الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الأمير بندر وأل 'العربية'.... بقلم:فراس ياغي
الأمير بندر وأل 'العربية'....  بقلم:فراس ياغي

 كلام الأمير ليس مستغربا ولا هو الأول ولن يكون الأخير، وهناك كثير من قبله من حاكى التاريخ الفلسطيني وفق رؤيا من جانب واحد شاهرا سيفه ضد الكل الفلسطيني من خلال تحميل المسئولية لقيادات الشعب الفلسطيني في مراحل التاريخ المختلفة، ولمن يريد أن يحاكي الواقع ويرد على ما قاله الأمير بما يتعلق مثلا بما حدث قبل عام ١٩٤٨ فعلية أن يقرأ كتاب المرحوم المفكر "محمد حسنين هيكل" (جيوش وعروش)..العرب كانوا تحت الاستعمار وتحت الوصاية أما البريطانية او الفرنسية او إستقلوا حديثا ووفق شروط.

ما بعد انطلاق الثورة المعاصرة الفلسطينية بالتأكيد هناك أخطاء رافقت المسيرة إن كانت في الاردن او لبنان وحتى تأييد إحتلال العراق للكويت.

المسألة لو جاءت في سياق النقد وفق دراسة فكرية تاريخية تكون تعبير عن فكرة بناءة وضرورية، ولكن مقابلة الأمير هي بالدرجة الاولى سياسية وتأتي في ظروف إقليمية متوترة ومخاضها في طريقه لولادة أحلاف جديدة ضمن مقاربة العدو "الإيراني" والأسلمة السياسية الأردوغانية،.

مع ذلك من حق أي كان طرح رأيه، لكن ينسى كل من يطرح رأيه ما قاله الرئيس الصيني ماوتسيتونغ لقيادات الثورة الفلسطينية (معركتكم ضد الاحتلال الاسرائيلي "الصهيونية" يعني أنكم تحاربون العالم).

لا جدال أن العرب هم العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، ولا جدال في ان الامن القومي العربي لن يستقر ولن يحقق غاياته واهدافه بدون فلسطين الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة كحزء أساسي منه، لذلك تحدث في مراحل تاريخية أزمات وتراجعات وفقا لمفهوم المصالح القطرية، وهذا ليس دائما لأن المصلحة العربية واحدة ومترابطة وبدون جوهرها القدس فهي فاقدة لبوصلتها.

لا عتب على الأمير بندر، ولا على أي دولة عربية رأت أن مصالحها تتجاوز جوهرها (القدس) وقضيتها المركزية "فلسطين"، وإذا أردنا أن نعتب على شيء فعتبنا على ضياع عقد وثلاث سنوات من الانقسام والصراع الداخلي الذي أدى لما نحن عليه الآن، العتب على البقاء في دائرة التفاوض التي أفرغها "نتنياهو" من أي محتوى، العتب على من وضع كل أوراقه بيد الولايات المتحدة الامريكية وإعتمد عليها لتحقيق السلام، العتب على من بقي يحلم ولا يزال بأن السلام ممكن بدون توازن قوى يفرضه وبدون أدوات كفاحية تحمله، العتب على من جعل الاقتصاد الفلسطيني عبء على القضية الوطنية لأن خصخصته حولته لزبائنية إقتصادية مع المحتل، هناك عتب كثير وكبير، لكن يبقى أن نقول أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لكي نعود، والعودة لا تكون فقط بالحوارات الفصائلية، العودة تكون للشعب وعبر الشعب ومن خلال الشعب، فلماذا لا يتم عقد مؤتمرات شعبية مثلا وفي كافة التجمعات والمحافظات الفلسطينية لاعادة الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الكفاحي في اطار جبهة فلسطينية واحدة تقود الميادين؟!!!!  وبما يستدعي احداث تغييرات شاملة على جميع المستويات القيادية والمؤسساتية في اطار خدمة الميادين نضاليا وعبر آليات تستوعب الجميع، وهذا يتطلب انهاء كل الخلافات الدنكوشوطية التي يتم افتعالها لخدمة مصالح أفراد وتيارات وحركات واحزاب وليس وطن.

الرد على بندر وأل "العربية" ليس بتفنيد ما قاله، بل عبر خطوات وفعل على الأرض يعيد الحياة للدور الشعبي بعيدا عن المحاصصة وبعيدا عن الشخصنة والتحريض والتخوين.