الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحيفة تكشف تفاصيل لقاءات المصالحة بين حركتَي فتح وحماس بتركيا وسط غضب مصري
صحيفة تكشف تفاصيل لقاءات المصالحة بين حركتَي فتح وحماس بتركيا وسط غضب مصري

 بدأت، أمس، في تركيا، جولة جديدة من لقاءات «المصالحة» بين حركتَي «فتح» و»حماس»، سَرّع في انعقادها انطلاق قطار التطبيع العربي، وتخلّي الأنظمة عن السلطة الفلسطينية، بل وشروعها في محاربتها للقبول بـ»صفقة القرن». وعلى رغم أن خلافات كبيرة لا تزال تعترض طريق «المصالحة»، إلا أن ثمّة إرادة هذه المرّة، على ما يبدو، في إنتاج شيء مختلف

على رغم تواصل اللقاءات بين حركتَي «حماس» و«فتح» خلال الأسابيع الماضية، وآخرها في مدينة إسطنبول التركية أمس، فإنها لم تصل بعد إلى اتفاق، ولو مبدئي، يمكن أن يضع المصالحة على سكّة التنفيذ، وذلك من جرّاء عقبات داخلية وأخرى خارجية، فضلاً عن الخلافات القديمة التي لم يتمّ التوصّل إلى حلّ لها. صحيح أن «حماس» تَلقّفت مبادرة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعد لقاء الأمناء العامين (بيروت - رام الله)، للدخول في مناقشات حول آليات تنفيذ المصالحة، إلا أن لديها تخوّفاً كبيراً من أن تكون مساعي المصالحة، كما في المرّات الماضية، محاولة من عباس لتجديد شرعيّته، من دون تقديم أيّ شيء.

في المقابل، لا تزال «فتح» تخشى من أن غريمتها غير جادّة في تسليم الوزارات كلياً، أو الذهاب إلى انتخابات في قطاع غزة، خاصة أنها تمتلك قوة عسكرية وحكومية كبيرة هناك، ويمكنها أن تتلاعب في الانتخابات.

فوق ذلك، تعترض الانتخاباتِ عقباتٌ أبرزها موقف العدو الإسرائيلي الذي سيمنع بالقوة إجراء المصالحة، بعدما اعتبر رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، أنها صارت «خطراً استراتيجياً»، كما أنها ستُحرج تل أبيب التي تحاول تعزيز الانقسام للاستفادة منه أمام المجتمع الدولي، من بوابة عدم وجود طرف فلسطيني يمثل كلّ الفلسطينيين للتفاوض معه.

وعلمت «الأخبار» أن الحركتين ناقشتا، خلال الاجتماعات الأخيرة، إنهاء الانقسام عبر انتخابات شاملة. وبينما تطلب «حماس» انتخابات شاملة ومتزامنة تشمل الرئاسة و«المجلس التشريعي» و«المجلس الوطني لمنظمة التحرير»، تطرح «فتح» إجراء الانتخابات التشريعية أوّلاً، ثمّ الرئاسية، ثمّ «الوطني».

وبرز خلاف آخر يتمثّل في إصرار «فتح» على أن تكون الانتخابات بالتمثيل النسبي لا المختلط الذي تطرحه «حماس»، وهو النظام نفسه الذي جرت به انتخابات 2006 وفازت فيه. أيضاً، تطرح «فتح» تأليف الحكومة الائتلافية بعد الانتهاء من الانتخابات، فيما ترى الثانية أن الأفضل «حكومة ائتلافية جديدة لتنفيذ الانتخابات ولمنع التلاعب فيها».

غضبت القاهرة من «فتح» و«حماس» بسبب عقد اللقاءات في إسطنبول


مع اتفاق الطرفين على إنهاء الخلاف بخصوص الانتخابات في الاجتماعات المقبلة، وخاصة لناحية تزامنها وطريقة إجرائها، تَطرّقت النقاشات إلى العقبات الكبيرة دون الانتخابات، وخاصة الاحتلال الذي سيعمل على عرقلتها ولديه القدرة على ذلك (مع أنه لم يفعلها بصورة كاملة في 2006 لأسباب مختلفة)، لأنها تتعارض حالياً مع مشروع ضمّ الضفة الذي بدأ تنفيذه خلال الأشهر الأخيرة تدريجياً، وذلك بالقوة عبر فرض إغلاق شامل، إضافة إلى منع تحرّك لجان الانتخابات ما بين الضفة وغزة.

وأمس، عُقد لقاء قيادي عقب وصول وفد من «فتح» يضمّ القياديَّين جبريل الرجوب وروحي فتوح، مقابل وفد «حمساوي» يضمّ رئيس الحركة ونائبه، إسماعيل هنية وصالح العاروري، حول إنهاء الانقسام وتطبيق توصيات لقاء الأمناء.

وعلمت «الأخبار» أن الطرفين اتفقا، خلال الاجتماعات الأخيرة، على أن يشمل جدولُ اللقاءات المقبلة تقديم حلول لتنفيذ الانتخابات، على رغم أيّ إجراءات قد يتّخذها الاحتلال، إلى جانب تصوّر حول الحكومة الائتلافية التي سيجري تأليفها فور اكتمال اتفاق المصالحة الجديد.

لكن اللافت أن لقاءات المصالحة في تركيا أدت إلى غضب السلطات المصرية من الحركتين، خاصة أنها تُعقد بعيداً عن تدخل القاهرة لأول مرة، وهو ما عبّر عنه الرجوب بالقول: «لأول مرة في تاريخنا قرارنا أصبح في أيدينا وخارج دائرة النفوذ والتأثير والمحاصصة والوصاية ورعاية أيّ طرف إقليمي». كما كان لافتاً أن عباس اتصل، قبل ليلة من اللقاءات، بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، طالباً دعماً تركياً لتوفير مراقبين دوليين على الانتخابات الفلسطينية المرتقبة.