الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القراءة عند الأدباء .. أهمية وطقوس ...محمد المبارك
القراءة عند الأدباء .. أهمية وطقوس ...محمد المبارك

 

 تشعبت القراءة اليوم في كيفيتها وطريقتها وأنواعها لكن قبل أن أبدأ في خوض ذلك لابد أن أطرق باب أهميتها وأهمية الكتاب فهو السبيل إليها فقد قال (شيشرون)(بيت بلا كتاب جسد بلا روح). وقال ابن المقفع(كل مصحوب ذو هفوات إلا الكتاب مأمون العثرات).

ولهذه الأهمية أنبرى ذوو العقول واندفعوا نحو القراءة لأنها غذاء العقل والروح ولهذه الأهمية أيضاً تعددت القراءة وأنواعها وكل يقرأ على الطريقة التي تناسبه فهناك الطريقة الانطباعية وهناك القراءة السريعة وهناك القراءة التصويرية وغيرها ، وكما يقال أن الأخيرة عُرف بها الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي وغيره مما لايتسع المجال لذكرهم.

وكما أن هناك أنواع للقراءة هناك طقوس معينة عند بعض الأدباء يمارسونها خلال كتابتهم أو قراءتهم وقد أفردت في إحدى مقالاتي عنواناً سميته (طقوس الكتابة) لبعض الكتّاب والأدباء كيف كانوا يقرؤون ويكتبون وهنا أذكر بعضهم باختصار ، فالروائي المصري نجيب محفوظ كان من طقوسه المشي وشرب القهوة والتدخين بشراهة.

أما الروائية الانجليزية أجاثا كريستي فتقول أن زوجها شيّد لها غرفة تخلو بنفسها للقراءة والكتابة وحيدة دون ضيوف أو هاتف أو رسائل.

أما القاصة والروائية الكويتية خولة القزويني تقول كان لأبيها مكتبة عامرة بأصناف الكتب فانطلقت منها للقراءة فقرأت للكتّاب الكبار من أمثال يوسف إدريس ويوسف السباعي وطه حسين وغيرهم.

وأقف عند تجربتي الشخصية مع القراءة فقد استهوتني القراءة منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً عن طريق أحد الأقارب حيث كانت لديه مكتبة جيدة وكان كثيراً ما يتردد على مكتبات المنطقة وكنت بصحبته مما دعاني لأن أكون قارئاً وتكونت لديه مكتبة لابأس بها أمارس فيها القراءة بشكل يومي في جو هادئ احتسي خلالها الشاي ولا تمت لي القهوة بصلة ولا اقترب من التدخين وغالباً ما تكون القراءة داخل مكتبتي الخاصة أو في الهواء الطلق في الصباح الباكر فإن لم يكن فبعد الظهيرة.

وهكذا ننعم بالقراءة وسنستمر عليها لأنها كما قلنا ونقول دائماً أنها غذاء للعقل والروح فلا نفرط فيها أبداً.