الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الغشاشون بيننا ....الكاتب : أحمد مطلق أبو صفية
الغشاشون بيننا ....الكاتب : أحمد مطلق أبو صفية

 نشأنا في عالم يمقت الكذب والغبن ويذم المنافق وينكر كل فعل أو قول زائف ,  ولطالما سمعنا من معلم التربية الإسلامية قول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفررقوا ) وسمعنا حديث رسولنا المصطفى صلوات الله عليه )( آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))

 وجميعنا نحفظه عن ظهر قلب , ونتغنى بأننا نملك أخلاق الكرام السابقين الأولين , وشيمهم الرفيعة , من,  صدق و أمانة ومروءة وعفة ونحفظ العهود , ونفي الوعود , ولا وجود لذلك الشيطان الذي يوسوس نفاقا ويتمتم كذبا وخداعا ليرمي بنا إلى الحضيض . نقول الحق حتى على أنفسنا وأهلونا خشية الله وجهنم الهاوية وطمعا بجنانه جل علاه ..

نستهجن كل ذلك الخبث بثقة عمياء , فلا نقهر مظلوما ولا نكذب صادقا ونحكم عدلا ولا نقول زورا ولا نحلف يمينا غموسا كذبا قط .. وملوكنا عادلين , رؤساؤنا صادقين , أوطاننا جنة للمواطنين لا مطر إحتلال و أطماع عدو مستعمر.

صادقين بأعمالنا ,  بأقوالنا , بأفعالنا .. وساستنا لسناهم لا ينطق إلا حقا ولا يقولون إلا صدقا .. ولم يخن بعضهم الأمانة , ولم يزجوا بالوحدة العربية , ولم يخونوا أنفسهم , ولم يخنع ويخضع  بعضعم تحت أقدام الأنجاس ووقعوا بعظمة السابقين النصر لا تطبيع  ويحتفلون علنا بقدوم طائراتهم المجيدة التي تحمل الفخر والعزة لنا ... 

إستيقظ , إستيقظي , آسف لإزعجاك سيدي وسيدتي نحن  لسنا  بزمان الحشاشين بأواخر القرن الخامس الهجري الذين إنفصلوا عن الفاطميين . .

لا نحن بقرن  الغشاشين ممن إنفصلوا عن كل أخلاق حميدة وتبرئ منهم كل دين وشيطان يحملون ظاهرا كل حميد وصالح تظن أنه حامل مسك ولا ينفثون إلا خبيث جلساء سوء كنافخ الكير فلا تجد منهم إلا حرق ثيابك أو ريحا منتنة  , يحكموننا ظلما ,  يعيشون بيننا نخالطهم ونعلم ماهيتهم , أضحى الصادق كاذبا بوجودهم , وكتابة كلمة الحق معجزة ,  رمينا كل قديم عظيم خلفنا ورضينا بجديد ذليل أمامنا , تخاذل حتى دفنا الفضائل , فاالرئيس يجامل ويخدع ويكذب ,  والملك يخرس ويسكت والمسؤول فاسد أحمق , وذاك قاض يظلم ولا يعدل ..

 الجار غير مؤتمن , والقريب بدم غريب , والغريب حبيب والعدو صديق والصديق عدو ,  ونقضت الوعود ولم نفي بالعهود , ونيسنا كلام من أتى ليتم علينا مكارم الأخلاق المحمود صلوات الله عليه , وعصينا من أرسل كل الرسل كآفة جل علاه  , فالكذب والخيانة دستور وعلم للدولة والنفاق والذل حكم الدولة والخنوع والخداع حدودها وطمست ملامح الصدق والحرية من شعبها . فماذا ترتجي أسألك ؟

نكتب الحروف ونضع النقاط  , وتصرخ الكلمات صدقا وقهرا  فيسجنها مسؤول بتقييد فاه ذاك و ويذهب به  في غياهب السجن بأحلام يوسف عليه السلام بالخروج   , تنشر على وسائل التواصل فتخاف من كلمة الحق فتحذف ما كتبت مخافة من  الغشاشين , تقطع أوراقك وتلقي بها خوفا على نفسك من تلك الجماعة الغشاشون نعم  , ترى غشا وكذبا وتسمع نفاقا وتخشى قول الحق فالغشاشون متحكمون مراقبون يدركون ما نقول وما نفعل فالعقاب والتهم جاهزة تنتظر إسمك ..  حتى من حولك آذانهم طمست عن الحق فلا يبغون سوى منكرهم ولا يرجون سوى منكرهم , فكيف تسمع جثة حنطت بصوتهم !!  

جماعة الغشاشون المنافقون , غلبوا بأرضنا ونحن مدحرون لا حول لنا ولا قوة .

 تلتف حولهم الملايين والآلاف , ويؤيدونهم ويحتفلون بنافقهم علنا , خلفهم يصفقون ,  مسيطرون من قبل الغشاشين , وأفئدتهم نحوهم تلهث , إن قال كذا ,  سمعت ضجيج النباح , وإن ألقى خطابا يهتفون : لنعم الخطاب خطابك ولنعم القول قولك ويهتز الذيل يمنة ويسرة تأيدا لقول ذاك الغشاش وتفشى النفاق شيئا فشيئا , وحكم الغشاشون علينا وأحكموا القبضة , فما عدنا نصدق شيئا ..ولا نترجي منها شيئا ..

فأغلب أوطاننا , معاملاتنا , مؤسساتنا , قرارتنا , ساستنا , مسؤولونا , أحاديثنا , قوانينا عدد ما شئت جميعها بأمر الغشاشون و تخدم الغشاشون ,  مبهمة مختومة  بطابع الكذب , مصحوبة بخداع وتدليس وزور ونفاق , تخدم شهواتهم , أفكارهم , مصالحهم , مطامعهم , مناصبهم .

أصبحنا معادون من قبلهم فالحياد عنهم تهمة محاطة بأجندات خارجية تبقيك في سقر , ورفض الخضوع لهم بقولك لا , بمثابة إشهار, حرب عالمية بوجههم تفنيك في لظى , والسكوت عنهم هزيمة للحق .. فهم الأقوى ونحن الأضعف ...

لا تعجب فالغشاشون  من صنع أيدينا , من سكوتنا , من دعائنا لهم بالهداية بعد كل صلاة ونخلد إلى النوم , لم نحاربهم بكلمة ,  بحرفين : لا ..   

فبطشوا فالبلاد وأكثروا فيها الفساد , هل ستدعي أيضا , أن يصب عليهم ربك صوط عذاب 

وأنت على سريرك ,  بحياد وسكوت وطأطأة رأس بخنوع ؟ 

لا , بل بالرفض ومحاربة الباطل ,  نحن من سيصب عليهم صوط العذاب بأمر رب العباد ونكن بالمرصاد بأمر الله .. بقول : لا , بثورة اللا . بالمحاسبة , بالرفض ماذا ننتظر ؟  

أوّ لم تخرس ألستنا بعد ؟

أوَ لم نسجن بأوطننا كالعبيد ؟

أوَ لم يعظم الذليل , ويذل العظيم ؟

أوَ لم تدفن إنسانيتنا ؟

أوَ لم تغتصب عروبتنا ؟  

أوَ لم تفض بكارة هيبة دولنا جمعاء ؟

أوَ لم تهز عروش ملوكنا  , وكراسي رؤساؤنا ؟

أوَ لم تذل الأعلام خزيا بتطبيع آثم ؟

أوَ لم يستهزئ بأشرف الخلق محمد رسولنا صلوات الله عليه ؟

أما حان لنا أن نتحد بوجه الغشاشين شعوبا وأوطانا تحت سقف السماء لا سقف جامعة الدول العربية ؟

أما حان لنا أن نحاسبهم بتفكيكنا , بتجهيلنا , بتأجيج فتنة إنقسامنا , بهدم ثوابتنا ؟

أما حان لنا أن نحيا كراما هانئين في أوطاننا بين أطفالنا وأهلونا ؟

نصلي جميعا بالقدس الإسلامي العربي  , نطوف حول قبلة المسلمين , ونزور قبر المصطفى بيثربنا  , نصلي بالمسجد الأموي نزور كنيسة حنانيا في دمشقنا , إلى عراقنا ونعيد أمجاد بغدانا ليزأر شامخا , إلى جنة الله على الأرض عدن فنطمس حزن يمننا  , حتى تسعد  إفريقيا قاطبة ونحتفل ببلاد فارس وصولا لخرسان الكبرى .. حينا إتحادنا سنحاسب الغشاشين وننفيهم إلى هوامش التاريخ ونرسم إبتسامة لتاريخ زاهر عظيم ,  حينها سنفي الوعود ولن ننقض العهود ونتحلى بأخلاق السابقين الأولين وبقوتنا سنصنع أمجادنا لعصور لا بضعفنا وهواننا وخزينا ..    

ولكي نبدأ علينا أن نأخذ بقانون إلهي ونطبقه فعلا لا قولا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))  ...

بديننا نتغير , بإيماننا بحقنا سنستعيد كرامتنا وشرف المغتصبة عروبتنا

 بعملك , بمحيطك , بقريتك , بمدينتك , بدولتك , لاتنسى قول : لا بوجه الغشاشين .