السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
3 أسباب تجعل الرياضيين «فريسة» كورونا
3 أسباب تجعل الرياضيين «فريسة» كورونا

ينظر الكثيرون إلى الرياضي على أنه محصن ضد الأمراض، مستندين إلى مقولة «العقل السليم في الجسم السليم»، ولكن في زمن «كورونا»، لم يسلم الجسم السليم من الأذى، وانطفأ وهج نجوم رياضيين ذاع صيتهم بصحة أبدانهم وسقطوا فريسة «كوفيد 19»، فما الأسباب؟ وهل الرياضة حقاً حصن ضد الإصابة بالأمراض؟ وإن كانت كذلك فلماذا سقط بعض الرياضيين في براثن «كورونا»؟

العلم الحديث أثبت أن هناك 3 أسباب محددة تقف بمجملها وراء انطفاء وهج النجوم الرياضيين وسقوطهم في فخ «كورونا»، في ظل العدد الكبير من ضحايا المرض من الرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية، لا سيما في كرة القدم التي غادر بعض منهم الحياة بعد إصابتهم بالوباء القاتل.

الأسباب الثلاثة

وقبل الخوض في الأسباب، فالرياضة بريئة، وما تزال واقٍ للممارس، ولكن شرط «الحالية»، حيث التوقف عن الممارسة والاعتزال يعرض الجسم للمخاطر، ويُضعف المناعة، فالأسباب الثلاثة لانطفاء وهج ولمعان وبريق النجوم الرياضيين في زمن «كورونا» أولها الانقطاع التام أو شبه التام عن ممارسة التمارين الرياضية.

فيفقد الجسم سلاحه المناعي بالالبتعاد عن الممارسة، والثاني، العوامل الحياتية الأخرى، كالتدخين والسمنة والوزن الزائد وغيرها، والثالث، عدم التقيد بنظام وقائي دقيق لقياس درجات كفاءة الأجهزة الوظيفة والمناعية لدى النجم الرياضي بعد اعتزال اللعب نهائياً.

وشهدت فترة تفشي وباء «كورونا» في مختلف أرجاء العالم، موت العديد من الرياضيين المعروفين، خصوصاً من نجوم كرة القدم، ما جعل علماء الطب الرياضي يبحثون الأسباب التي تمحور أغلبها في عبارة «رياضي سابق»، والتي تعني أنه رغم كونه رياضياً إلا أنه لم يعد يمارس الرياضة، ففقد قدراته المناعية التي تكسبه إياها استمرارية الممارسة.

3 فئات

وهذا ما أكده الدكتور ريسان مجيد الأكاديمي المعروف في مجال علوم الطب الرياضي، بقوله: الرياضيون يصنفون إلى 3 فئات، الأولى، الأبطال الممارسين وهؤلاء يتمتعون بمناعة عالية لامتلاكهم أجهزة وظيفية عالية المستوى، القلب والرئتين والدورة الدموية وغيرها، ومن الصعب انهيار مناعة هؤلاء بسبب الإصابة بالوباء، رغم كونهم غير حصينين ضد الإصابة، لكن ممارسة الرياضة تزيد قدراتهم على سرعة التعافي.

ويضيف قائلاً: الفئة الثانية، تتمثل في الرياضيين الذين كانوا يمارسون الرياضة من الفئة الأولى بعد اعتزالهم اللعب لأي سبب، لكنهم واصلوا ممارسة الرياضة، حتى لو بدرجة أقل من أجل الصحة واللياقة البدنية، وهؤلاء ممكن أن يصابوا بالوباء، لكنهم يتعافون بشكل أسرع لقوة مناعتهم الناتجة أصلاً عن ممارسة الرياضة بانتظام.

وقد تحدث الوفاة للقلة النادرة منهم، ربما نتيجة عوامل حياتية أخرى لا علاقة لها بالرياضة كالسمنة والتدخين وزيادة الوزن أو ربما لأمراض مناعية وراثية أوغير ذلك، فيما تشمل الفئة الثالثة، الرياضيين من الفئة الأولى الذين ابتعدوا نهائياً عن ممارسة الرياضة لسنوات طويلة، وهؤلاء هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض عامة لضعف كفاءة أجهزتهم المناعية.

4 ملايين

وكشف الدكتور مجيد النقاب عن تفاصيل دراسة حديثة أثبتت أن ممارسة الرياضة تسهم كثيراً في إنقاذ حياة ما يقارب 4 ملايين إنسان سنوياً حول العالم من الوفاة، لافتاً إلى الدور المؤثر للرياضة في حماية حياة البشر من الموت بكل أشكاله، خصوصاً في زمن انتشار الأوبئة مثل «كورونا» وغيره، مشدداً على أن الكفاءة البدنية تتراجع كلما تقدم الرياضي في العمر، ما يجعل ممارسة الرياضية أمراً حتمياً للمحافظة على حياة البشر، ومنهم النجوم الرياضيين.

وعن الأسباب التي أدت إلى موت عدد من نجوم كرة القدم في العديد من بلدان العالم، لا سيما في العراق الذي تسبب «كورونا» بوفاة 3 من ألمع نجوم الكرة العراقية، أحمد راضي وناظم شاكر وعلي هادي، وغيرهم من الرياضيين في الألعاب الأخرى، أجاب الدكتور ريسان قائلاً:

أرى أن السبب الرئيس وراء وفاة عدد من النجوم في العراق، هو عدم ممارسة الرياضة من قبل النجم نفسه بشكل دائم ومتواصل، قد تكون هناك ممارسة، ولكن ليست بشكل منتظم، ما أدى إلى خسارة نجوم كبار بسبب عدم مقدرة الأجهزة الوظيفية والمناعية لدى هؤلاء النجوم على مواجهة وباء «كورونا».