الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الرجوب: بلغنا المحطة الأخيرة من ترسيم المستقبل الفلسطيني.. وماضون لانتخابات ديمقراطية
الرجوب: بلغنا المحطة الأخيرة من ترسيم المستقبل الفلسطيني.. وماضون لانتخابات ديمقراطية

يستكمل وفد حركة فتح بقيادة أمين سرها اللواء جبريل الرجوب في القاهرة سلسلة لقاءات المشاورة مع مختلف الأطراف، لتعزيز المصالحة الفلسطينية بعد زيارته التي وصفها بالناجحة للعاصمة القطرية الدوحة، ضمن جولة إقليمية اجتمع فيها مع قيادات حماس.

وأكد اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أن الأطراف بلغت المحطة الأخيرة والمفصلية لترسيم المستقبل الفلسطيني، من خلال بناء شراكة لكل مكونات النظام الفلسطيني.

وكشف في مقابلة خاصة مع “القدس العربي” في ختام زيارته للدوحة، عن توافق فتحاوي حمساوي، يستند على حوار داخل الأطر القيادية للحركتين، وحوار مع بقية الفصائل الفلسطينية. وانتقد الأطراف التي تسعى للتشويش على المصالحة الفلسطينية، التي تمضي قدماً نحو ترسيمها.

ورداً على سؤال عن النقطة التي وصلوا إليها فيما يتعلق بترسيم المصالحة، أجاب الرجوب أنهم اليوم في المحطة الأخيرة والمفصلية لترسيم المستقبل الفلسطيني، من خلال بناء شراكة لكل مكونات النظام الفلسطيني، وهي العملية التي سيتمخض عنها انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي، تؤسس لمخرجات تستند على أسس واضحة. وأشار إلى أن الرهان المقبل سيكون على أرضية صلبة، أساسها شعب واحد، مع هوية نظام سياسي واضح وموحد، يقوم على تعددية تمثل الجميع، بشكل ديمقراطي، من خلال انتخابات، حرة ونزيهة.

وكشف أمين سر فتح أنه خلال الأيام القادمة ستوضع اللمسات الأخيرة لهذه الاستراتيجية، التي تأتي في محطة مفصلية، تمر بها القضية الفلسطينية.

وأعلن أنه مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول، سينطلق مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وستعرض من خلاله الأسس والمعايير، التي تقود إلى تنظيم كل شيء على معايير وأسس عملية. وقال إنه سيتمخض عن المرحلة المقبلة مجلس تشريعي، والرئاسة، ومجلس وطني. وقال إن ما يتم حالياً يقوم على إرادة فلسطينية خالصة، بعيداً عن الوسطاء، هذا ما يساعد وفق تأكيده في تبديد كل العقبات.

وقال الرجوب: “ذهبنا إلى تركيا وعقدنا اجتماعاتنا في القنصلية، ثم قصدنا قطر، والتقينا مع قيادات حماس”. وأضاف أن المحطة المقبلة ستكون القاهرة، حيث يلتقي المسؤولين لمناقشة تفاصيل النقاش الحالي، ومنها ينتقل إلى الأردن.

وكشف أمين سر حركة فتح أن جولته في قطر تضمنت لقاءات مع نظرائه في حماس، وأضاف: “اجتمعنا في بيت خالد مشعل (القيادي ورئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة المقاومة الإسلامية)، وتناقشنا تفاصيل المسار”. كما اجتمع وفد حركة فتح مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وقال الرجوب: “سمعنا من وزير الخارجية القطري رسالته وهو يشجع ويحبذ ويؤكد على أن الطريق الوحيد لمواجهة المؤامرة التي تحدق بنا هو الوحدة”. وأضاف أنه سمع من القطريين تأكيد التزامهم بالمبادرة العربية، وبحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس الدولتين. ونوه المسؤول الفلسطيني بالموقف القطري، مضيفاً: “ما سمعناه منهم أمر جيد”.

وحول زياراته المقبلة إلى القاهرة وعَمّان، شدد الرجوب أن القيادة الفلسطينية تحمل معها نفس الرسالة، و بنفس الصيغة، وقال: “نحن لسنا جزءاً من  التجاذبات الموجودة في الإقليم، وسنتصدى لأي خروج عن الإجماع العربي، ومتمسكون بالإجماع العربي وبالمبادرة العربية. وشدد أمين سر حركة فتح أن المعركة الفلسطينية مع الاحتلال. وقال: “تصعيد صدامنا مع الاحتلال أكيد سيكون له ارتدادات على شعوبنا العربية لمحاصرة من انهار واستسلم”.

وفيما يتعلق بوجود مخاوف وخشية من مناورات بعض الأطراف التي تسعى إلى عرقلة مساعي المصالحة الفلسطينية، أكد الرجوب بشكل مباشر وجود تلك الضغوط. وقال: “هناك جهد أمريكي، إسرائيلي، لإفشال أي وحدة فلسطينية، وهناك أطراف عربية للأسف تتعاطى مع القضية الفلسطينية بعيون ومصالح أمريكا وإسرائيل (إشارة إلى الإمارات والبحرين وداعميهما في المنطقة)”. لكنه استطرد أن “إرادتنا أقوى وصمودنا وإصرارنا وعظمة شعبنا ستهزم هؤلاء، وستنتصر إرادة الحق والعدل الفلسطينية”.

وحول خيار المقاومة ما إن كان لا يزال مطروحاً في حال جوبه الموقف الفلسطيني بتعنت، من قبل فتح وحماس، هل هي خيار وارد لديكم، أكد الرجوب أن “المقاومة بالنسبة إلينا جميعاً خيار استراتيجي”. وبين أنه “في هذه المرحلة نرى المقاومة الشعبية أمراً وارداً، ولكن التدرج وتغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال، هي خيار قائم إلى أن نصل إلى عصيان وطني فلسطيني”. وشدد أمين سر فتح أن الفلسطينيين يستمدون قوتهم من تاريخهم، ومن الأشقاء المناصرين للقضية.

وكانت فتح وحماس أعلنتا في بيان مشترك أصدرته الحركتان وصلت “القدس العربي” نسخة منه، اتفاقهما على “رؤية”، ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، وذلك في أعقاب سلسلة لقاءات جمعت وفدي الحركتين في مقر القنصلية العامة الفلسطينية في مدينة إسطنبول التركية.

وأوضح البيان أن “الرؤية” التي جرى الاتفاق عليها تعتمد على مخرجات مؤتمر الأمناء العامين الذي انعقد في بيروت ورام الله، مؤخراً، وجاء في البيان: “جرى إنضاج رؤية متفق عليها بين الوفدين، على أن تقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية”.

وذكر أن “الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني” سيكون في لقاء جديد للأمناء العامين للفصائل، سيعقد تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في موعد لا يتجاوز الأول من أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

وكشفت قيادات فلسطينية أن “المسؤولين في حركتي (فتح) و(حماس) مصرون على إنجاز اتفاق خلال فترة قصيرة. ويوجد اتفاق عام على إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً بذلك خلال 10 أيام”.

ويتطلع الشارعان الفلسطيني والعربي إلى ترسيم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، لتطويق محاولات استهداف ثوابت القضية الفلسطينية.