الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صفقة القرن بدعة إسرائيلية بامتياز، وعدم مهنية 'القيادة' الفلسطينية، حقيقة لا إتهام.....يوسف شرقاوي
صفقة القرن بدعة إسرائيلية بامتياز، وعدم مهنية 'القيادة' الفلسطينية، حقيقة لا إتهام.....يوسف شرقاوي

 صفقة القرن، بدعة إسرائيلية بامتياز، وهي ليست وليدة الصدفة بل نتيجة تجارب صهيونية سابقة مع الجانب العربي، إذ كان الفلسطينيون كلما يتنازل العرب لصالح اليهود قبل النكبة وبعدها يعلقون التعليق القديم الجديد "عرس بغياب العروس" ثم يقبلون ذلك بدون فعل يذكر لأن لا حول ولا قوة لهم.

الأردن كانت تتنازل لليهود لأجل حجج إسرائيلية واهية، كشف طرق مثلا، أو لربط مستعمرات صهيونية ومدن مع بعضها البعض؛ "قرية برطعة" مثالا على ذلك وليس حصرا.

في طابا، وقع الراحل عرفات خرائط طرق التفافية للمستوطنين بضغط مصري، واقتطعت إسرائيل مبالغ مالية من جيوب الفلسطينيين لتمويل تلك الطرق، والتي هي ليست طرقا وحسب بل مساحات واسعة لما يسمى اليوم مناطق C. صفقة القرن هي تطوير لخطوط وتعديلات خرائط الهدنة سابقا، وكذلك خرائط طابا. الصفقة منجزة للأسف، والموقف العام - الفلسطيني والعربي والدولي - جعجعة بلا طحين.

ما سبق هو البعد الجغرافي للصفقة؛ أما البعد التاريخي، فهو القدس وانتزاعها من الوعي العربي والفلسطيني وتهويدها.

الجانب العربي والفلسطيني بفعل وهنه وركاكة روايته أسقط البعد التاريخي المسيحي العربي والفلسطيني لمدينة القدس، والذي لا يقل أهمية، إن لم يكن أعمق من البعد التاريخي الاسلامي للمدينة. وهناك بعدان آخران: البعد الاقتصادي المتمثل بإعلان ضم الأغوار - والتي هي مضمومة أصلا - للاستحواذ على سلة الغذاء الفلسطيني، ولمصادرة المياه الجوفية لمنطقة الأغوار والتحكم بها وإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم لإفقارهم من ناحية، ورسم حدود دفاعية شرقية لدولة الاحتلال.

أما البعد الديمغرافي "تبادل السكان والأرض" فيما يسمى المثلث وأم الفحم ووادي عارة، فلمحو التطهير العرقي عام 1948 من وعي الفلسطينيين، لأن التطهير العرقي الجديد سيكون بموافقة فلسطينية، وللحفاظ على عرق يهودي صاف خال من "الأغيار" لإجبار الرأي العام الدولي على الإعتراف بيهودية الدولة.

المريب هنا أن القيادة الفلسطينية تصمت على تمزيق الجغرافيا الديموغرافية للفلسطينيين؛ "شق طريق للمستوطنين يربط كريات أربع بالقدس" أليس ذلك مكملا لصفقة القرن أم لا؟

عندما نتكلم عن اللامهنية اليومية في أداء "القيادة" الفلسطينية، فذلك ليس اتهامات بل حقيقة