الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
يأجوج والنمرود وكورونا ....جرير خلف
يأجوج والنمرود وكورونا ....جرير خلف

يأجوج والنمرود وكورونا

هلوسات اليوم الأول للحظر :

لست من عشاق القفز  الى نظرية المؤامرة  عند  كل حدث لكي أزيل عن كاهلي الأحساس  بالعجز امام كل  تحدي لفهم المسألة...، وكذلك لا اتقن ربط التاريخ بالمستقبل بمعادلات جدلية من السهل ان تجد لها عوامل ضمن  الرفوف المتعددة لموروث العابرين على التراث وواضعين لمساتهم الشيطانية فيه،   ولا تجذبني تجانس خطوط الطول والعرض مع خطوط الكف أمام ساحرة افترشت الأرض عند ادنى نقطة وهي تعدك بالسماء .

ولكن ...

ما الحكمة التي تركها لنا عجائز التاريخ والفريسيين وناقلي الاساطير عن ذبابة واحدة أدمت جبروت أحد احفاد النبي نوح والمسمى بالنمرود نصا في التلمود وتلميحا  في الإنجيل والتوراة ...( بعض المفسرون للقران الكريم ذكروا أن النمرود هو المقصود بالملك الذي تحداه النبي ابراهيم  بأن يأتي بالشمس من المغرب ... ودون اي سند واضح لذلك).

 هذا النمرود عاش قبل خمس واربعون قرنا وجاء ذكره بأنه واحد من أربعة ملوك حكموا الارض وما عليها بفترة حكمهم ... وما استطاع أحدا من البشر ان ينال من جبروته الذي بلغ حد تحديه للخالق بطرح نفسه بديلا له سوى ذبابة دخلت من  أنفه واستقرت برأسه فأدمت عقله (حسب المرويات ).

هذا النمرود استعرض  قوته في بناء برج يصل السماء لم يكمل بالطبع  (برج بابل في ارض شنعار – بلاد ما بين الرافدين ) ولم يكن يتوقع أن يكون إنهيار عرشه وبرجه وعقله على يد ذبابة يبدو فيما يبدو انها من قبائل يأجوج ومأجوج التي بذبابة واحدة جعلت هذا النمرود يضرب رأسه بالاحذية كل يوم عدة مرات لكي يقتلها فما ماتت هذه الذبابة بل عاشت أربعمائة سنة في رأسه الذي أدمته الأحذية اكثر من الذبابة حسب الإجماع السردي في التلموذ نصا .

هل نقول ما اشبه النمرود بالعالم المتمثل في مراكز  القوى  اليوم..!!!؟ ،  وما اشبه كورونا بذبابة يأجوج ومأجوج ( الخلط هنا مني أنا فقط ) ...!!!؟ ... وهل نتوقع أربعمائة عام من الضرب بالأحذية لكي تخرج كورونا من رأس نمرود القرن الواحد والعشرون... !!!؟  فيبقى الحذاء والذبابة ويفنى النمرود ...!!!  

 

جرير خلف

الرياض 23 مارس 2020