الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في ظل حالة الانقسام هل تنجح السلطة الفلسطينية في إجراء الانتخابات...اسامة قدوس
في ظل حالة الانقسام هل تنجح السلطة الفلسطينية في إجراء الانتخابات...اسامة قدوس

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانتخابات المرتقبة في فلسطين و مدى قدرتها على النهوض بالمشهد السياسي الفلسطيني, ما جعل العديد من المحللين ينقسمون ما بين مرحب و مشكك في جدية تعامل السلطة الفلسطينية مع هذا الملف.

إعلان عباس استعداده لاجراء انتخابات نزهية لم ينطوي على قدر من المفاجأة، نظرا لتواتر هذه الوعود فهذه ليست المرة الأولى التي يقع طرح فكرة الاحتكام للانتخابات لإيقاف النزيف السياسي الذي يعصف بفلسطين منذ مدة بسبب حالة الانقسام بين السلطة في رام الله و نظيرتها في قطاع غزة المحاصر ، لكنها المرة الأولى التي ترحب فيها القيادة الحمساوية بهذه الخطوة فيما تماطل حركة التحرير الفلسطيني فتح و تتحاشى مصارحة الرأي العام بموقفها .

على الرغم من التصريحات الأخيرة ، لا يزال الشارع الفلسطيني متشككا من امكانية اجراء انتخابات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به فلسطين لاسيما و ان اجراء انتخابات تشريعية و رئاسية سيكلف الخزينة الشيء الكثير .

تحركات حماس الاخيرة اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الحركة الاسلامية قد اتقنت كل تكتيكات السياسة و خباياها , اذ استغل الحمساويين حالة التململ و الغموض الذي يحوم داخل حركة فتح لخلق صراعات داخلها عبر نشر شائعات و تحاليل سياسية موجهة , ما سيجعل كل اللوم موجها لفتح حصرا إذا لم يتم إجراء الانتخابات في نهاية المطاف..

العديد من سكان الضفة الغربية عبروا عن رفضهم لاساليب حركة حماس , اذ يرى هؤلاء المواطنين ان استثمار عشرات الآلاف من الدولارات للترويج لشائعات و اخبار زائفة عبر وسائل الاعلام لا يخدم سوى المصالح الفئوية الضيقة لحماس و يضر بمصالح الشعب الفلسطيني الذي يرغب في مصالحة سياسية شاملة .

واشنطن تدخل على الخط

مرة اخرى تثير قرارات الادراة الامريكية بقيادة دونالد ترامب الكثير من الجدل , فبعد مرور زهاء عامين من اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل يأتي تصريح وزير الخارجية الامريكي مارك بومبو ليفجر ازمة جديدة في اروقة الامم المتحدة , اذ اقر الوزير الأمريكي بأحقية اسرائيل بالاستيطان في الضفة الغربية معتبرا ذلك في توافق تام مع القوانين و الاعراف الدولية .

تصريحات بومبيو لاقت رفضا واسعا لدى العديد من الدول العربية التي عبرت عن استيائها من قرارات واشنطن المنحازة و التي لا تخدم البتة عملية السلام المنشودة .

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عبرت بدورها عن موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لفكرة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

هذا و قد حملت الرئاسة الفلسطينية على لسان ناطقها الرسمي نبيل ابو ردينة الادارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تبعات قراراتها الغير مسؤولة التي ستؤدي الى احتراق المنطقة بأسرها .

قادة فتح لم يكتفوا بشجب التصريحات الأمريكية بل اعتبروها فرصة لإعادة تقييم مجمل السلوك السياسي للحركة, اذ يرى الفتحاوية ان حالة الشتات و التشرذم هي السبب الرئيسي للتدهور الذي تعيشه القضية الفلسطينية , داعين في وقت ذاته الى الاتعاظ من التجارب السابقة المماثلة و التي انتهت بزوال قضايا انسانية حقيقة الى غياهب النسيان .

تمر القضية الفلسطينية اليوم بمرحلة دقيقة و حساسة جدا , تستوجب من كل الفصائل السياسية -و على رأسها حركة فتح -التوحد و نبذ الخلافات السابقة فتغييب مصلحة الوطن لصالح المصالح الشخصية الضيقة لا يخدم احدا غير اعداء الشعب الفلسطيني .