيْن، وبهذا الصّدد، بودّنا أن نشيرَ إلى أنّ استعمالَ المصطلح، قد يكونُ على أساسِ ما دَرَجَ من استعمالٍ على لسان الشّعب، وقد يكونُ اعتمادًا على معنى المصطلح اللّغويّ أو الدّينيّ. وتوجب الإشارة إلى أهمّيّةِ وجوهرِ الحدَثِ الدّينيّ ورسالتِهِ العظيمة، في مجتمعنا التّعدّديّ الّذي يؤثِّر ويتأثَّر بمصطلحاته وعاداتِه، مع الأخذِ بعين الاعتبار، أنَّ الإرثَ الفكريّ الشّعبيّ لا يتعارضُ بجوهَرِهِ مع تعاليم الدّين، بل يحتضنُها ويحافظُ عليها.

 

     رأسُ السّنةِ الهجريّة - القسم الأوّل

      التّقويم العربيُّ قبلَ الإسلام:

     اتّبعَ العربُ في شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ الحسابَ القمريّ، واعتمدوا في ذلك على الرّؤيةِ البصريّةِ للهلال، ابتداءً من مشاهدته لأوّل مرّة في الشّهر ،إلى مشاهدته ثانية في بداية الشّهر التّالي، وكان التّاريخ المتَّبع بعام الفيل (570 - 571 م).

 

     التقويمُ القمريّ يعتمدُ على دورةِ القمر؛ بالمقابل لدورة الشّمس، لتحديد الأشهر. دورةُ القمر تستمرّ اثني عشر شهرًا قمريًّا، أي أنّ السّنةَ القمريّة تساوي 354 يوم تقريبًا، بالتّحديد 354.367056 يوم، والشّهر في التّقويم القمريّ إمّا أن يكون 29 أو 30 يومًا، (لأنّ دورة القمر الظّاهريّة تساوي 29.530588 يوم)، ولا ترتبط الشّهور في العام القمريّ بالمواسم، أو بدورة الحياة في الطّبيعة، وتأتي المناسباتُ في نفس الموسم كلَّ ثلاثٍ وثلاثين سنة فقط.

 

     تعتمدُ السّنةُ القمريّة بتسمياتِ شهورها على أسماءِ الأشهر المتعارفِ عليها في الجاهليّة: المحرم، صفر، ربيع الأوّل، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوّال، ذو القعدة، ذو الحجّة.

 

النّسيء قبل الإسلام:

     النّسيءُ من العاداتِ التّي اتّبعَها العربُ قبلَ الإسلام.

النّسيءُ في اللّغةِ من "نسَأَ الشَّيْءَ؛ أي أخَّرهُ، والاسم النّسيء" (اللّسان، مادّة نسأ)، والنّسيءُ شهرٌ كانت تؤخِّرُهُ العربُ في الجاهليّةِ، نهى عنهُ الإسلام.

     لقد عَرف التّراثُ العربيُّ منذ عهد إبراهيم الخليل أربعة أشهر، تمَّ تحريمُ الغارة والقتال (إلّا ردًّا للعدوان) فيها، وهي: ذو القعدة، ذو الحجّة، المحرم ورجب. وسمِّيت الأشهرُ الحُرُم. وكان الهدفُ من هذا التّقليدِ هو تمكينُ الحجّاج والتّجّار والرّاغبين في الشّراء، من الوصول آمنين إلى أماكن العبادة، والأسواق، والعودة بسلام إلى ديارهم.

     وقد كره العرب أن يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم، لا يُغِيرون فيها ولا يعتاشون، فيُحَلُّ لهم المحرم، أي يتمّ تأجيله وتقديم صفر عليه، فيكون في ذلك العام صفر الأوّل وصفر الثاني، بينما يؤجّل المحرم إلى السّنة التّي تليها. وكان لهم نَسَأَةٌ (جمع ناسئ) من بني كنانة، يؤخِّرون الشّهور، فيحلّون الحرام ويحرِّمون الحلال، وكانوا يحتالون على الشّهر الحرام، إذا أرادوا قتالًا فيه أو إغارة. (وقد نعود إلى عادة النّسيء بالتّفصيل في ورقة مقبلة).

 

الكبسُ عندَ العرب:

     الكبسُ من أنواع النّسيء، وهو إضافة شهر على أشهر السّنة، كما وردَ في مروج الذّهب للمسعوديّ: "وقد كانت العرب في الجاهليّة تكبس كلَّ ثلاث سنين شهرًا، وتُسمّيه النّسيءُ وهو التّأخير".

     ولقد اختلف المؤرِّخون في الطّريقة التّي يتَّبعُها العربُ في كبس شهورهم، ليكفلوا التّوافق بين الشّهور والفصول، ولتكونَ مواسمُهم في الفصول المناسبة لإقامتها، إلّا أنّ الفكرةَ الراجحة أنَّهم تعلَّموا الكبسَ من اليهود المجاورين لهم، وطبَّقوهُ بطريقةٍ سهلة، (بينما قامَ به اليهودُ مع حساباتٍ دقيقة)، بأن أضافوا (كبسوا) شهرًا كلَّ ثلاثِ سنوات، لضمانِ التّوافق بين الشّهور والفصول، وتكون مواسمُهم وطقوسُهم، كالأسواق والحجّ، في موقعِها الزّمنيّ الجغرافيّ المناسب لإقامتها، انسجامًا مع حالاتِ الطّقس.

 

     ويجدرُ التّنويه هنا، إلى أنّ هذا التّوافقَ لم يكن تامًّا هو الآخر، حيث أنّ الشّهرَ المضاف مكوّنٌ من ثلاثين يومًا، بينما الفرق الفعليُّ كلَّ ثلاث سنوات هو 33 يومًا.

      لقد أوجدَ النّسيءُ مع الكبس نوعًا من التّناقض بين التّأخير والتّحليل والإضافة، وأوجدَ حالةً من الفوضى بين القبائل، ممّا أدّى إلى إبطال هذه العادةِ في الإسلام.

 

رأسُ السّنةِ الهجريّة:

     تبدأ السّنة الهجريّة بشهر محرم، وقد سُمّي بهذا الاسم، نظرًا لتحريم العرب القتالَ فيه قبلَ الإسلام.

     تُعتبرُ الهجرةُ النّبويّة حدثًا مفصليًّا في تاريخ الإسلام، حيث أتتْ نتيجةَ الاضطهاد الّذي لحقَ بالرّسول محمّد (صلعم)، وأتباعِه في شبه الجزيرة العربيّة، والأهمُّ أنّها أدّت إلى تأسيس الدّولة الإسلاميّة، وقوانينها ومفاهيمها.

 

     تمّت الهجرةُ النّبويّة من مكّة إلى يثرب التّي سمِّيت لاحقًا المدينة المُنوّرة (بنور الإسلام)، في أوّل شهر ربيع الأوّل الّذي صادف 16 تموز من العام 622 م، بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على ظهور الدّعوة الإسلاميّة، بحثًا عن الحماية من اضطهاد القُرَشيّين.

     وقد جعل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، في السّنة السابعة عشرة للهجرة الأوّل من محرم، ليكون أوّل أيّام العام الهجريّ، إحياء لذكرى هجرة الرّسول (صلعم)      .

     من نتائج الهجرة الهامّة على الصّعيد الإسلاميّ وضعُ أسس الدّولة الإسلاميّة، وبناءُ مسجد قباء - أوّل مسجد في الإسلام.

 

التّقويم الهجريّ:

     سُمِّيت السّنة الهجريّة بهذا الاسم، نظرًا لحدوث الهجرة بها، فيوافق العام الأوّل للهجرة العام 622 للميلاد، ولكن لا يتوافق التّقويم الميلادي الّذي يعتمد الدّورة الشّمسيّة (دورة الأرض حول الشّمس)، والتّقويم الهجريّ الّذي يعتمد الدّورة القمريّة (دورة الأرض حول القمر)، ليكون الفارق بينهما أحد عشر يومًا لصالح الدّورة الشّمسيّة. من هنا يأتي عدم توافق السّنة الشّمسيّة مع السّنة القمريّة، وتراجع التّواريخ والمناسبات والأعياد الإسلاميّة أحد عشر يومًا كلّ عام، ومن هنا اتّبع العرب عادة الكبس كما ذكرنا، كي لا تكون إقامة المواسم في غير موعدها مضنية.

 

تحريم النّسيء

       في السّنة العاشرة للهجرة حجّ الرّسول (صلعم) حجّ الوداع، وفي مساء اليوم التاسع من ذي الحجّة، خطب خطبته الجامعة، وجاء فيها: (إِنَّمَا النّسيء زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الّذينَ كَفَرُوا يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). (التّوبة 37).  

وعلى ما يبدو، فإنّ التّحريم أتى، بالأساس، لوقف عادة نسيء المحرم، وإن كان قد ألغى كلّ تدخُّل بالتّقويم القمريّ (الهجريّ).

 

الاحتفال بالمناسبة:

لم يُحتفل برأس السّنة الهجريّة إبان العهديْن الأمويّ والعبّاسيّ، أُسوةً بعيد الفطر وعيد الأضحى المباركيْن.

عُرف العصر الفاطميّ (358 - 567 هـ / 968 - 1171 م) في مصر، بابتكار الأعياد والمناسبات، والمواسم الدّينيّة الاجتماعيّة، والاعتناء بها عنايةً فائقة، سواء الإسلاميّة أم غيرها، كالاحتفال بأوّل العام الهجريّ في قائمة أعيادهم التّي لا تقلّ عن خمسة وعشرين عيدًا ومناسبة، ومنها (كما وردت لدى المقريزي):

موسم رأس السّنة، موسم أوّل العام، يوم عاشوراء، ومولد النّبيّ (صلعم)، ومولد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ومولد الحسن ومولد الحسين (عليهما السّلام)، ومولد فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أوّل رجب، وليلة نصفه، وليلة أوّل شعبان وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وعيد الغدير، وكسوة الصّيف، وكسوة الشّتاء، وموسم فتح الخليج، ويوم النّوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس وأيّام الرّكوبات. وقد تعود أسباب ابتكار الأعياد، من أجل نشر مذهب الفاطميّين الإسماعيليّ، مقابل المذهب السُّنّيّ.

 

     ويصف المقريزي (المخطط 1/ 490) هذه المناسبة: "وكان للخلفاء الفاطميّين اعتناءٌ بليلة المحرم في كلّ عام، لأنّها أوّلُ ليالي السّنة وابتداءُ أوقاتها، وكان من رسومهم في ليلة رأس السّنة، أن يعملَ بمطبخ القصر عدّة كثيرة من الخراف المقموم، والكثير من الرّؤوس المقموم، وتفرّق على جميع أرباب الرّتب، وأصحاب الدّواوين من العوالي، والأدوان، وأرباب السّيوف والأقلام، مع جفان اللّبن والخبز وأنواع الحلوى (في المصدر: الحلواء)، فيعمّ ذلك سائر النّاس من خاص الخليفة وجهاته، والأستاذين المُحنّكين، إلى أرباب الضّوء وهم المشاعليّة، وينتقل ذلك في أيدي أهل القاهرة ومصر."

 

     انقطع الاحتفال بهذه المناسبة بعد انتهاء حكم الفاطميّين عام 1171 م، إلّا أنّه عاد وظهر في القرن الأخير، وأصبح عيدًا رسميّا في البلدان العربيّة والإسلاميّة. تحتفل البلدان العربيّة والإسلاميّة بهذه المناسبة، في المساجد بشكل خاصّ، وفي الاستماع إلى جوقات الإنشاد والمدائح النّبويّة وحادثة الهجرة.

 

     وتطوّرت الاحتفالات، وأضيفت إليها طقوسٌ وعادات تنسجم مع طبيعة البلاد المحلّيّة. من الشّائع في بعض الأماكن تبادل الزّيارات وتقديم التّهاني، أو إعداد وجبة احتفاليّة لأفراد الأسرة وإعداد الحلويات، وقد تكون فرص جيّدة للأولاد، للمتعة واللّعب، إذا ما كان اليوم عطلة رسميّة، بالإضافة للصّلوات الدّينيّة التّي تقام في هذه المناسبة الدّينيّة، وفق معايير دينيّة واضحة، قد ترافق المناسبة ممارسات احتفائيّة متنوّعة، بحسب طبيعة المكان والسّكّان.