الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هذا هو الإنْسان ....عطاف مناع صغير
هذا  هو الإنْسان ....عطاف مناع صغير

هو الإنسان ....

بالأمسِ كانتْ له قامَةٌ

باتَ بِلا  صورةٍ أو قُوام

بالأمسِ كانتْ له سيرةٌ بعد أيام أمْسى في طَيِّ النِّسيان

بالأمسِ كانَت له هَيبةٌ كَلَلها مَن حَولَه بألوانِ الْكلام

بالامْسِ كانَ له إسمٌ  رسمٌ  رمزُ بريدٍ وعُنوان

على حافةِ الشَّارع وأطراف الطَّريق تَوقفَ

 ليذكرَ أسماء ضَحايا قَضوا من لَعنة المَسار

قرأ لَهم الفاتِحة ..شَيئًا من كتابه ..

يوشْوَش روحَه..

يستمرُ بالمسير ..

في تيارات روحِه هَزم التَّوترَ الحُزنَ والاكْتئاب

هو الانسان ..

بالأمسِ ..كان له قلبٌ خِلجانُه أمْتلات بالأفراح

 وثَبَ يُدونها في دفاتِره المُبعثرة

 في كلِّ زاوية تُرافِقُهُ

كشدوِ الْعصافير في صَباحِ  ربيعٍ ونيسان

وتَوقف  ليستذكرَ  مرافئ الأحزان

يَبثُها ...

  لقريب  لِصديقٍ لكنه تَعثرَ  في العِنوان

التَف في داخِله يَذرف دموعَ التِّيه والضَّلال

 ولكن لأحيان ...

بالأمسِ  حَرث الحياةَ  بِمعولِه مُتعدد الألوان

وأصبح  بِلا  طاقةٍ

من كورونا  أمراضِ العَصر  قرصنةٍ  ومتاهات

بالأمسِ كانَ له مركزٌ هالةٌ وأنْفاس

 فباتَ بلا وقعٍ أو أداة 

تساقط كأوراق خريف في كلِّ مكان 

ولكن..

 عيونَه بالفينقِ والعنقاءِ ارْتوت ..

ربَّ حياة من شعاعٍ من رمادٍ بَعد ممات

هذا  هو الانسان !