الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وساخة المرحلة وحق الاعتراض...جميل حامد
وساخة المرحلة وحق الاعتراض...جميل حامد

قد تكون الاراضي الفلسطينية لا تحتمل الخطابات والشعارات والمراهنات،وقد تكون ترفعت عن النقد لما يوصف بدبلوماسية التحرير والبناء ،وقد تكون سئمت من صواريخ الغضب التي تضرب خاصرة الارض في الوقت الذي تدغدغ به مصالح القوم وعلية القوم على اي بقعة من الارض كانوا ..!

بالامس أعلن الاحتلال بكل صلف عن بدء هجمته الاستيطانية الكبرى على الاراضي الفلسطينية التي أطلقت عليها اتفاقية اوسلو بمسمى  مناطق س - وهي الهجمة التي تكتسب شكلا من الغطاء الدولي لاول مرة عبر تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد سقوط أكذوبة الصراع العربي الاسرائيلي في براثن الخدعة الامريكية التي ازاحت التراب عن الضريح العربي...

بكل وقاحة اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن نيتها بناء المقابر والمتنزهات وصالات الالعاب والمصانع والاسواق التجارية على الارض الفلسطينية التي اقرتها اوسلو بمناطق سي التي تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية ومنحت أصحاب الاراضي مدة 60 يوما أكذوبة "حق الاعتراض"  على مصادرة اراضيهم ....

الناس الذين شبعوا هرجا يجدوا انفسهم اليوم امام جرافات "صفقة القرن " وما عدى ذلك كغثاء السيل تمر اهازيج  الرفض السلمي،والمقاومة السلبية السلمية لبطش الجرافات ....

والارض التي ستتغير معالمها وستدفن أشجارها وآبارها وستتحول الى مستعمرات ومنشآت ومناطق صناعية او سياحية او تجارية  سيتبع منها للقدس " الكبرى"  التي اسس لها راعي الاستيطان الاول فيها ايهود اولمرت الذي كان اصلا عضوا في حركة بيتار قبل اقتحامه المعترك السياسي من خلال حزب الليكود اليميني  والذي من خله ايضا  اقيمة مستعمرات بيتار وبيتار عليت غربي مدينة بيت لحم  والذي اصبح فيما بعد حمامة السلام من خلال  انقلابه على حزب الليكود بتأسيسه  حزب كاديما بمعية اريك شارون  الذي انهى  فصول اجرامه ضد الشعب الفلسطيني بحصار الشهيد الراحل ياسر عرفات في  رام الله .

بالتأكيد لن تحتمل الارض الفلسطينية الرأي والرأي الاخر،ولن تصغي للقناعات الدبلوماسية الفضفاضة،ولن تتكلم بلغة الضاد المتعارف عليها في جامعة عربان ال قحطان ...فما تتعرض له فلسطين من اسوأ وأخطر ما ممكن تخيله لمستقبل قضية  أُسست لتصفيتها منظمات ومؤسسات وهيئات ودول ما كانت لتؤسس لغير فلسطين وقضية شعبها .....

ولاننا لن نقع في براثن الخدعة من جديد على غرار ما وقع به اجدادنا من ثقة بالعرب وخطاباتهم نحرض باتجاه الوعي لما يحاك ضد الارض وأصحابها ،ونؤكد بأن ما صمتت لاجله ادوات الاستعمار على مدى قرن من الزمان لن يمر على هذا الجيل الذي يشهد بأم عينه على ان قضيته لا يحكمها قرارا أيا كان شكله، أو لونه،لكنه سيشهد أن مستقبله  كشعب فاقد لكل أشكال الحماية ضبابيا ومعتما، ولا يعلم به غير الله سبحانه الذي سيقلب بمشيئته السحر على الساحر بين عشية وضحاها طال الزمان أو قصر .