الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
امهات الأسرى .... شوقية عروق منصور‎
امهات الأسرى .... شوقية عروق منصور‎

امهات الأسرى

 

سرب من امهات الأسرى

ما أضيق الكوة  ... ما أعلى السياج

ما أصغر الصدر الذي أصابه الإنكماش

تحية اللقاء ... بعيدة تحاول التسلل عبر الثقوب

عبر الزجاج المقيد بالندوب

بقايا آهات لم تستطع الوصول

أمهات الأسرى

طوفان من لذة الاشتياق مطوقة بالخفقات

القضبان أعداء وكماشات الخطف

تخطف العيون ، الأيدي ، شهوة اللمسات

وتبقى الأصابع متجمدة ترسم وجع البعاد

سرب من امهات الأسرى

يختمن جوازات سفر المواويل الحزينة

يومياً على شبابيك الانتظار

يرقصن رقصة الأمومة المتعبة ، المتهالكة

دبكات شعبية يربطها زنار

 أمسك بخصر العزيمة والإصرار

وفخار الأمومة  يتحطم شظايا فوق حناجر الحراس

( أبعد من هون .... أبعد من هون) يصرخ الجندي

يبعدن ... يبعدن ..  الأوامر تسدل ستائر العجز

وهن يبحثن عن كلمات

يحاولن الاقتراب ...  يضج الضجيج

بوابات السجن تصبح أبراجاً عالية

في أعماقها أبطال

سرب من امهات الأسرى

يسقين التلال الجافة

دموعاً ... يخضر اليباس

على جسور الضجر

تحت ضفاف الخطى البطيئة

يبلل البرق الأسماء

****

أمهات الأسرى ... موسوعات زمنية

يحفظن الوقت والتواريخ وسحنات الجنود والحراس

وأرقام الغرف والزنازين والممرات والقضبان والأشهر القمرية

يحفظن أيضاً الأشهر الاسرائيلية

الطويلة العريضة المطاطية

التي تعلق الأسير على مواعيد المزاج

ورحمة الحديد

وبين أصفاد وأصفاد  تعذيب جديد

******

سرب من أمهات الأسرى

شيدن قلاع الرجاء والحنين

هدمن خيام الذعر و الخوف

وأنشدن نشيد الصلابة ورفض الانصياع

أمومة الأسرى خصوصية ...

السجون والزنازين وغرف التعذيب

 اشباح وجوه وخيالات ورقية

وسقوط أساطير خزفية

لا بد يوماً تتحطم وتُفتح الأبواب الحديدية