الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازي يحاور الشاعرة المغربية نبيلة حماني
صابر حجازي يحاور الشاعرة المغربية نبيلة حماني

   في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام 
المهتمين بالشان الثقافي والابداعي 
والكتابة الادبية بشكل عام ،والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبل وياتي هذا اللقاء رقم
 ضمن نفس المسار(109)
وفي ما يلي نص الحوار

س 1 :- كيف تقدمين نفسك للقارئ ؟ 
بداية أتوجه بالشكر الكبير للأستاذ " صابر حجازي " الذي مكنني من هذه الإضاءة وهذا اللقاء بالجمهور و الذي أتوخى من خلاله التعريف ببعض الجوانب من شخصيتي البسيطة 
ذلك أني مغربية الجنسية والإقامة أقطن بمدينة" فاس" العاصمة العلمية "للمغرب" ورمز التاريخ والأصالة ’ حاصلة على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس ’ أعمل أستاذة للتعليم الثانوي مادة اللغة العربية ’ أهوى القراءة والكتابة والسفر ..
إضافة إلى أنني" رئيسة لمعهد صروح للثقافة والإبداع" ’ "ورئيسة للمكتب الجهوي لمركز حقوق الناس جهة فاس مكناس " كما أنني عضو بعدة جمعيات وطنية وعربية  على سبيل المثال أشغل منصب  مديرة وكالة عرار الدولية  والناطق الرسمي باسم الوكالة كما أنني عضو بفدرالية مراكز حقوق الإنسان بالعالم العربي ..
أحب الأدب والكتابة  وأسعى  لترسيخ القيم والمضي في سبيل المعرفة والإبداع ..

س 2 :- إنتاجك الأدبي - نبذة عنة ؟
لابد من الإشارة الى أنني عشت طفولتي في قرية هادئة كانت توحي لي بجمال ساحر ظل يرافقني مدى الحياة فكان للتراب والشجر والزهر والنهر والعشب والطرقات فيها ما أسرني وظل حاضرا معي يرافقني ولا أظنه يتركني أبدا ..كان للإنسان فيها اثر لكل شيء اثر على شخصيتي دون أن تنبس ببنت شفة ..كان للبيئة اثر في تكوين شخصية أحببت أن أكونها ولا اسعي لتغييرها..فيها تعلمت حب الحياة والطبيعة والإنسان من حولي وفيها أيضا تعلمت حب الكتابة وعشقها ..فكتبت ولقيت التشجيع لكن كل ذلك ضاع مع الاستغراق في الدراسة والعمل والأسرة ..إلى أن فتحت أبواب الإصرار بداخلي فكانت العودة وبإلحاح ومن خلال ديواني الأول " تيه بين عرصات زمن مغتال "الذي أصدرته سنة 2011 في شبه دهشة وانبهار ومن  هناك كان الإصرار على الاستمرارية والمضي في عالم الإبداع والكتابة الشعرية على وجه الخصوص وكان الإصدار الثاني يحمل عنوان " احتراق في وريد الصمت " الذي أصدرته سنة 2015 والذي عرض في "دار روائع للنشر "بمعرض الكتاب الدولي لسنة 2017 ثم "مرايا من ماء "  الذئ صدر في نفس السنة 2017 بعده يأتي ديوان " لك أن تحيا في دمي " الذي هو قيد الطبع 
إضافة إلى هذه الدواوين الشعرية أكتب   مقالات حقوقية في جريدة "مركز حقوق الناس" كما شاركت في كتاب  "دور ومسؤولية الإعلام في النهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان " الذي شارك فيه مجموعة من رجال  ونساء الإعلام بالمغرب ..
للمجتمع تأثير قوي على المبدع ومنه يستقي لوحاته الإبداعية ويعبر عنها بصدق وشفافية وإنسانية وإحساس مرهف ينسمها بالخيال الذي هو أساس في الإبداع ومقوم للكتابة الإبداعية فيتراوح المكتوب بين الواقع  والخيال وفي كل لحظة قد تكون الغلبة لجهة على الأخرى لكن في توازن وانسجام ...
أقول إن النصوص هي من تكتبني وتلح علي في لحظة معينة لا أتمكن فيها إلا من الرضوخ أمامها .. فلحظة الكتابة تجمع كل المتناقضات .. فيها الأمل والألم المرارة والخيبة فيها الشوق والعشق والفرح ..فيها الحياة والفناء ..لحظة الكتابة هي اجتماع المشاعر هي لحظة مخاض ممتع لحظة الم تعشقه الذات المبدعة وتتمناه ..
هي لحظة وجود فعلي حقيقي ..لحظة الم وشفاء ..هي تطهير وتفريج ..لحظة مخاض عسير لا ينتهي إلا مع أخر حرف في القصيدة ..
تلك هي لحظة الكتابة بالنسبة الي 


س3:- حدثينا عن طفولتك ، وبدايات اهتمامك بالأدب ، وكيف كانت محاولاتكِ ألأولي في الكتابة ؟
ثم أقول في منحى الحديث عن نبيلة حماني الإنسانة التي تنتمي إلى تراب هذا الوطن المجيد ( المغرب )والتي تعشق أرضها وهويتها حتى الثمالة 
كان مسقط رأسي بإحدى القرى المغربية الهادئة بنواحي مدينة فاس العريقة ..هي القرية العشق بالنسبة لي ففيها أدركت معنى الوجود والحياة ,فيها نشأت العلاقة بيني وبين الطبيعة ..هذه القرية الهادئة التي وقعت فيها عيناي على أول نقطة ضوء فكانت عشقا امتزج بدمي وأبدا لن يزول .."قرية ابا محمد" تعني الوجود, الاطمئنان الحب الجمال ..وكل المشاعر الطيبة التي نمت في وانأ اكبر بين أحضانها وأتعلم من أناسها الطيبين كيف تكون الحياة  وكيف أسير على دربها مهما اختل التوازن بين الحين والأخر ..لأجدني متشبثة بالصمود والرسوخ والأمل مع البقاء على درب الاستقامة لمواصلة مشوار الحياة ..
مذ عرفت نفسي وحب الإبداع يسكنني لأنه تسرب إلي من مشارب عديدة أولها عشقي للحرف والإدمان عليه ثم نخبة الأساتذة والمربين الذين أدين لهم ما حييت ,إضافة إلى تشجيع الوالدين خاصة الذين لمسوا في بذرة الإبداع منذ البداية فمنحوني التشجيع والرعاية وعدم الاعتراض .. فقد كنت من المتفوقات في الدراسة وذلك منحني القدرة على الإصرار والرغبة في الاستمرار
حصلت على شهادة الباكالوريا من ثانوية ابن خلدون بقرية ابامحمد وفي نفس السنة كان الزواج( 18 سنة) ..لابد من السير في سبيلين وبشكل متوازي ’ فهناك المسؤولية الأسرية ثم المسؤولية العلمية المعرفية ..حصلت على الإجازة في مادة اللغة العربية وآدابها من جامعة سيدي محمد بن عبد الله ظهر الهراز" فاس" ثم التحقت" بالمركز التربوي الجهوي" لأتخرج أستاذة للمادة بمدينة مكناس ..حينها حلت مسؤولية الأمومة و تربية الأبناء .. التي كرست لها نفسي وتنازلت من اجلها عن طموحاتي في الحصول على الشواهد العليا ..لان الوقت كان كله للأسرة والعمل ..
في كل هذا الخضم لم أتجاوز الجانب الإبداعي في الذي كان يتراوح بين الظهور والكمون ..فحلم الكتابة وعشقها تملكني منذ الصغر ورافقني في كل مراحل الحياة ..كتبت الكثير من النصوص القصصية والشعرية لكنها لم توثق وأخذها الضياع والنسيان ..فالكتابة بالنسبة لي وجود وتعبير عن خوالج النفس الكامنة والمشتركة بين الناس جميعا ..وأجمل لحظات الحياة بالنسبة لي هي تلك اللحظة الخارجة عن الزمان هي اللحظة الفارقة بين الوجود واللاوجود .. اللحظة التي تمنحني سعادة الحياة في عوالم أخرى لتغدو لحظة الكتابة بالنسبة لي لحظة مقدسة مختلفة ألج فيها معابد الكلمة وأخشع في حمى الحرف المنصهر قصيدا والمحتفل باتحاد الروح والنفس والجسد ..إنه عالم سامي يرفع إلى سماوات الخلق والإبداع ..مع تجسيد الواقع بكل متناقضاته وطموحات الإنسان .آلامه وآماله ..شغفه وتبرمه .. مشاعره الكامنة التي لا يخرجها ويعبر عنها سوى الإبداع
 
س4 :- حدثينا عن المشهد الأدبي والثقافي الحالي في بلدكم المغرب ..؟
أقر بوجود تطور كبير في التجربة الأدبية والشعرية خصوصا التي عرفها المغرب في أواخر القرن الماضي وبداية هذا القرن  ولكن هذا التطور الذي لحق هذه التجربة، ساهمت فيه كل التيارات الأدبية والشعرية، التي سادت فترتي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. فكل باحث موضوعي لا يمكن له استبعاد تأثير هذه التيارات التي عرفتها الأوساط الأدبية في المغرب. 
أقول هناك فعلا اختلالا ت ومفارقات و ظواهر مخلة بوظيفة الثقافة والمثقف ودورهما في المجتمع, ولكن قبل أي رصد لها وحديث عنها سيكون من باب الموضوعية والإنصاف الاعتراف بما راكمته الثقافة المغربية , فكرا وأدبا وفنونا من إنجازات هامة على طريق التحديث الفكري والنهضة الثقافية المأمولة وذلك رغم مختلف العوائق والإكراهات الموضوعية والذاتية, ورغم مقاومات قوى التقليد والمحافظة والاستبداد لكل جديد وتنويري في حقل الفكر والإبداع . وهاهنا تحضرني مشاريع ثقافية كبرى أضحت مرجعا لا غنى عنه ,أذكر منها على سبيل المثال مشروع "عبد الله العروي ", ومشروع الراحل "محمد عابد الجابري",ومشاريع "عبد الفتاح كيليطو" ومحمد مفتاح في الحقل الأدبي , إضافة إلى إسهامات جيل جديد ونوعي من المفكرين والباحثين في مختلف المجالات الفلسفية والأدبية وفي العلوم الاجتماعية , ومن المبدعين في الأدب والفنون 
بناءا على هذا الإقرار بخصوبة الحقل الثقافي المغربي ونوعية إنتاجاته وتنوعها , يمكن وصف الوضع الثقافي بأنه دينامي , تراكمي ومتعدد ", " يتبارى" فيه أكثر من مشروع ومدرسة,ويحتضن خطابات متنوعة ومختلفة بل ومتعارضة كذلك : الخطاب النقدي العقلاني التنويري التحديثي , إلى جانب , وفي مواجهة , الخطاب الماضوي المكرس لقيم المحافظة والتقليد. ويمكن ملاحظة أن الخطاب الأول أكثر فاعلية وإنتاجية وجاذبية, كما يعكس ذلك مثلا الخطاب النقدي للتراث والخطاب النسائي و الخطاب الحقوقي وهي الخطابات التي حطمت الكثير من" الطابوهات", وأسست لمقاربات أكثر جرأة لمظاهر تخلف مجتمعنا الفكرية منها والاجتماعية والقيمية .. 
في ضوء هذا المشهد الثقافي من حيث نوعيته وإنتاجيته وتراكماته المعرفية والإبداعية , يتضح أن الفاعل الرئيسي والمحرك لدينامية الحقل الثقافي المغربي هو المجتمع المدني بمختلف مكوناته وأطيافه : مبدعون ومفكرون ومتخصصون في العلوم الاجتماعية وحقوقيون ..الخ منتظمون في هيئات أو مراكز للبحث أو جمعيات واتحادات, ...

 س5:- هل تجد الكاتبة (المرأة ) معوقات في التواصل مع المتلقي عبر الوطن العربي ..؟
انطلاقا من تجربتي المتواضعة التي لمستها كحقوقية أعمل في الميدان  وكشاعرة  أقول : إن كل المشاكل المبنية على النوع الاجتماعي تأتي من العقلية الذكورية التي تقزم المرأة وتجعلها دون الإنسان وتحكم الوصاية عليها من أجل استغلالها أسوأ استغلال ..يحدث ذلك على مختلف المستويات الحياتية سواء داخل الأسرة أو المجتمع بشكل عام ..المرأة تعاني بشكل كبير بسبب هذه العقلية التي  هي متجدرة في أغلب أفراد المجتمع والتي تنشأ مع التربية التي تكرسها إذ نجد الأطفال الصغار ينظرون للنساء نظرة ازدراء وتبخيس ..هذه العقلية التي هي ليست حكرا على الذكور بل نجدها منغرسة في النساء أنفسهن .. المرأة تعادي المرأة ولا تثق فيها وتضطهدها وتعنفها بشكل أو بآخر وذلك مرجعه إلى سيطرة فكر لا يثق في قدرات المرأة  نتيجة تربية متجدرة ومتوارثة جيلا عن جيل ..لذلك أقول إن مشاكل المرأة هي ناتجة عن تكالب أفكار عقيمة لدى الرجال والنساء أنفسهن أحيانا ..
ظلت المراة على مر الزمان تعاني من نظرة الدونية  والتبخيس بفعل ترسبات الجهل والامية التي عمت المجتمعات العربية ورغم النهضة والتطور الذي لحق هذه المجتمعات لازالت هذه النظرة موجودة لدى العديد من فئات المجتمع فهناك من يقول إن المرأة لا تكتب .. وان هناك من يكتب لها .. لكن التجارب في الحقل الأدبي العربي اثبت قوة المرأة الفكرية والأدبية والعلمية والنماذج في ذلك كثيرة وعديدة 

المرأة في كتاباتي حاضرة مع كل حرف من حروف القصيدة ..ولا يمكن إلغاؤها أو إنكار وجودها ..هي حاضرة بكينونتها القوية في وفي الحياة بشكل عام ..
المرأة تكتبني بفكرها بثقافتها بقوتها وضعفها ..بإصرارها وعنادها بدفاعها عن حقها في الوجود ..بكل ذرة في هي حاضرة ..المرأة هي من اعبر عن قضيتها من جوانب عديدة .. 
تحضر في كل حرف من كتاباتي سواء كانسان أو كمعاناة أو كنظرة مجتمع أو ككيان ووجود وكقوة فاعلة ..المرأة هي نور الحياة أثبت على المدى قوتها وذكاءها وقدرتها في مختلف المجالات لأنها إنسان قبل أي اعتبار أخر ..هي العطاء والخصب والنماء والبقاء ومن تؤسس للازدهار والتقدم بخطوات ثابتة
 
س6 :-الشاعرة نبيلة حماني ..هل حققت طموحها وأحلامها المنشودة علي الساحة الأدبية ..؟ 
 وهل يمكن لإنسان أو أديب أن يقول أنه وصل حد الكمال وتحقيق كل الطوحات ؟ بالفعل لا ,فأنا أعتبر نفسي مبتدئة أحاول جلاء تجربتي الأدبية  والتعلم المستمر واسعي للنقد البناء الذي يوجهني ويعلمني ويرصد مكامن القوة والضعف لدي أحاول الاستفادة من الإيجابي وتجاوز السلبي لدي .. ولا تفوتني الفرصة هنا لأتقدم بكل الشكر والعرفان لكل الأصدقاء والصديقات والأساتذة الأدباء الذين اهتموا بكتاباتي ومنحوني فرصة للتعلم وناقشوني في زوايا من إنتاجي الأدبي وقدموا لأعمالي وقاموا بدراسات نقدية لقصائدي ودواويني الشعرية  ..أتقدم بالشكر لكل من نظر لأشعاري بعين فاحصة قصد التقويم والإصلاح وجعلي أصير للأفضل  .. أقول إنني مازلت أتعلم من كل نص أقرؤه ومن كل فكرة أصادفها ومن كل فجر جديد يهل علي ..فلا أحد يمكن أن يدرك الكمال والقصيدة الكاملة لازالت لم تولد بعد  ..

س7:- هل الشبكة العنكبوتية أصبحت في رأيكم وسيلة لحصول القارئ علي الثقافة والفكر والمعرفة بدلا عن الكتب المطبوعة والجرائد والمجلات الورقية ؟ 
إذا ما تحدثنا عن الشبكة العنكبوتية فإني أراها إنجاز علمي عظيم  جدا في حياة الإنسان مكنته من تحقيق أهداف كبيرة ومن التواصل في أنحاء المعمور ,حققت انتشارا واسعا  لعدد هائل من المثقفين والأدباء وعرفت بالمنتوج الأدبي والفكري للأمم والشعوب وأظهرت مكامن القوة والضعف في المجتمعات ومكنت من إجراء الدراسات وحققت التعلم والنقد كما واكبت أحداث العالم في مختلف الواجهات ومكنت من المشاركة الفاعلة والبناءة وبلغت الأصوات .. لكن هل يمكنها أن تكون يذيلا للكتاب أو المجلات والصحف ؟ 
المؤكد هو أن الكتاب وسيلة تثقيفية  لا غنى عنها مهما تطورت التكنولوجيا ووسائلها  فهو في نظري يبقى ضرورة لا غنى عنها للمثقفين الذين يبحثون عن مناهل المعرفة ومصادرها والوسيلة التي من خلالها نستطيع التأمل والتمعن والتعمق في الأفكار فهو متاح في كل زمان ومكان وهو الأسهل استعمالا والأقوى تأثيرا والأسلم من نواحي عديدة  ..  وسائل المعرفة والثقافة الورقية لا يمكن أن تتجاوز في زمن من الأزمنة أو  .. تظل ضرورية قوية معتمدة في الحياة الأدبية والعلمية الإنسانية.. عصر من العصور
https://www.facebook.com/nabilahamani65?lst=100002514288705%3A100005292690403%3A1529867436


 س8 :- ما هو السبيل في رأيكم إلي مد جسور التواصل بين أدباء ومثقفي ومبدعي المشرق والمغرب العربي ، مما يثرى الحركة الأدبية العربية بشكل عام ..؟  
الحقيقة أن التواصل بين المثقفين  في مختلف أنحاء المعمور أمر ضروري لا يمكن تجاوزه  أو إهماله بعدم السعي إليه لأن فيه تلاقح الأفكار وتعريف بالمنتوج الفكري والأدبي وانفتاح على التجارب المختلفة إلى آخره من المزايا التي لا يمكن لهذا الأدب أن يحيا ويتطور بدونها  ولمد جسور التواصل بين المثقفين  هناك وسائل عديدة أهمها  الإعلام  الذي له دور أساسي وكبير سواء من خلال الجرائد او المجلات او الاذاعة والتلفزيون او الشبكة العنكبوتية التي باتت تربط  بين المثقفين في كل بقاع الأرض وحولت العالم الى قرية صغيرة ,إضافة إلى ذلك هناك دور المجتمع المدني الذي هو كبير وأساسي يجمع المثقفين داخل الوطن وخارجه وفي هذا الصدد لابد من الإشارة  الى أنني من المنظمين  للملتقيات الأدبية على المستوى الوطني والعربي لسنوات  حيث ثم هذه السنة (2018) تنظيم الملتقى السابع للاحتفاء باليوم العالمي للشعر بفاس من خلال" مركز حقوق الناس جهة فاس مكناس " كما تم تنظيم الندوة الوطنية الرابعة للأدب الصحراوي على مستوى" معهد صروح للثقافة والإبداع"  والملتقى الرابع لمنتدى ربيع عكاظ  والملتقى العربي الأول لفنون القول وفي كل تنظيم يكون هناك تكريم لشخصيات أدبية وفكرية وتسليط الضوء إسهامها في المجال الأدبي والفكري ...ومن هذا المنبر 
أتوجه بالشكر لكل أعضاء معهد صروح للثقافة والإبداع ولكل أعضاء مركز حقوق الناس على العمل الجاد الذؤوب الذي حقق نجاحات كبيرة نعتز بها  ونتمنى أن تستمر من اجل خدمة الأدب والفكر

س 9:- هل تجدي أن غياب الدراسات النقدية الأدبية حاليا عاملا في تأثر مسيرة الإبداع العربي ، وغيابه عن الساحة يؤثر سلبا على الكاتب و الإبداع ؟ 
 النقد الأدبي  .. يمكنني القول في هذه النقطة أن العمل النقدي هو أساسي ومهم جدا في مسيرة المبدع فهو بمثابة الضوء  الذي يسلط في المنتوج الأدبي ويظهر ومكنوناته , رموزه وإيحاءاته ,محاسنه وهفواته , ويقربه من القارئ  بشكل اكبر كما انه يبرز جوانب هامة في العمل  قد لا يراها المبدع نفسه ولا ينتبه إليها , كما انه قد ينبهه إلى  هنات وهفوات كان غافلا عنها .. النقد البناء هو أساسي في مسيرة المبدع وضروري للكشف عن عمق تجربته وتصويبها إن لزم الأمر ذلك وتحفيزه على إنتاج الأفضل والأعمق  لكن بكل أسف هل كل من له أنتاج أدبي جاد وتجربة في الكتابة يسلط الضوء على إنتاجه الأدبي بالنقد ؟ الأكيد هو  أن هناك أعمال أدبية قيمة لم تحض بهذا العمل الثاني الذي يأتي بعد الإبداع فيظل المنتوج في دائرته الأولى مغلقا  ولا يتسع لتأويلات وتحاليل تمنحه الموسوعية والانفتاح على قراءات  تأويلية تعطيه نموا واستطالة فيكون لذلك تأثير سلبي على العمل ومنتجه ... لذلك فالنقد هو الذي يبعث كل عمل أدبي ويمنحه الحياة ويعطيه إبعادا أخرى انطلاقا من التحليل والتأويل وهنا لابد من الإشارة إلى أن أعمالي الأدبية حضيت بالعديد من الدراسات النقدية لأدباء كبار من أمثال الأستاذ" عبد المجيد بطالي " والدكتور" محمد يوسف" الاستناد "عبد الرحمن الصوفي" والأستاذة "مجيدة السباعي" والأستاذ" مجد الدين سعودي" والأستاذ "صلاح هشام "والأستاذ "محمد الطايع " والأستاذ "سعيد فرحاوي ".. 
ومن هنا اتقدم بجزيل الشكر لكل من أحيا نصوصي الشعرية ودواويني بالتأويل والتحليل ..

س10 :- من هم الأدباء والشعراء والكّتاب الأقرب إلي نفسك ..وبمن تأثرتي في تكوين الشخصية الأدبية لكم ..؟ 
من ا الأسماء التي أحب أن أقرأ لها هناك بدر شاكرالسياب -صلاح عبد الصبور - أدونيس -درويش ونزار قباني .. وكل من يستهويني أدبه وشعره وهم ليسوا بالضرورة من المشاهير فهناك شعراء تجاوزوا حد البهاء في الكتابة الشعرية  وأعطوا للشعر الحديث نكهة بعذوبة الجمال الأدبي والروحي الذي ينثرونه في كتاباتهم على اختلاف مشاربها ورؤاها  واختلاف أغراضها  ..
للمغاربة أقرأ للشاعر الدكتور احمد مفدي والشاعر  الدكتور  محمد السرغيني و الخمار الكنوني  مليكة العاصمي  محمد الشنوف  وغيرهم كثير لا يسعني المجال لذكر أسمائهم   ...
الحقيقة أني تأثرت بالقدامى والمحدثين  وأعجبت بكل شعر منساب يتسرب إلى الروح والوجدان  وعشت في عوالم القصيد الموغلة في التسرب إلى الأعماق والمعبرة عن الإنسان وقضاياه ..  لكني لا يمكن أن أسير في خط كتاباتي إلا من خلال" نبيلة حماني "  وبصمتها  الخاصة التي تطبع كتاباتي المتواضعة والتي أحس أنها لي بما لها وما عليها .. 

س11 :- ما هي احدث مشاريعكم الأدبية وأخر نشاط أدبي لكم ...؟ 
 كما أسلفت سابقا فإن أحدث مشروع أدبي لي هو ديواني الرابع والذي يحمل عنوان " لك أن تحيا في دمي" والذي يتكون من35 قصيدة تختلف موضوعاتها بين الرومنسي والوطني والاجتماعي والثوري ..
أما أخر نشاط أدبي نظمته  فقد كان من خلال مركز حقوق الناس جهة فاس مكناس والذي تم فيه تكريم شاعر فاس الكبير الأستاذ" عبد الكريم الوزاني " والشاعرة المغربية "فطنة بن ظالي "ابنة مراكش الحمراء والذي كان بفندق ايبيس  بفاس والذي حضره كبار الادباء والمثقفين من انحاء المغرب في 
   ماي ابريل 2018.. 

س:- الكلمة الأخيرة في هذا الحوار هي لكم ..؟
في كلمة أخيرة  أتوجه بالشكر  الكبير للأديب الراقي الأستاذ . "صابر حجازي" على هذه الإضاءة الأدبية التي مكنتني من التواصل مع القراء والتي أتمنى أن تكون سبيلا للإقبال على كتاباتي التي أتمنى أن  تنال  القبول  ..
 
 ————
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
-عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة