السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية: احتفاءً بالتاريخ والسينما
مهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية: احتفاءً بالتاريخ والسينما


تونس- صالح سويسي:

تعيش مدينة صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة) على وقع الأجواء المتوسطية وعبق التراث الروماني من خلال فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية والتي تنتظم انطلاقا من يوم غدٍ السبت وتتواصل إلى يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

المهرجان تنظمه جمعية مهرجان صفاقس الدولي للسينما المتوسطية للعام الثالث على التوالي في ربط وثيق بين السينما وتاريخ تونس الذي يمتدّ لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، حيث يسعى المنظمون لربط كل دورة بحقبة تاريخية محددة من تاريخ تونس الطويل والمتنوّع والذي شهد تعاقب حضارات متنوعة ومختلفة تركت كل منها آثارا تشهد عليها. افتتاح المهرجان سيكون يوم السبت 9 نوفمبر في حدود الساعة السابعة مساء، بحضور ثلّة من ضيوف الشرف من تونس والمغرب وسوريا وإيطاليا والذين سوف يرتدون ملابس رومانية مستوحاة من اللوحة الفسيفساء الفريدة من نوعها في العالم والتي تمّ العثور عليها في صفاقس (270كلم جنوب العاصمة).

وتأتي هذه الباردة حسب المنظمين في "سياق التوجّه العام للمهرجان في رحلته للتغني بالموروث المتوسطيّ لتونس، حيث يُثمّن المهرجان في دورته الثالثة اِلتحاق الحضارة الرومانية بفسيفساء الثقافة التونسية عبر التاريخ، وسيكون ذلك عبر عدد من المحاور وهي محور الموروث الحضاري القديم ورهانات الحاضر حيث بتراكم الحضارات، ويفرض رهان المحافظة على الموروث نفسه في حاضرٍ تتزاحم فيه الهويات والخصوصيات الثقافية، ويقترح المنظمون باقة من الفقرات الفكرية في المهرجان لتناول مختلف رهانات الحضارات الثلاث المثمنة خلال هذه الدورة، من ذلك تجربة منتدى نيويورك للأفلام الامازيغية في معالجة الموروث الامازيغي أمام جمهور غريب عن هذه الحضارة، المقاربة البيداغوجية الموظّفة في ذلك، وخصوصيات التفاعل والانطباع لدى الجمهور او المجتمع المتلقّي (الذي يتميز بخاصية ثقافية اجتماعية فريدة من انطلاقه كمجتمع هجين إلى مجتمع يبحث عن المشترك الذي يُوحّده، فضلا عن الارشيف السينمائي ومشروع رقمنته، وماهية المكتبة السينمائية ونماذج إنجازاتها، بالإضافة إلى تكريم النخبة التونسية التي عزّزت الروابط الثقافية السينمائية مع شتى دول المتوسط..." وحسب المنظمين فإنّ المحور الثاني الذي سيكون منطلق بحث ونقاش هو الموروث الروماني والبعد المتوسطي. وخُصّصت له مائدة مستديرة يؤثثها فريق من نخبة العاملين في الأفلام الايطالية والتونسية حول محور "الحركية الإنتاجية السينمائية التونسية-الايطالية في خدمة الموروث الروماني" إلى جانب تجربة استعراضية يعيشها الجمهور ويسوّق لها الضيوف من خلال الديكور الفني بالافتتاح المستوحى من الحضارة الرومانية. أما المحور الثالث فيخصّ البعد المتوسطي، من خلال يوم لعروض برمجة المكتبة السينمائية على متن باخرة بحرية لإضفاء الرونق البحري بأجواء المهرجان. وأكد المنظمون أنّ ضيوف شرف المهرجان وهم عبد المنعم عمايرية وقيس نجيب الشيخ من سوريا وحسن كشاش من الجزائر وسميّة توفيق من المغرب وFrancesco Castiglioneو Katia Grecoمن إيطاليا فضلا عن ضيوف من تونس، سيقدمون عرضا لتلك الأزياء مع حصة تصوير فوتوغرافي صباح اليوم الثاني في المسرح الأثري بالجم في إطار برنامج المهرجان.

ويتضمّن عرضا لعدد هام من الأفلام في دور الثقافة ودور الشباب والسجون، فضلا عن عديد الورشات في التصوير السينمائي والإخراج السينمائي وكتابة السيناريو، بالإضافة إلى "ماستر كلاس" أول والذي يتمحور حول الموروث الروماني في الانتاج التونسي-الإيطالي بمشاركة رضا التركي ومنصف حقونة و"ماستر كلاس" ثانٍ حول المقاربة البيداغوجية لمنتدى نيويورك للافلام الامازيغية ومعالجتها للثقافة الامازيغية في المجتمع الأمريكي بمشاركة حبيبة بومليك، سبيكة بحري وسمير الزغبي فيما يكون التنسيق العلمي لليلى بن رحومة.