السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
النائب ابو شمالة :في ذكرى رحيله ابو عمار الغائب الحاضر في التاريخ الفلسطيني المعاصر الذي كان امة في رجل
النائب ابو شمالة :في ذكرى رحيله ابو عمار الغائب الحاضر في التاريخ الفلسطيني المعاصر الذي كان امة في رجل

وجه النائب ماجد أبو شمالة عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية وأمين سر ساحة قطاع غزة الأسبق تحية حب وإجلال للزعيم المؤسس ياسر عرفات في ذكرى رحيله قائلا "مازال ابو عمار رجل لديه القدرة على جمع الفلسطينيين رغم رحيله " فهو الغائب الحاضر وهو ظاهرة فريدة في التاريخ الفلسطيني المعاصر بعبقريته الإنسانية وقدراته القيادية وحضوره الطاغي فحتى بعد استشهاده مازال الرجل مدرسة وطنية اخلاقية سلوكية نقف امامها بانبهار فكان حقا امة في رجل.
وشدد أبو شمالة على ان قدرة عرفات على التنظير في حركة فتح لم تنتهي حتى بعد رحيله فان عرفات استطاع ان يحشد مئات الآلاف في غزة وحدها لتعلن حسمها الشعبي في احياء ذكرى رحيله وتعلن مبايعتها لنهجه ومازال الالاف من ابناء شعبنا يذكر لمسته الحانية على رؤوس الايتام وانحناءه ليقبل جراح المصابين ويده الممتدة للعجائز والأرامل من ابناء شعبنا فلم يترك بيت او حارة او شارع او مخيم في الوطن والشتات لم يضع فيه بصمته الابوية .
وأضاف ابو شمالة مازلنا نذكر عرفات الجالس على مكتبه المضاء بشمعة وصوت الدبابات من حوله يصم الاذان وهو يظهر من خلف كومة كبيرة من الأوراق بجانبها بندقيته يتابع احتياجات شعبنا من رفح حتى جنين يوقع المساعدات ويدقق في اصغر التفاصيل التي تهم المواطن والوطن, عرفات ذلك الرجل الذي افاق من غيبوبته في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا ليسال من حوله هل استلم الموظفين رواتبهم؟ .
وأشار ابو شمالة الى ان عرفات الذي رفض خلع زيه العسكري رغم الانتقادات المتتالية من حكومات الاحتلال وإصراره على استمرار صورة الثائر ورمزية المقاوم التي ألهمت الكثيرين من ابناء شعبنا وتعلق بها الكثيرين من العالم والذي استطاع أيضا أن يقنع العالم برغبة الشعب الفلسطيني في العيش بسلام  على ارضه وفق قرارات الشرعية الدولية وهو من كان له العبقرية في الممازجة بين المقاومة بكافة اشكالها وخوض المسار الدبلوماسي معتبرا انها كلها خيارات بإمكانه استخدامها دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني ولا تتعارض مع المواثيق الدولية ابو عمار بهذا الاصرار استطاع ان يخطو بشعبنا من صورة الشعب الذي يصطف في طوابير حاملا كرت التموين يبحث عن مساعدات إنسانية إلى شعب ثائر له وطن مغتصب يستحق ان يقرر مصيره فوق ترابه الوطني .
ونوه ابو شمالة الى ان ابو عمار من قلب عرينه في المقاطعة رغم الحصار ورغم الحرب الشرسة التي كان يشنها الاحتلال على شعبنا في الانتفاضة الثانية إلا انه استطاع الحفاظ على وحدة هذا الشعب واصطفاف الجميع خلف قراراته رغم الاختلاف من الكثيرين معه فهو صاحب قولة "ديمقراطية غابة البنادق "ولم يجرؤ احد على الانفصال بجزء من الوطن في عهده فهو الذي استطاع جمع كافة الفصائل  ورغم اختلاف عدد منها معه إلا أنها لم تختلف عليه وكذلك فعل في الأطر التنظيمية لفتح التي كانت دوما موحدة تحت قراراته رغم اختلاف الآراء وتنوعها فيها.
ولفت أبو شمالة إلى أن أبو عمار بشخصيته القوية وأسلوبه العسكري مثل مركزية في صنع القرار الفلسطيني ولكن ذلك لم يمنعه من الاصغاء باهتمام الى من هم حوله وتلمس رأي الشارع والمواطن الفلسطيني البسيط الذي كان يمثل له اهمية قصوى وما كان يقوم بأي شيء يخالف ارادته وطموحه ولم يكن يجد حرج من التراجع او التراجع التكتيكي فيما يخالف ارادة الشارع فهو الرجل الذي كان يأمر سائقه بالتوقف على جانب الطريق لمخالطة مجموعة من المواطنين والاستماع الى شكواهم الرجل الذي لم نسمع انه قد فصل عنصر او كادر من كوادر الحركة في عهده رغم ان هناك قيادات بارزة في الحركة  ومن داخل الجسم التنظيمي جاهرته الاختلاف بل انه كان يعتبر التنوع داخل فتح افضل مميزاتها .
وأكد ابو شمالة ان البحث في اثر عرفات ومحاولة تلمس فضائله هو أمر مرهق لمن يحاول لأنه في كل مرة سيجد سيل لا ينضب من المحطات التي تستحق الوقوف في تاريخ هذا البطل وقدرته الغريبة على الموائمة بين الشخصيات المختلفة  التي يظهرها معا فمن الغاضب الى الحاني يتعلق في عنقه طفل من ابناء شعبنا يحوله من اسد يزأر الى اب يتلمس طفله بحنان امام عدسات المصورين الذين اجمعوا على قدرته الغريبة في اجتذابهم رغم الاختلاف ,الرجل الذي خاطبه درويش في احد القاعات "والان اترك معكم الاخ الشاعر العام " الرجل الذي خاطب العالم بلسان السلام وهو يحمل مسدسه على جنبه ولم يتركه يوما, الرجل الذي حافظ على القرار الفلسطيني المستقل ولم يخسر أي من المحيط العربي والإسلامي الرجل الذي كانت لديه القدرة  على التوجه من طهران الى واشنطن دون ان يجد صعوبة في التفسير, الرجل الذي استطاع ان يطعم شعبه من قلب الحصار  .

وتقدم ابو شمالة بالتحية الى القادة المؤسسين في حركة فتح الذين اخرجوا القضية الفلسطينية من العدمية لتصبح قضية امة لا يستطيع احد انكارها كما وجه التحية الى الشهداء من ابناء الحركة والجرحى والأسرى الذين كانوا وقود الثورة وأعطوا الوطن اغلى ما يملكون ووجه التحية الى اللاجئين والمشردين من ابناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات الذين استشهد ياسر عرفات وهم يمثلون همه الاول كما وجه التحية الى مناضلين ومناضلات حركة فتح الذين قبضوا على الجمر دفاعا عن هذا الوطن.