الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عيدٌ بينَ رحيلٍ وإيّاب!/ رباب خليل
عيدٌ بينَ رحيلٍ وإيّاب!/ رباب خليل

ترانيمُ تَصقِلُ أذواقَنا كاليَاسمينِ تنثرُ شذاها على عتباتِ قلوبِنا حينَ نُصغي لتراتيلٍ وتسابيحٍ نشتمُّ

فيها عطرَ الذّكريّات لأيّام الطّفولة حيثّ كنّا نتلّهفُ

لاستقبال العيد لنرتوي ببهجتهِ بكلّ ما هو جديد؛

نلتقطُ أنفاسنا بترقُب تلكَ اللحظة التي  يقرعونَ فيها طبولَ الفرح بالتّكبيرِ والتّهليلِ  فتزدانُ البيوتُ  وتلمعُ

النفوسُ مُبشرةً  بمباهجَ  أنيقةٍ اعتَدْنا نكهتها ، تعبقُ

رائحتُها المكانَ  عبقًا  لا يُضاهى فنشعر بحلاوة العيد ونسترقُ منَ الزّمنِ أوقاتًا ثمينةً فيها رحيقُ الطفولة.

عبورنا في محطّاتٍ توّلدُ رغباتٍ شيّقةٍ يتلوها المرءُ

إمّا بشغَفٍ أوْ بنَزَقٍ  ِوفْقَ الحالةِ التي يحيا؛ قدْ تطربُ الأذنُ لنغماتٍ سحرتْ الألبابَ دهرًا وقدْ ترثي القلوبَ

أشجانٌ عتيّةٌ لها في العُمرِ آياتٌ صقَلتْ موكبَ الرّيحِ

بينَ سفرٍ وعودةٍ.

ها هُنا تقبعُ صورٌ متزاحمةٌ يغتابُ بعضُها مع الفقدِ وبعضٌ آخرُ يُوحي لنا كالمرآةِ نقاءَ السبيلِ فهلْ سندفنُ أعوادًا حُرِقَتْ ! وَنرجمُ شيطانَ البؤسِ  منتشينَ بمسكِ اليقينِ أمْ سنحترقُ بلهيبها لتلسعَ

ما تبّقى !!

فيروزٌ  يُماوجُ  طيّاتِ البحرِ  ترتمي على شاطئهِ الأصدافُ تُعانِقُ عقيقَ الصخرةِ الصّماء ثمّ تمسحُ بكفِها صفحَاتِ الماءِ وتنجلي القلوب صافيَةً مُدركةً

ثمراتٍ أينَعَتْ بعدَ الركود .