الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'في المُقدِمة إمرأة'...هناء شوقي
'في المُقدِمة إمرأة'...هناء شوقي

قد تكون المرأة بعيدًا عن مقود السيارة ولكن ليس كل البعد! فكما هو حال الرجال قد يخطئون في القيادة على الشوارع ويزيدون الطين بلّة في إزهاق الأرواح أيضًا للنساء هفوات لا يستهان بها وهذا الكلام ليس الا تزامنا مع البعض الذين يروحون جيئة وإيابا في شتم بعض النساء مدّعين بقلة مهاراتهنَّ في السياقة مباهين الرجولة في أنفسهم ليزدادوا غرورا.

فالمرأة قيادية برتبة قائدة، يوم أخذت على عاتقها التصدي لجبروت الرجال حين صمّموا قمعها وبقيت صامدة والقمع هاهنا تجسيد بحالات فوق الاعتياد( لباسها، علمها، طموحها، عملها...).

كانَ أمام كلِّ فعل يسقط عليها كالمطرقة ردَّة فعل تحفزها على خلق الجديد، تلكَ التي مارست شغفها في القراءة وتحت سقف منزلها أدركت أنَّ من خلال شاشة كمبيوتر قد تدرس في جامعة وتنال شهادة داخل سجنها وما همها جسدها الحبيس طالما عقلها مستنير.

أما ذاك الصبي الذي شتَم معلمته وحفزه والده على إسقاط المعلمة من رتبة رسول إلى خادمة تقدِم لتؤجر! بقي العلم بحوزتها لطلاب آخرين يستندون على أم قادتهم لمقام المعلمة السامي لا على الوالد القامع.

تلك المرأة التي تقود أولادها لخيرة الأنماط في الحياة هي قيادية والمرأة التي تشارك زوجها مشاغل الحياة وتتأبط يده هي قيادية من موقع قوة لا ضعف (حتى لا تشوه صورة الوالد بعين قومه).

أما المرأة التي تناضل وراء لقمة عيشها وزوجها المتوفى أو المريض أو العاجز هي تلك الشامخة القائدة ولا يجدر بنا موازاتها بالرجل الذي يقوم برعاية عائلته أو برجل فقد زوجته ليركض وراء أخرى باحثًا عن زواج بينما هي تجلس لتحضن أولادها في غيابه هو يبعثر العائلة وهي الحاضنة!

أنت! أيها الوعر الذي تخاطب المرأة وكأنها لا شيء لا تنس أنَّ التي ولدتك هي إمرأة والتي تزوجتك إمرأة وابنتك خليفتك إمرأة ومعلمتك ذات عُمرٍ إمرأة وإن خُضتَّ علاقة الحب ستكون مع إمرأة وأنَّ نصفك لن يكتمل إلا بامرأة، فحذار من تصنيفها درجة ثانية وهي في المقدمة...