الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كورونا..مصر تاج الدنيا...د / محمد سعيد محفوظ عبد الله
كورونا..مصر تاج الدنيا...د / محمد سعيد محفوظ عبد الله

  لم تكن مقولة : مصر أم الدنيا ضربًا من الخيال ، غير أنها باتت أمرًا لا مفر منه ، وغدت بُدًا ممَّا لا بُدَّ منه ؛ فلا يقدر أحدٌ على أن يحاجج فى زعامة مصرنا الحبيبة ؛إننا ثمَّ لن نجتر الماضى المجيد، بيْد أننا سنسرد آيات البهر والفخار التى نعيشها ونعايشها آنئذٍ؛ لقد تبدت معالم الفخار ، فيما سطره ويسطره أرباب الأطقم الطبية تجاه جائحة كورونا، حتى ليعلنها رئيس أكبر دولة فى العالم ، ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، حين لا يستطيع إخفاء انبهاره بالسبق الذى أظهرته الأذرع الطبية فى مصر ، فى حيثيَّات التعامل مع مصابى نازلة النوازل ، حتى ليذيعها صُراحًا على ملأٍ من قومه، حين قال: إننى على استعداد لمنح الجنسية الأمريكية لكل طبيب وممرض مصرى ؛ علَّه يسعفنا من ذلك الخطر الكارثى ، الجنسية التى تستعصى على العالم ، وتأبى الولايات المتحدة إعطاءها ، إلا بالكاد،

هاهم أفراد الأطقم الطبية يستزلونها، وهاهى تنقاد إليهم طواعية ، لا لشىءٍ، إلا لأنهم أبناء مصر الكنانة ، وتابعت دول متقدمة ، تسير فى ركب الحضارة الغربية ، مثل استراليا، تابعت الولايات المتحدة فى ذلك، سافرة النقاب عن إهدائها الجنسية لكل طبيب مصرى ، وما والاه، لقد هالهم التفرد المصرى طبيًّا ، كما أعجزهم التميز العلمى ؛ حين نزعت مصر إلى استثمار التكنولوجيا الحديثة فى استنزالها أرض الواقع ، فاختبرته عمليًّا ، فكان مشروع التعليم عن بعد ، هو الحل الناجز والأنجع ، حيال فاجعة كورونا، لقد استحال ذلك بديلاً عن الاختلاط والتزاتحم وما كان يحدث إبَّان الامتحانات وما يرافقها من تكدس ؛ قد يودى بحياة المئات بل الآلاف ، وكان هذا أيضًا بديلاً عمَّا جنحت إليه بعض الدول ، من اعتبار جميع الطلبة ناجحين ، هكذا دون تقويم ، ومهما يكن فى هذا الحل من بعض المثالب والعوار ، الذى لا يبرأ منه أى نظام طريف، فإنه على أقل تقدير ، سيجعل الطالب مشدوهًا مشدودًا للدرس والتعلم ، وحسب هذا النهج فى جعل الطالب دائم الاستذكار ، حريصًا على الكدِّ والجدِّ ؛ ويكأنى بالشاعر أبى فراس الحمدانى ، إنَّما عنى مصرنا ، إذ قال ما قال من شعر ، أمسى يردده سمع الزمان :- سَيَذْكُرُنـي قـومـي إذا جَــدَّ جِـدُّهُـمْ وفــي اللّيـلـةِ الظَّلْـمـاءِ يُفْتَـقَـدُ الـبَـدْرُ ونَـحْــنُ أُنـــاسٌ ، لا تَـوَسُّــطَ بيننا لـنـا الـصَّـدْرُ دونَ العالـمـيـنَ أو الـقَـبْـرُ وما أنشده حافظ إبراهيم ، وردده رجْعُ الزمان:- أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَـــــــــرقِ وَدُرّاتُهُ فَـرائِدُ عِـقـدي دُمْتِ مصرنا أبيَّة : لكِ في وجه الزمان حلاوة، وعليك منه طلاوة.