الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نادي الكنعانيات للإبداع يُكرّمُ الحاجّة صباح جبارين! ....آمال عوّاد رضوان
نادي الكنعانيات للإبداع يُكرّمُ الحاجّة صباح جبارين! ....آمال عوّاد رضوان

ضمنَ الأمسيةِ الثقافيّةِ الّتي أقامَها نادي الكنعانيّات للإبداع، بتاريخ 29-2-2020، في صالةِ العرض للفنون أمّ الفحم، تمّ تكريمُ الحاجّة صباح جبّارين (أم نشأت)، بعدَ أن تمّ عرضُ فيلمٍ قصيرٍ، يتضمّنُ مقتطفاتٍ عن نشاطاتِها وفعاليّاتِها وأعمالها التطوّعيّةِ في المدارس والمؤسّسات التّربويّة.

كتبت فيروز محاميد نبذة عن الحاجة تقول:

*أم نشأت المعروفة باسم الحاجّة صباح، لا طالب ولا معلّم ولا مدير في بلدتنا إلّا ويعرفها، فآثارُ أناملِها وخطاها منقوشةٌ في كلِّ مكانٍ زارته، وكم هي كثيرةٌ أماكنُها، رغم عمرها الّذي يتجاوزُ السّبعة وسبعون عامًا، فحياتُها العريضة توشّحتْ بالعمل الدّؤوب والابتكارات.

*مِنَ العدَم أوْجدت أمّ نشأت كلَّ ما يَنقصها، حتّى لا يَشعرَ أولادُها بأيّ نقص، لأنّ "الحاجَةُ أُمُّ الاختراع"، فضيقُ العيشِ حالَ دون اشتراك أولادها في التّأمين الصّحّيّ، لذلك اجتهدتْ في صُنعِ الأدويةِ الشّعبيّة، واتّبعت العلاجَ البديل، فاستعانتْ أوّلًا بالطّبِّ النّبويّ، ومشورةِ النّساءِ المُسنّاتِ ذواتِ التّجربةِ العميقةِ في الحياة، ومع الأيّام اكتسبتْ خبرةً كبيرةً جدًّا، وأصبحتْ مَرجعًا في استخلاص الوصفاتِ الطبيعيّةِ لعلاج بعض الأمراض.

*الحاجّة صباح أم نشأت استغلّتْ قدراتِها ومهاراتِها في غزل الصّوف، وأخذتْ تبيعُ الجارزات والبلوزات الصوفية التي تغزلها، وتبيعُ كلَّ ما يُطلَبُ منها من تصميمِ ملابس للأطفال.

أيضًا للحاجّة صباح تجربة جميلة في صنع سراج الإضاءة، حيث كان وقتها للسّراج أهمّيّة كبيرة في إضاءة عتمة اللّيل، لا سيّما وأنّ بعضَ البيوت لم تكن حينها موصولة بالكهرباء.

*عدد أفراد عائلة الحاجّة صباح كبير، والمصروفات تكاد لا تنتهي، ممّا جعلها تبتكرُ وتُجدّدُ في تصميم ملبوسات أولادها، فما لبسَهُ الأكبر، كانت تغيّر تصميمَهُ وشكله، حتّى يلبسَهُ الأخ الأصغر، وهكذا تدبّرتْ أمورها المادّيّة والإداريّة.

*الحاجة صباح جدّةٌ مُحاطةٌ بالكثير من الأحفاد، تُحبّهم حبًّا جمًّا وواضحًا للعيان، الأمر الّذي جعلَها في البداية تتطوّعُ من وقتها الخاصّ في مدرسة أحفادها، لتُفرحَهم وتَدعمَهم، الأمر الّذي جعلَ إدارة المدرسة وكادرَها يشعرون بقيمة هذه الجدّة، ويُقدّرون مَخزونها الثّريّ مِن معلوماتٍ تراثيّةٍ قيّمة، حول الزّيت والزّيتون، وكلّ ما يتعلّقُ بالطّبّ الشّعبي،ّ ممّا زاد من زياراتها للمدرسة بحسب طلب المدرسة، وهي لم تتوانَ للحظة واحدة في تلبية الدّعوة، وبدأت المدارس تلحظ نشاط الحاجّة وأثرها على الطلاب، ممّا جعل باقي المدارس تتواصل معها وتدعوها، للاستفادة من خبرتها وهذا المورد الثمين، إلى أن وجدت نفسها تنتقل من مؤسّسة تربويّة إلى أخرى، ومن بلد إلى بلد مجاور آخر.

هذا العمل التطوّعي الّذي امتدّ إلى ما يقارب الخمسة عشر سنة، جعلها تشعرُ بالمسؤوليّة، وبدوْرها الوطنيّ، وبتجدّد روح الشباب في عروقِها، فهذا التطوّع هو زادها وزوادها، ولا ريب في أن روح الشباب تتجلى في شخصها رغم كبر سنها. 

وفي نهاية الكلمة هذه، دعت إلى المنصّة الدكتورة روزلاند دعين والشّاعرة آمال عوّاد رضوان، لتكريم الحاجّة صباح (أم نشات)، تقديرًا لها ولدوْرها الرّياديّ في ترسيخ الثّقافة الفنّيّة التراثيّة، والثقافة الطبيّة الشعبيّة.

وكذلك كرّم الأستاذ مشهور محاجنة مدير مدرسة الأخوة الابتدائيّة الحاجّة صباح، وتمّ التقاط الصور التذكارية مع عائلتها وأحفادها، ومع الحضور.