السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ذكرى المولد النبويّ الشريف بين الجانب الديني والجانب الحضاري ....د. روزلاند كريم دعيم
ذكرى المولد النبويّ الشريف بين الجانب الديني والجانب الحضاري ....د. روزلاند كريم دعيم

شبه الجزيرة العربيّة قبل الإسلام

 

انتشرت الوثنيّة في شبه الجزيرة العربيّة قبل الإسلام، وانتشرت عبادة الآلهة من خلال الأصنام التي نُصِبت في الكعبة وجوارها، وفي كل مكان. حيث وصل عددها نحو 360 صنم من تماثيل الآلهة التي عبدتها قبائل العرب المختلفة، وأهمّها ثلاث آلهات: اللّات والعزّى ومناه، التي اعتبرها العرب الآلهة العظيمة وتوجَّهوا إليها بالصلوات والعبادات والقرابين. وقد روى ابن الكلبيّ (ت 204 هـ) ما سمع من والده عن قصّة الأصنام منذ عهد إسماعيل بن إبراهيم لمّا سكن مكة.[1]

 

بالإضافة لذلك، آمن العرب في الجاهليّة بوجود الله والألوهيّة العليا، ومنهم من أشرك به مع العبادة الوثنيّة. وانتشر في الجاهليّة أيضًا الحنفاء أتباع دين إبراهيم الخليل الذين آمنوا بوحدانيّة الله ومنهم آل البيت، أهل الرسول (ص)، بالإضافة إلى اليهود والنصارى. وقد شكَّل هؤلاء – بنظرنا - الأساس الخصب لانتشار الدعوة الإسلاميّة بسرعة نسبيّة.

 

وكان من عاده العرب في الجاهليّة - على معتقداتهم الوثنيّة والشركيّة والتوحيديّة - الحجّ إلى الكعبة في مكة (أو البيت العتيق) والطواف حولها وقد أحضروا معهم أصنامهم ومعتقداتهم.[2] كان آخر من تولّى السقاية والرفادة لحجّاج الكعبة قبل ولادة الرسول (ص) جدُّه عبد المطلب بن هاشم، الذي كان ذا شرف وفضل في قومه، وهو الذي كشف بئر زمزم لسقاية الحجّاج.

 

في تلك الفترة بنى أبرهة الأشرم كنيسة جميلة في نجران (اليمن) وأراد أن يصرف أنظار العرب عن الحج إلى البيت العتيق، فهاجم أبرهة وجيشه مكة بهدف تدمير الكعبة، يتقدَّمهم فيل كبير. إلّا أنَّه وبحسب الرواية القرآنيّة (سورة الفيل) أحجم عن التقدُّم نتيجة مهاجمة طيور أبابيل الجيش تحمل في أرجلها حجارة صغيرة، قصفت بها جيش أبرهة. فهلك الجنود وفرَّ أبرهة هاربًا حيث لقي مصرعه مع وصوله اليمن. كان ذلك عام 571 م وقد سُمِّي هذا العام، عام الفيل وعُرِف لاحقًا بأنّه عام مفصليّ حيث وُلِد فيه الرسول (ص).

 

 

 

ولادة الرسول (ص) وسيرة حياته[3]

 

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو النبي محمد (ص) خاتم الأنبياء والمرسَلين. وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأوَّل من العام 571 م.

 

أبوه عبد الله بن عبد المطلب كان أحسن أبناء أبيه وأعفَّهم وأقربهم إليه، وهو الذبيح، الذي فداه أبوه بمائة من الإبل في الواقعة المعروفة بحسب التراث الإسلاميّ،[4] وأمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، وتُعدّ يومئذ من أفضل نساء قريش مكانة، فكان أبوها سيّد بني زهرة حسبًا ونسبًا.

 

وكان أن سافر عبد الله بتجارة له إلى الشام، فأدركته الوفاة في يثرب بطريق عودته من الشام وتمّ دفنه عند أخواله بني عدي النجار، وكان ذلك بعد شهرين من حمل أمّه آمنة به. ولم يترك لها سوى خمسًا من الإبل وأمَته (جاريته) أم أيمن.

 

وُلد محمد (ص) في مكة، في دار عمه أبي طالب في شِعْب بني هاشم، وكانت قابلته الشِّفاء أم عبد الرحمن بن عوف وحاضنته أمّ أيمن بركة الحبشيّة أَمَة أبيه عبد الله، وقد ورد في الحديث أنَّه وُلد مختونًا، وورد أيضًا أن جدّه عبد المطلب ختنه في اليوم السابع من ولادته الذي سماه فيه. ولم يكن الاسم محمّد شائعًا بين العرب.[5]

 

أرضعته أمّه وأرضعته ثُوَيْبة أَمَة عمه أبي لهب. وكان من عادة أشراف العرب اختيار نساء من البادية لإرضاع الأطفال بأجر، فوقع الاختيار على حليمة بنت أبي ذُؤَيْب السعديّة، التي أخذت محمد (ص) معها بعد أن استشارت زوجها، وأرضعته حتى بلغ السنتين. حين أتت حليمة بالطفل محمد (ص) إلى جدّه وأمّه طلبت منهما إبقاءه عندها فكان لها ذلك.

 

حادثة شقّ الصدر

 

بعد عودة حليمة مع محمد (ص) في المرة الثانية إلى ديار بني سعد كان محمد يلهو مع الغلمان إذ ظهر الملاك جبريل وشقَّ صدره دون آلة حادّة، أخرج قلبه وغسله وطهّره بماء زمزم، ثم أطبق الشقّ ولأَمَه. أسرع أخوه بالرضاعة لإخبار حليمة وزوجها ليجداه ممتقعًا خائفًا وأخبرهما بما حدث معه تمامًا كما حدَّثهما أخوه. فخشيت عليه وزوجها وأعاداه إلى أمّه وجدّه عبد المطلب بن هاشم بمكة حين كان يبلغ من العمر أربع سنوات.

 

وردت حادثة شقّ الصدر في عدّة أحاديث نبويّة شريفة اخترنا منها ما رواه مسلم في صحيحه:[6]

 

"عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله (ص) أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه عَلَقة،[7] فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طِست[8] من ذهب بماء زمزم، ثم لَأَمَه،[9] ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظِئْره[10] فقالوا: إنَّ محمدًا قد قُتِل، فاستقبلوه وهو ممتقع اللون، قال أنس: وكنت أرى أثر ذلك الْمِخْيَط في صدره".

 

بين جدّه وعمّه

 

بقي محمد (ص) مع والدته وجدّه فترة من الزمن اصطحبته بعدها والدته إلى يثرب ليتعرّف على أخوال والده من بني عدي بن النجار. وفي طريق عودتهم توفّاها الله فدُفِنت بالقرب من يثرب وعادت به إلى مكة حاضنته أمّ أيمن وكان قد بلغ السادسة من عمره.

 

كفله جدّه عبد المطلب وعطف عليه وحين بلغ الثامنة من عمره توفي جدّه فكفله عمّه أبو طالب شقيق والده ورباه على محاسن الأخلاق.

 

الراهب بَحيرى وشارات النبوّة

 

حين بلغ الرسول (ص) الثانية عشرة من عمره بدأ بمرافقة عمّه في رحلاته التجاريّة إلى الشام.

 

وفي إحدى الرحلات كانت غمامة ترافقه فوق رأسه تحميه من حرارة الشمس. وفي طريقهم مروا بدير والتقوا الراهب بَحيرى رئيس الدير في بصرى بالشام الذي عرف محمد من علامة على كتفه الأيسر فقال لعمّه أن يعود به إلى بلده ويحافظ عليه لأنَّ شأنه سيكون عظيمًا.

 

الحجر الأسود

 

ومن الحوادث التي يحفظها التراث الإسلاميّ عن محمد (ص) أنَّه حين بلغ سن الخامسة والثلاثين ساهم مع أشراف مكة بإعادة بناء الكعبة بعد أن تعرَّضت جدرانها لوهن نتيجة سيل عظيم.

 

وحين أراد أشراف القبائل وضع الحجر الأسود في مكانه أعلى الكعبة اختلفوا فيما بينهم أربعة أيام، فأشار عليهم أبو أميّة الوليد بن المغيرة وهو أكبرهم سنًّا أنَّ أوّل من يفد إليهم يشور عليهم. فحين حضر محمد (ص) وقد اشتهر بأمانته وضع عباءته على الأرض ووضع عليها الحجر الأسود وطلب منهم أن يأخذ كلّ منهم طرفًا ورفعوا الحجر جميعًا.

 

زواجه

 

كانت خديجة بنت خويلد من بني أسد عبد العُزّى بن قصي، صاحبة تجارة ومال. وعُرِف محمد بالأمين بين قومه، فأرسلت تطلبه في تجارة لها إلى الشام ووهبته غلامًا يُدعى ميسرة. وحين عاد محمد مع ربح وفير أخبرها ميسرة عن أمانته، فاستشارت ابن عمّها ورقة بن نوفل وعرضت على محمد الزواج، ووافق أعمامه أيضًا.

 

كانت خديجة في الأربعين من عمرها بينما كان محمد في الخامسة والعشرين من عمره. لم يتزوج محمد غيرها حتى مماتها وأنجب منها جميع بناته زينب ورقيّة وأم كلثوم وفاطمة (الزهراء) وولديه القاسم وعبد الله، إلّا أنَّ الولدين ماتا، كما ومات ابنه إبراهيم الذي أنجبه من زوجته ماريا القبطيّة.

 

رسالته

 

رفض محمد (ص) الوثنيّة وعاداتها بفطرته وكان من عاداته العزلة والخلوة والتعبُّد في غار حِراء وبعدها يطوف حول الكعبة ومن ثم يعود إلى بيته.

 

حين بلغ الأربعين من عمره نزل عليه الوحي[11] وبدأت دعوته في مكة المكرمة، حيث أسّس نواة الحضارة الإسلاميّة، التي اتّسعت فيما بعد لتشمل مكة وسائر المدن والقبائل العربيّة. وحَّد العرب على ديانة توحيديّة ودولة موحّدة، ودعا لنبذ العنصريّة والعصبيّة القبليّة.

 

الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف

 

تُعتبر ذكرى المولد النبويّ الشريف فاتحة لسيرة حياة الرسول (ص) التي حملت رسالة دينيّة لاحقًا. تعتمد المظاهر الاحتفاليّة لهذه المناسبة على تلاوة القرآن الكريم والأحاديث الدينيّة في المساجد، واستعراض مفصّل للسّيرة النّبويّة من خلال قراءة المولد.[12] وفي بعض المناطق ترافق الاحتفاء الديني احتفالات شعبيّة أيضًا.

 

تعدَّدت الآراء بين العلماء والفقهاء والمُحَدِّثين والصوفيّة وعلماء الأزهر حول مشروعيّة عمل المولد فمنهم من وافقه ووجده من البِدَع الحسنة ومنهم من كان له رأي آخر. فهذا الإمام السيوطي في رسالته في مشروعيّة عمل المولد يقول:[13] "عندي أنَّ أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسّر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف".

 

عُرف عن اهتمام الخلفاء الفاطميّين في مصر (968 – 1171 م / 358 – 567 ه) بأعياد ومناسبات كثيرة منها المولد النّبويّ الشّريف، حيث كانوا يشرفون على الاحتفال ويتابعونه بأنفسهم.[14]

 

وعُرِف عن الملك المظفر صاحب إربل[15] أنَّه أحدث الاحتفال بالمولد[16] في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي (السابع للهجرة). كان الملك المظفر كثير الصدقات يتفقَّد أحوال الرعيّة في منازلهم والمرضى في البيمارستان، وقد جمع لهذا الأمر كثيرًا من العلماء من أهل الحديث والصوفيّة الصادقين فاستحسن ذلك العلماء في المشرق والمغرب ومنهم ابن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، والحافظ جلال الدين السيوطي وغيرهم.

 

ومن مظاهر احتفاله بالمولد وفود المحتفلين من العراق والجزيرة، فكان ينفق أموالًا كثيرة على بناء القباب الخشبيّة التي يقف تحتها هو وأصحابه خلال الاحتفالات التي تمتد عدّة أيام، وينفق على جوق المغاني واللهو ونحر الغنم والإبل وطبخها وتوزيع خلع للصوفيّة وعلى كلام الوعاظ وغيرها.[17] وحين قدم الحافظ أبو الخطاب ابن دحيّة الأندلسي من المغرب ودخل بلاد الشام والعراق ووصل إربل سنة 604 هـ وجد ملكها يعتني بالمولد فكتب كتابه "التنوير في مولد السراج المنير" ينتهي بقصيدة مطلعها "لولا الوشاة وهُمُ - أعداؤنا ما وهموا"[18] ونال عليه مكافأة ألف درهم.[19] وكُتبت بعده كتب أخرى مثل "الموردُ الهَني في المولدِ السَّنِي" من تأليف شيخ الحفاظ أبو الفضل العراقي.[20]

 

تطوّرت الاحتفالات وتغيَّرت بفِعل التطوُّرات الحضاريّة وملامح كل حقبة زمنيّة، فنجدها تقتصر على المراسم الدينيّة أحيانًا وقد تتنوّع الاحتفالات الشعبيّة وتزدهر في فترات أخرى، فتُلقى الخطب على المنابر، ويُقرأ "المولد" في المساجد، تتم إضاءة المساجد وإنشاد الأناشيد الدينيّة في مدح الرسول (ص) وتسبيح الخالق، وقد تجري المسيرات الاحتفاليّة والكشفيّة في بعض المناطق.

 

أمًا على المستوى العام فقد اعتاد المسلمون على "قراءة المولد"، الذي يشمل صلاة جامعة وحلقة ذِكْر وقراءة مدائح لتكريم الرسول (ص). وفي العادة يُقام هذا الطقس بشكل شعبي في ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي المناسبات الخاصة كالزواج، النجاح، الشفاء، الدخول إلى بيت جديد وما إلى ذلك. وفي مواقع مختلفة من العالم هو عبارة عن مهرجان اقتصادي ثقافي اجتماعي تكمن بداخله مكانة خاصة للرسول (ص).[21]

 

تُعتبر قراءة قصة مولد الرسول (ص) وأعماله من النذور الدينيّة، ويكون الجزء الأول في ذكر أسماء أسلافه من الأنبياء أمّا الجزء الأساسي منه فهو في مدح الرسول (ص).

 

قد يُعقد طقس قراءة المولد في المنازل، المساجد، زوايا الذكر أو المقامات ويكون في الغالب ليلة الخميس – الجمعة أو ليلة الأحد – الاثنين. يقرأ الشيخ المولد ويرد الجمهور، وقد يرافق الشيخ أو المؤذِّن عدة أشخاص لمساعدته في الإنشاد والإلقاء. وفي موالد النساء يتم استدعاء شيخ ضرير.

 

 قد تُقرأ قصّة المولد في أي وقت من العام تبرُّكًا بسيرة الرَّسول أو وفاءً بنذر قَطَعَه أحد الناس على نفسه أو على أمل شفاء مريض أو بمناسبة عودة مسافر أو بناء بيت أو زواج إلى غير ذلك من المناسبات الشعبيّة التي يرغب الناس فيها أن يطربوا بذكر الرَّسول ويتبرعوا بتلاوة سيرته.[22]

 

من الممارسات المرافقة للطقس إضاءة الشموع، توزيع الحِنّاء[23] وشعير المولد، أي الشعير الذي يتم وضعه في طقس المولد ويُقرأ عليه فيكتسب مزايا وقوّة خارقة للشفاء، يتمّ توزيعه على المشاركين للبركة وتبخير منازلهم.[24]

 

وبعد الانتهاء من قراءة المولد يُقدَّم للحاضرين الطعام والحلويات، مثل الكنافة أو البقلاوة أو أي حلوى تقليديّة.[25] خلال طقس قراءة المولد يُسمح بالخروج والدخول، ولكن يُمنع تناول الطعام والشراب خلال الطقس. في بعض الأماكن يقدمون للشيخ بيضة نيئة لتبقى حنجرته سالكة.

 

قد يرتبط نذر قراءة المولد بنذر صوم غير قابل للتبديل، على أن يكون في غير شهر رمضان المبارك.[26] قد تنذر النساء المسيحيات قراءة المولد كما قد يحدث في المجتمعات التي تعيش بها عدة فئات بتآخٍ ومحبّة.[27]

 

في مدينة حيفا، على سبيل المثال، كان يُعقد الطقس في مقام الخضر الواقع على الساحل في مدخل حيفا الجنوبي، ويشرف عليه قائم المقام. كان الزوار يحضرون لقائم المقام ولقارئ المولد المخوّل للقيام بذلك هدايا - غالبًا نقديّة - وتعادل عشرة قروش فلسطينيّة. يتم الطقس بفصل تام بين الرجال والنساء ففي طقس النساء تقرأ المولد امرأة "قارئة" مخوّلة لذلك. وفي دعوة النساء لطقس المولد في المناسبات الخاصة يرفقن الدعوة بحناء وشمعة وصابونة ومن لم تحصل على هذه الهدايا تمتنع عن المشاركة. ومن طقس المولد تأخذ معها النساء للتبرك "شعير المولد" والبخور لتبخير الأولاد والبيوت من الحسد.[28] في السنوات الأخيرة توقف الطقس في مغارة الخضر، وفي المناسبات الأسريّة فقد مظاهره الاحتفاليّة واقتصر على الشعائر الدينيّة.

 

 

[1] الكلبي، هشام. 2000. كتاب الأصنام. مصر، دار الكتب المصريّة.

 

[2] للاستزادة يُنظر ما ورد في مقال "الحج إلى الديار الحجازيّة بين الفترة التكوينيّة الافتراضية"، الوسط اليوم، 18.9.2020. 

 

[3] في الجوانب التربويّة يُنظر: دعيم وآخرون، 2016، أعيادنا؛ أبو رقبة، 2017، ولادة فرح.

 

[4] خُلاصة القصة: نذر عبد المطلب بن هاشم أن يذبح أحد أبنائه عند الكعبة إذا وُلد له عشرة أبناء. من أجل اختيار الابن الذبيح بعد أن وُلد الابن العاشر احتكم إلى هُبَل وأزلامه السبعة، فوقع الاختيار على عبد الله – أصغرهم سنًّا. وكان من عادة العرب القيام بالذبح أمام الصنمَين آساف ونائلة. فحين همَّ بذبحه وثب أخوه شقيقه وأمسك بيد عبد المطلب عن الذبح. سمعت بنو مخزوم قبيلة أخواله بالأمر (فاطمة بنت عمرو والدة عبد الله بن عبد المطلب من بني مخزوم، أي جدة الرسول (ص) لأبيه) فتدخّلوا لمنع تقدمته للذبح وفدوه بأموالهم. أشارت قريش على عبد المطلب استشارة عرّافة كاهنة في الحجاز التي أشارت أنَّ مبلغ الفدية عشرة من الإبل كمبلغ الديّة وأنَّ عليه القيام بالقرعة لمعرفة هل يُقدِّم عبد الله أم الفدية فكانت النتيجة تقديم عبد الله، فأضافوا عشرة وأعادوا الكرّة وبقوا على هذه الحال إلى أن وصلت الفدية مائة من الإبل فنُحِرت كلها فداء له. يُنظر: عباس، مصطفى جواد؛ الموسوي، وجدان جعفر غالب. 2017. المؤودة والقربان عند العرب. مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانيّة 6، 42، 1 – 26.

 

[5] من عادة اليهود ختن ذكورهم (تكوين 17: 10) وتسميتهم في اليوم الثامن لولادتهم وعلى ما يبدو فإنَّ هذه العادة كانت منتشرة أيضًا في شبه الجزيرة العربيّة لدى نسل إبراهيم. والختان عادة ساميّة لم تكن خاصة بالعبرانيين وكانت تتم دون فرض شرعي، يُنظر: حلاق، تيودور. 1996. اليهوديّة في معتقداتها وامتدادها في المسيحيّة. ظهر في مجلة المسرة 1996، العددان 822 - 823، آذار – أيلول، ص 42.

 

[6] رواه مسلم في: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات.

 

[7] عَلَقة: قطعة غليظة من الدم، وسُميت عَلَقة لأنَّها تعلق بغيرها.

 

[8] طِست: إناء كبير يُغسل فيه.

 

[9] لَأَمَهُ: لَأَمَ الجرح أي ضمده.

 

[10] الظِّئْر: الأنثى التي تعطف على ولد غيرها أو تُرضعه، والمراد هنا حليمة السعديّة.

 

[11] كان الرسول (ص) يَتَحَنَّث (يَتَنَسَّك) في غار حِراء، في ليلة القدر.

 

[12] نص أدبي ديني عبارة عن قصة ذات صيغ متعدِّدة موضوعة بأقلام المشايخ، الذين أودعوا فيها سيرة النبي ونثروا العديد من المدائح التي تتناول شمائل النبي ومناقبه وجاهه ومقامه عند الله والناس. نذكر على سبيل المثال مولد العروس لابن الجوزي.

 

 [13]جلال الدين عبد الرحمن السيوطي. 1985. حسن المقصد في عمل المولد. دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بيروت – لبنان، دار الكتب العلميّة، ط (1)، ص41، وذلك في رد على تاج الدين بن عمر اللخمي السكندري الذي رأى بالمولد بِدعة مذمومة في كتابه "المورد في الكلام على عمل المولد".

 

[14] المقريزي، تقي الدين، 1997، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية. ج 2، تح. محمد زينهم ومديحة الشرقاوي، ص 347.

 

[15] مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن زين الدين بن علي بن بكتكين. عن حياته وأعماله واحتفاله بالمولد بالتفصيل يُنظر: أبو العباس، ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، مجلد 4، تح: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 2011، ص 113 – 120.

 

[16] يرى السيوطي أنَّه أوَّل من احتفل بالمولد، رغم ما ورد لدى المقريزي عن احتفال الخلفاء الفاطميين، وإن كنا لا نرى تناقضًا بالأمر فلكل بيئة احتفالاتها ولكل عصر إمكانيّاته.

 

[17] يُنظر: كتاب الإمام السيوطي في مشروعيّة عمل المولد "حسن المقصد في عمل المولد" تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلميّة، ط 1، 1985، ص 41.

 

[18] نُسبت القصيدة لغيره أيضًا. يُنظر: أبو العباس، ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، مجلد 1، تح: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 2011، ص 211 – 212.

 

[19] عنه قال السيوطي "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقنًا لعلم الحديث وما يتعلق به، عارفًا بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها".

 

[20] الحافظ أبو الفضل العراقي. 2010. المورد الهني في المولد السَّنِي". دراسة وتحقيق وتخريج عمر بن العربي أعميري، مصر، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ص 67 – 90.

 

[21] الجوهري، محمد، 1980، علم الفولكلور- دراسة المعتقدات الشعبيّة، ج 2، ط 1، القاهرة، دار المعارف.

 

[22] كنعان، توفيق. 1998. كنعان، توفيق، 1998، الأولياء والمزارات الإسلاميّة في فلسطين، ترجمة نمر سرحان، تحرير د. حمدان طه، رام الله، وزارة الثقافة الفلسطينيّة ودار الناشر. 180 – 184.

 

[23] الحِنّاء: استعمل الكنعانيون أوراقه في خضاب أيديهم وأرجلهم في مناسبات الأفراح، كما زيَّنوا معابدهم بزهوره، وما زال الحِنّاء حتى يومنا هذا من مستلزمات الأعراس (البرغوثي، 1989، 78 / عبد اللطيف البرغوثي، 1989، التراث الشعبي الفلسطيني، جذوره وخصائصه، الأسوار للأبحاث الفكريّة والثقافيّة والوطنيّة، صيف 1989، 4، 74 - 104). واستعمل العبرانيون أزهاره لطيب رائحتها بوضعها في ملابس العروسين). أوصى الرسول (ص) التخَضُّب بالحِنّاء لميزاته العلاجيّة. وعلى ما يبدو من هنا اكتسب الحِنّاء هالة القدسيّة والبركة.

 

[24] لا يُعتبر حرق شعير المولد والتبخير به من العادات المستحبة على الصعيد الديني، ناهيك عن أنَّه لا يمتاز بصفات علاجيّة روحانيّة. قد يكون استعماله الشعبي من منطلق أنَّه مادة نباتيّة موجودة بوفرة، جافة تدوم لمدة طويلة وتكون مادة داعمة للبخور غالي الثمن بعد أن تكون قد اكتسبت قيمتها الروحيّة من قراءة طقس المولد عليها (الباحثة). والشعير من الزراعة الكنعانيّة الذي كان يُزرع على نطاق واسع، كما يُصنع منه خبز الفقراء (البرغوثي، 1989، 78).

 

[25] في بعض الأماكن يتم إعداد "العصيدة" التي يتم إعدادها وتقديمها عند ولادة مولود، وهي حلوى فلسطينيّة، كانت تُصنع في الماضي من جرش الذرة البيضاء المطبوخة، أو من دقيق القمح المُذاب بالماء المغلي، وتُعجن بالسمن، وتُحَلّى بالدبس. وكانت العصيدة من أكثر الحلوى شيوعُا في قرى الجليل، خاصة في ليالي الشتاء. أما في الجنوب والضفة فالعصيدة عبارة عن قمح مجروش يُطبخ بالبصل والزيت والفلفل ورُبّ البندورة (لوباني، 2000، الألفاظ التراثيّة). 

 

[26] لا ينذر المسلم صوم رمضان المبارك لأنَّه من أركان الإسلام.

 

[27] كنعان، 1998، 180 – 184.

 

[28] Da'eem, Roseland, 2015, The Legends of Elijah, Mar Ilyas and Al-Khader Which were Told by Jews, Christians and Moslims During their Visits in Elijah's Cave and the Carmelite Monastery in Haifa, Dessertation, Haifa University (Hebrew).